بِاسمِ البِلادِ أَصالةً، ونِيابةً | |
|
| عن كُلِّ مَن هَجَروا البِلادَ وهامُوا |
|
واسمِي بِكل تَطَفُّلٍ سَأَقولُها: | |
|
| شُكرًا.. ولستُ بِلائِمٍ مَن لامُوا |
|
شُكرًا لأنك يا مُعَلِّمُ بِضعةٌ | |
|
| مِنا، وبَعضُكَ كافُنا واللَّامُ |
|
ولِأَنَّ حَرفَكَ ما يزالُ مُرافقًا | |
|
| لِحُروفِنا، ولِأَنك الإِلهامُ |
|
ولِأَنَّ حُزنَكَ لم يَخُنكَ.. لِأَنه | |
|
| وَجهُ البلادِ، ولَونُها الرّسّامُ |
|
يَكفيكَ أَنك مَن بَذَرتَ نُجُومَها | |
|
| واللّيلُ حولَكَ وَحشةٌ وقَتامُ |
|
يكفيك أَنك ما تَزالُ حقيقةً | |
|
| وجَميعُ مَن غَدَرُوا بها أَوهامُ |
|
يا مَن على أَمَلِ السعيدةِ صَبرُهُ | |
|
| تَأتي عليه وتَذهبُ الأَعوامُ |
|
ما زِلتَ تَحفِرُ في الجِدارِ ولم يزل | |
|
| بين النّهارِ وبيننا أَصنامُ |
|
صَنَمٌ على صَنَمٍ هَوَى إِعلامُهُ | |
|
| إِنَّ السِّلاحَ بِعَصرِنا الإِعلامُ |
|
|
يا أَطوَلَ الأَقلامِ والأَعلامِ في | |
|
| وطنٍ عليه تَكَالَب الأَقزامُ |
|
بِكَ أَزهرَت كَلِماتُنا وتَرَعرَعَت | |
|
| وبِكَ استقامَ كَلِيلُها التَّمتَامُ |
|
ولِفَرطِ ما اتَّكَأَت عليكَ غَدَا لها | |
|
| بَعدَ انحِنائِكَ هَيئةٌ وقَوَامُ |
|
كُلٌّ يُحَاولُ أَن يَكُونَكَ.. إنما | |
|
| تَكبُو العُيونُ، وتَقصُرُ الأَفهامُ |
|
ما كُلُّ مَن كَتَبَ القصيدةَ شَاعِرٌ | |
|
| إِنَّ الحُرُوفَ عَذَابُهُنَّ غَرَامُ |
|
فَاعذُر مُرِيدَكَ إِن تَلَعثَمَ صَمتُهُ | |
|
| فَالصَّمتُ إِن عَظُمَ المَقَامُ كَلامُ |
|
ولَأَنتَ مَن لِمَقَامِهِ ومَقَالِهِ | |
|
| تُحنَى القُلوبُ كرامةً والهَامُ |
|
رَدِّي عليكَ تَطَفُّلٌ، وتَرَدُّدِي | |
|
| عَجزٌ، وكَبحُ قَريحتي استِسلامُ! |
|
حَمَّلتَني ما لا أُطِيقُ.. فلا تَلُم | |
|
| حَرفي وأَنت بِعَجزِهِ عَلّامُ |
|
ماذا أَقُولُ وقد مَنَحتَ قصائدي | |
|
| شَرَفًا يَهِيمُ بِعُشرِهِ الحُكّامُ |
|
أَبياتُ شِعرِكِ لي وِسامٌ، ليس لي | |
|
| إِلّاهُ بين العالَمِينَ وِسامُ |
|
|
يا حَامِلًا جَسَدَ البِلادِ ورُوحَهَا | |
|
| بِفُؤادِهِ.. لكَ مِنهُما الإِعظامُ |
|
صَنعاءُطِفلَتُكَ المُدَلَّلَةُ التي | |
|
| لِلشَّمسِ فيها قَهوَةٌ ومُدامُ |
|
ولِطِفلَةِ الشَّمسِ الضَّحُوكِ شَقِيقةٌ | |
|
| بِهَوَاكَ أَشرَقَ ثَغرُها البَسَّامُ |
|
كُلُّ البِلادِ إِليكَ تَنسِبُ نَفسَها | |
|
| يا مَن هَوَاهُ تَهَامَةٌ وشِبَامُ |
|
ما كُنتَ هَاجِرَها لِتَعشَقَ غَيرَها | |
|
| فَالهَجرُ عِند العَاشِقِينَ حَرَامُ |
|
لو أَنَّ كُلَّ هَوًى هَوَاكَ لَرَفرَفَت | |
|
| أَروَاحُنا ولَطَارَتِ الأَجسامُ |
|
ولَمَا أَعَادَ اللَّيلُ سِيرَةَ رَبِّهِ | |
|
| بَعدَ الأُفُولِ وعَادَتِ الأَزلَامُ |
|
ولَمَا غَدَا الوَطَنُ المُطَهَّرُ دَاجِيًا | |
|
| في كُلِّ رُكنٍ مُشرِفٌ وإِمَامُ |
|
ما حَوَّلُوا الإِسلامَ لافِتةً لهُم | |
|
| إِلّا وأَنكَرَ نَفسَهُ الإِسلامُ |
|
|
هذي السعيدةُحيثُ يُوصَلُ غاصِبٌ | |
|
| ومُخَرِّبٌ، وتُقَطَّعُ الأَرحامُ! |
|
حيثُ اللّصوصُ على خزائنِ مَوطِنً | |
|
| بُتِرَت يَداهُ، وغُلَّتِ الأَقدامُ |
|
حيثُ المُواطِنُ نازحٌ ومُجَوَّعٌ | |
|
| بين الرَّغِيفِ وبَينَهُ أَرقامُ |
|
وعلى الرُّؤُوسِ طَوَائِرٌ مَسعُورَةٌ | |
|
| تَهمِي عليهِ، وتَحتَهُ أَلغَامُ |
|
كُلٌّ يَصيحُ لِأَجلِهِ، وهو الذي | |
|
| مَوتٌ يَضِجُّ بِجَوفِهِ وحُطامُ |
|
كُلٌّ يُقاتِلُ خَصمَهُ بِذِراعِهِ | |
|
| وجَميعُهُم لِخُصُومِهِ خُدّامُ |
|
لكنَّ عُمرَ اللَّيلِ أَقصَرُ مِن غَدٍ | |
|
| مَهمَا تَعَجرَفَ ظالِمٌ وظَلامُ |
|
مَهما جَثَمْتِ على الصُّدُورِ ثَقِيلَةً | |
|
| فَوَرَاءَكِ الآمَالُ يا آلامُ |
|
|
يا مَالِئًا بِيَدِ الحَنَانِ قُلُوبَنا | |
|
| مِنها عليكَ مَحَبَّةٌ وسَلامُ |
|
ما زِلتَ تَغمُرُنا بِلُطفِكَ كُلَّما | |
|
| زَعَمَ الفَرَاغُ بِأَنَّنا أَيتامُ |
|
تَهَبُ الجَنَاحَ لِمن يُريدُ، وتَحتَفِي | |
|
| وسِوَاكَ تَسبِقُ عَينَهُ الأَحكامُ |
|
فاقبَل مَحَبَّتَنا التي هي وَردةٌ | |
|
| مِمَّا بَذَرتَ وَشَت بها الأَنسامُ |
|
لا نَستطيعُ سِوَى المحبَّةِ قَولَةً | |
|
| رُفِعَ الكَلامُ وجَفَّتِ الأقلامُ |
|