لِأَنَّ الحُرَّ يَأبَى مَن يَجُورُ | |
|
| أَبَت جَوْرَ الطُّغاةِ بِها حَجُورُ |
|
وثَارَت والسِّلاحُ يَقُولُ عَنها: | |
|
| هُنا يَومُ القِيامةِ والنُّشُورُ |
|
هُنا قَبرُ الإِمامةِ فاستَعِدِّي | |
|
| لِجِيفَتِها وضِيقِي يا قُبُورُ |
|
هُنا تَلقَى الخُرَافَةُ صارِعِيها | |
|
| وتَشرَبُ مِن جَمَاجِمِها النُّسُورُ |
|
جَحَافِلُها وإِن كَثرت هَبَاءٌ | |
|
| ووَثبَتُها وإِن غَدَرَت نُفُورُ |
|
جِبَالٌ كالرِّجالِ مُبَندَقَاتٌ | |
|
| تَكِرُّ على البُغاةِ ولا تَمُورُ |
|
تُلاحِقُهُم وقَد نَثَرُوا عليها | |
|
| لُحُومًا لا تُقَامُ لها قُدُورُ |
|
زَئيرُ البُندُقِيَّةِ خَيرُ رَدٍّ | |
|
| لِمَن في رَأسِهِ نَعَقَ الدَّبُورُ |
|
وهل في نِسبَةِ المَغلُوبِ شَكٌّ | |
|
| إِذا التَقَتِ الثَّعالِبُ والنُّمُورُ؟! |
|
|
تَبَارَكَ رَبُّ حَجَّةَ كَم إِليها | |
|
| تَحِجُّ كَرَامَةٌ وتَطُوفُ دُورُ |
|
وكَم بِسِلاحِها حُمِيَت ثُغُورٌ | |
|
| وكَم بِكِفاحِها شُرِحَت صُدُورُ |
|
وكَم جَبَلٍ أَشَمَّ أَطَلَّ فِيها | |
|
| وأَصبَحَ شاعِرًا ولهُ شُعُورُ |
|
تَشَبَّثَ بِالصُّخُورِ وحِين أَلقَى | |
|
| قَصِيدَتَهُ.. تَشَبَّثَتِ الصُّخُورُ |
|
هُنالِكَ يَكتُبُ الأَحرارُ فَصلًا | |
|
| إلى الأَجيالِ تَحمِلُهُ العُصُورُ |
|
وفي قِمِمِ الجِبالِ له مِدادٌ | |
|
| سَتُثمِرُ كالشِّعابِ به السُّطورُ |
|
إِلى سُمْرِ الجِبَاهِ الآنَ طِيرِي | |
|
| أَبَابِيلًا بِشِعرِي يا طُيُورُ |
|
وقُولِي لِلرِّجالِ هُناكَ إِنَّا | |
|
| نَوَاعِمُ لا يَلِيقُ بِنا السُّفُورُ |
|
وإِنَّا ما نَزَالُ هُنا سَبَايا | |
|
| كَعَادَتِنا.. نُزَارُ ولا نَزُورُ |
|
فَلا في الحَربِ نُدرِكُ ما عَلَينا | |
|
| ولا في السِّلمِ نَعقِلُ ما يَدُورُ |
|
ويا خَجَلَ السِّتارَةِ قُل لِصَنعا | |
|
| مَتى بِالعارِ تَطفَحُ أَو تَغُورُ! |
|
وقُل لِتَحَالُفِ الخُذلانِ لَولا | |
|
| خِيانَتُهُم لَكَانَ لَهُم حُضُورُ |
|
ولَولا أَنَّهُم لِلكَهفِ مالُوا | |
|
| لَمَا غَفَتِ الفَنادِقُ والقُصُورُ |
|
ولا شَرعِيَّةُ النَّومِ استَطَابَت | |
|
| أَرِيكَتَها وأَتخَمَهَا الفُتُورُ |
|
إِذا غَدَتِ القِيَادَةُ دُونَ رَأسٍ | |
|
| يُوَجِّهُها فَكَيفَ تُرَى الأُمُورُ؟! |
|
وكَيفَ سَيَحتَمِي بالجَيشِ شَعبٌ | |
|
| يَقُودُ زِمَامَهُ عُمْيٌ وعُورُ؟! |
|
وإِن حاثَت ذَمَارُ وإِبُّ نَامَت | |
|
| وصَنعاءُ استَبَدَّ بها الجَسُورُ |
|
وإِن سُلِبَت سُقَطرَى مِن بَنِيها | |
|
| وفَرَّقَ شَبوَةً والجَوفَ سُورُ |
|
وسُلِّمَت المُعَلَّا والمُكَلَّا | |
|
| وخَافَ الجَيشُ وازدَحَمَ المُرُورُ |
|
فَمَن يَحمِي البِلادَ سِوى رِجَالٍ | |
|
| أَرَقُّ رِجَالِهِم أَسَدٌ هَصُورُ! |
|
كَأَنَّ نُفُوسَهُم دَينٌ عليهِم | |
|
| إِذا دَعَتِ الكَرَامَةُ أَو نُذُورُ |
|
رَأَوا بَغيَ البُغَاةِ فَلم يَقُولُوا | |
|
| بِأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ غَفُورُ |
|
ولا طَعِمُوا المَنَامَ على خُنُوعٍ | |
|
| وكَيفَ يَنَامُ ذُو الشَّرَفِ الغَيُورُ؟! |
|
إِذا ثَارَت حَجُورُ فَكُلُّ صَخرٍ | |
|
| وكُلُّ سَحَابَةٍ مَعَها تَثُورُ |
|