إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
حرّك الحطب الجزل |
في الموقد |
حطّ لي جمرة |
في يدي، |
ثم قال، |
بنبرته القاحلة: |
كادت الريح |
تعصف |
بالعشب، |
والعائلة |
كاد ليل ضراوتها |
يتمادى، |
فيقتلع السقف، |
والنبع، |
والزهرة العاقلة... |
كان يسألني صاحبي: |
من يعيد لحقل |
قصيّ أيائله، ولرابية |
جهمة سحرها؟ |
أتساءل عن حيرة: |
كيف يمكنه أن يرى |
في هواء الخرائب قبّرة، |
أو غزالاً؟ |
وفي ضجة الشاحنات |
ندر ممطرا..؟ |
هل قلت: لا للريح |
يا صاحبي؟ |
وهل تعرفت على النبع، هل |
عشقت دنياه |
وما تحتوي |
من قلق فظّ، ومن بهجة |
حمقاء، |
أو من ضجر صاخب؟ |
إذن تحرّ النبع، يا صاحبي |
كنت أمحض صاحبي النصح |
أكثر من مرة، |
كي يرى النبع من دونما عجلة |
كي يرى خلل الأشنات، |
أو المشكلة |
وجهها الكامن: |
الضوء |
والأسئلة |
كي يرى |
خلف كل ضباب |
سماء، |
تجفف قمصانها، |
أو ينابيع |
غامضة، |
مهملة... |
أي ذنب رشيق |
أي ريح مرابطة في الطريق |
حجبا النبع، |
والنخلة الآهلة، |
حجبا شجر العائلة |
حجبا عن يديه: |
المراعي وخمرتها، |
والسرير وغزلانه، |
والبحار وأدغالها الناحلة |
يالبهاء النبع من سيدة |
تطلع من أحزانها طفلة |
فاتنة، |
تكون للنبع ناطورا |
ومصباحا، |
وللمائدة |
أشجارها، |
الفوارة |
الصاعدة... |
وتوغلت |
في لهب بارد، |
وتناثرت ما بين خضرته، |
وتتبعت قطعانه، |
حيث كان القطا والنعاس |
فرحين يقيمان حفلهما، |
ورأيت ينابيع لم تكتشف، |
وكواكب من فضة، |
وغزالا |
عصيّ المراس |
وتلمست أغنية ذابلة، |
فإذا شجر مهمل ينتشي: |
ها هنا النخلة الآهلة |
حيث ينتشر العشب، والنبع، والعائلة |
حيث تزدهر الطفلة العاقلة. |