عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > العراق > وحيد خيون > انحِدار المطر

العراق

مشاهدة
724

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

انحِدار المطر

لكَ اللهُ لا تنْكَسِرْ يا وحيدْ
وإنْ كانَ منكَ الذِّراعُ انكسَرْ
تحَمَّلْ وقِفْ مُورِقاً مِنْ جَديدْ
ولا تَقْتَرِبْ ثانِياً مِنْ حَجَرْ
لكَ اللهُ لا يَنْحَنِي منكَ عودٌ
ولا ينحَني مِنكَ جيدْ
ولا يَنْطَفِي فيكَ ضوءُ القمَرْ
نعمْ تسْتَحِقُّ المَزيدَ المَزيدْ
لأنَّكَ صَافٍ كماءِ المَطرْ
كماءِ الجِبَالِ الّذي مِنْ أعالي الجبالِ انْحَدَرْ
تلَوّثْتَ جدّاً
لأ نّكَ حافٍ تسارَعْتَ للمُنْحَدَرْ
تلوّثتَ جدّاً
لأنّكَ تجري على الرّمْلِ والطينِ بينَ المَنازِلْ
وبينَ المزابِلْ
تلوّثتَ جدّاً لأنكَ شرّفتَ حتى المزابِلْ
وشرّفتَ حتى مراعي البقَرْ
وشرّفتَ حتى المَجَاري التي ضاقَ فيها القَذَرْ
وشرّفْتَ مُسْتَنْقعَاتٍ بها كانَ يلهو الحَشَرْ
هجَرْتَ السّماءَ..هجَرْتَ الغيومَ ...
هجَرْتَ أغاني القَمَرْ
أَتَنْسى بأنكَ ماءُ السّماءِ وماءُ المطَرْ؟
وها أنتَ في رأيِهِمْ لا تُساوي ...
ولا قطرةً مِنْ مياهِ البَحَرْ
تصاغَرْتَ جدّاً ...
إلى حَدِّ ما عادَ يَلْقاكَ مِنْهمْ نظَرْ
كفاكَ انْحِداراً إلى أينَ تمضي؟
إلى أينَ ماضٍ بكَ المُنْحَدَرْ؟
توَقَّفْ نُصَفّي حِساباتِنا
ولو مرّةً في الشّهَرْ
توّقّفْ توَقَّفْ تصاغَرْتَ جدّاً
توقّفْ توقّفْ هو المُنْحَدَرْ
لقدْ كانَ مأواكَ فوقَ النجومِ
وقد كانَ مرعاكَ سطْحُ القمَرْ
لقد كنتَ تفترِشُ الشّمْسَ فوقَ البَحَرْ
لقدْ كنتَ تختارُ زُرْقَ المصابيحِ ...
خُضْرَ المصابيحِ ... أنقى الدُّرَرْ
وها أنتَ تجري إلى قِطّةٍ ...
مضَتْ تختفي عنكَ بينَ الحُفَرْ!
فحاوِلْ ...
وحاوِلْ ...
وحاولْ ...
لِأجْلي تُعيدُ النَّظَرْ
وغَيِّرْ طِباعَكَ شيئاً فشيئاً ...
طِبَاعُ الملائِكةِ الصّالِحينْ ...
تُناقِضُ طَبْعَ البَشَرْ
لكَ اللهُ لا تَنْكَسِرْ فالطيورْ
إذا ودَّعَتْ عشَّها قدْ تعُودْ
ليَ اللهُ لكنّما طائِري
إذا طارَ مِنْ عُشِّهِ لنْ يعودْ
بنادِقُ صَيْدٍ على طولِ تلكَ الحدودْ
على عرضِ تلكَ البُحورْ
صُقورٌ مُدَرّبَة ٌ ألفَ عامٍ
لِتَصْطادَ أحلى الطيورْ
كِلابٌ مُدرّبَةٌ ألفَ عامٍ ...
لِتسْحَقَ كلَّ الزهورْ
وإني بلا مِخْلَبٍ ..
كيفَ أصطادُ تلكَ القَطاةَ..
وما لذّتي بالقُشورْ؟
ليَ اللهُ فِعْلاً ...
ولكنّ طيري الذي طارَ عني ...
وكانتْ تُغنِّي عليهِ الطيورْ
أسيرٌ لَدى فَيْلَقٍ مِن نمورْ
ليَ اللهُ أدري...
ولكنني صرتُ لو قيلَ لي مرْحَباً...
قد أثُورْ
ليَ اللهُ أدري وأدري ...
وإني أعيشُ بهذا الشعُورْ
تواضَعْتَ جِدّاً وأنتَ الكتابُ الكبيرْ...
وهم أدْمَنوا كِبْرِياءَ السُّطورْ
تواضَعْتُ حقّاً
وهم أدْمَنوا كِبْرِياءَ الدجاجِ
فعابوا التواضعَ هذا الذي في عيونِ النّسورْ
تواضَعْتُ جدّاً ..
تصاغَرْتُ يعني ...
وهم يَعْشَقونَ الغرورْ!
تَكَبَّرْ لكي يَعْرِفوا أنّهم
ليسَ إلاّ طيورْ
وحيد خيون
بواسطة: وحيد خيون
التعديل بواسطة: وحيد خيون
الإضافة: الأحد 2019/02/03 05:24:52 صباحاً
التعديل: الثلاثاء 2019/07/16 05:05:42 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com