إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
لكَ اللهُ لا تنْكَسِرْ يا وحيدْ |
وإنْ كانَ منكَ الذِّراعُ انكسَرْ |
تحَمَّلْ وقِفْ مُورِقاً مِنْ جَديدْ |
ولا تَقْتَرِبْ ثانِياً مِنْ حَجَرْ |
لكَ اللهُ لا يَنْحَنِي منكَ عودٌ |
ولا ينحَني مِنكَ جيدْ |
ولا يَنْطَفِي فيكَ ضوءُ القمَرْ |
نعمْ تسْتَحِقُّ المَزيدَ المَزيدْ |
لأنَّكَ صَافٍ كماءِ المَطرْ |
كماءِ الجِبَالِ الّذي مِنْ أعالي الجبالِ انْحَدَرْ |
تلَوّثْتَ جدّاً |
لأ نّكَ حافٍ تسارَعْتَ للمُنْحَدَرْ |
تلوّثتَ جدّاً |
لأنّكَ تجري على الرّمْلِ والطينِ بينَ المَنازِلْ |
وبينَ المزابِلْ |
تلوّثتَ جدّاً لأنكَ شرّفتَ حتى المزابِلْ |
وشرّفتَ حتى مراعي البقَرْ |
وشرّفتَ حتى المَجَاري التي ضاقَ فيها القَذَرْ |
وشرّفْتَ مُسْتَنْقعَاتٍ بها كانَ يلهو الحَشَرْ |
هجَرْتَ السّماءَ..هجَرْتَ الغيومَ ... |
هجَرْتَ أغاني القَمَرْ |
أَتَنْسى بأنكَ ماءُ السّماءِ وماءُ المطَرْ؟ |
وها أنتَ في رأيِهِمْ لا تُساوي ... |
ولا قطرةً مِنْ مياهِ البَحَرْ |
تصاغَرْتَ جدّاً ... |
إلى حَدِّ ما عادَ يَلْقاكَ مِنْهمْ نظَرْ |
كفاكَ انْحِداراً إلى أينَ تمضي؟ |
إلى أينَ ماضٍ بكَ المُنْحَدَرْ؟ |
توَقَّفْ نُصَفّي حِساباتِنا |
ولو مرّةً في الشّهَرْ |
توّقّفْ توَقَّفْ تصاغَرْتَ جدّاً |
توقّفْ توقّفْ هو المُنْحَدَرْ |
لقدْ كانَ مأواكَ فوقَ النجومِ |
وقد كانَ مرعاكَ سطْحُ القمَرْ |
لقد كنتَ تفترِشُ الشّمْسَ فوقَ البَحَرْ |
لقدْ كنتَ تختارُ زُرْقَ المصابيحِ ... |
خُضْرَ المصابيحِ ... أنقى الدُّرَرْ |
وها أنتَ تجري إلى قِطّةٍ ... |
مضَتْ تختفي عنكَ بينَ الحُفَرْ! |
فحاوِلْ ... |
وحاوِلْ ... |
وحاولْ ... |
لِأجْلي تُعيدُ النَّظَرْ |
وغَيِّرْ طِباعَكَ شيئاً فشيئاً ... |
طِبَاعُ الملائِكةِ الصّالِحينْ ... |
تُناقِضُ طَبْعَ البَشَرْ |
لكَ اللهُ لا تَنْكَسِرْ فالطيورْ |
إذا ودَّعَتْ عشَّها قدْ تعُودْ |
ليَ اللهُ لكنّما طائِري |
إذا طارَ مِنْ عُشِّهِ لنْ يعودْ |
بنادِقُ صَيْدٍ على طولِ تلكَ الحدودْ |
على عرضِ تلكَ البُحورْ |
صُقورٌ مُدَرّبَة ٌ ألفَ عامٍ |
لِتَصْطادَ أحلى الطيورْ |
كِلابٌ مُدرّبَةٌ ألفَ عامٍ ... |
لِتسْحَقَ كلَّ الزهورْ |
وإني بلا مِخْلَبٍ .. |
كيفَ أصطادُ تلكَ القَطاةَ.. |
وما لذّتي بالقُشورْ؟ |
ليَ اللهُ فِعْلاً ... |
ولكنّ طيري الذي طارَ عني ... |
وكانتْ تُغنِّي عليهِ الطيورْ |
أسيرٌ لَدى فَيْلَقٍ مِن نمورْ |
ليَ اللهُ أدري... |
ولكنني صرتُ لو قيلَ لي مرْحَباً... |
قد أثُورْ |
ليَ اللهُ أدري وأدري ... |
وإني أعيشُ بهذا الشعُورْ |
تواضَعْتَ جِدّاً وأنتَ الكتابُ الكبيرْ... |
وهم أدْمَنوا كِبْرِياءَ السُّطورْ |
تواضَعْتُ حقّاً |
وهم أدْمَنوا كِبْرِياءَ الدجاجِ |
فعابوا التواضعَ هذا الذي في عيونِ النّسورْ |
تواضَعْتُ جدّاً .. |
تصاغَرْتُ يعني ... |
وهم يَعْشَقونَ الغرورْ! |
تَكَبَّرْ لكي يَعْرِفوا أنّهم |
ليسَ إلاّ طيورْ |