مَن صَوَّرَ السِحرَ المُبينَ عُيوناً | |
|
| وَأَحَلَّهُ حَدَقاً وَجُفونا |
|
نَظَرَت فَحُلتُ بِجانِبي فَاِستَهدَفَت | |
|
| كَبِدي وَكانَ فُوادِيَ المَغبونا |
|
وَرَمَت بِسَهمٍ جالَ فيهِ جَولَةً | |
|
| حَتّى اِستَقَرَّ فَرَنَّ فيهِ رَنينا |
|
فَلَمَستُ صَدري موجِساً وَمُرَوَّعاً | |
|
| وَلَمَستُ جَنبي مُشفِقاً وَضَنينا |
|
يا قَلبُ إِنَّ مِنَ البَواتِرِ أَعيُناً | |
|
| سوداً وَإِنَّ مِنَ الجَآذِرِ عينا |
|
لا تَأخُذَنَّ مِنَ الأُمورِ بِظاهِرٍ | |
|
| إِنَّ الظَواهِرَ تَخدَعُ الرائينا |
|
فَلَكَم رَجَعتُ مِنَ الأَسِنَّةِ سالِماً | |
|
| وَصَدَرتُ عَن هيفِ القُدودِ طَعينا |
|
وَخَميلَةٍ فَوقَ الجَزيرَةِ مَسَّها | |
|
| ذَهَبُ الأَصيلِ حَواشِياً وَمُتونا |
|
كَالتِبرِ أُفقاً وَالزَبَرجَدِ رَبوَةً | |
|
| وَالمِسكِ تُرباً وَاللُجَينِ مَعينا |
|
وَقَفَ الحَيا مِن دونِها مُستَأذِناً | |
|
| وَمَشى النَسيمُ بِظِلِّها مَأذونا |
|
وَجَرى عَلَيها النيلُ يَقذِفُ فَضَّةً | |
|
| نَثراً وَيَكسِرُ مَرمَراً مَسنونا |
|
يُغري جَوارِيَهُ بِها فَيَجِئنَها | |
|
| وَيُغيرُهُنَّ بِها فَيَستَعلينا |
|
راعَ الظَلامُ بِها أَوانِسَ تَرتَمي | |
|
| مِثلَ الظِباءِ مِنَ الرُبى يَهوينا |
|
يَخطُرنَ في ساحِ القُلوبِ عَوالِياً | |
|
| وَيَمِلنَ في مَرأى العُيونِ غُصونا |
|
عِفنَ الذُيولِ مِنَ الحَريرِ وَغَيرِهِ | |
|
| وَسَحَبنَ ثَمَّ الآسَ وَالنَسرينا |
|
عارَضتُهُنَّ وَلي فُؤادٌ عُرضَةٌ | |
|
| لِهَوى الجَآذِرِ دانَ فيهِ وَدينا |
|
فَنَظَرنَ لا يَدرينَ أَذهَبُ يَسرَةً | |
|
| فَيَحِدنَ عَنّي أَم أَميلُ يَمينا |
|
وَنَفَرنَ مِن حَولي وَبَينَ حَبائِلي | |
|
| كَالسِربِ صادَفَ في الرَواحِ كَمينا |
|
فَجَمَعتُهُنَّ إِلى الحَديثِ بَدَأتُهُ | |
|
| فَغَضِبنَ ثُمَّ أَعَدتُهُ فَرَضينا |
|
وَسَمِعتُ مَن أَهوى تَقولُ لِتُربِها | |
|
| أَحرى بِأَحمَدَ أَن يَكونَ رَزينا |
|
قالَت أَراهُ عِندَ غايَةِ وَجدِهِ | |
|
| فَلَعَلَّ لَيلى تَرحَمُ المَجنونا |
|