عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > ريم سليمان الخش > الحرب والحب ..

سورية

مشاهدة
771

إعجاب
40

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

الحرب والحب ..

غنائية مسرحية بين مغتصبة والموت
مغتصبة:
خذني إليك وأخمد جذو مأساتي
إنّي الذبيحة في كل المجازات
جاؤوا إليّ وحوشا في غرائزهم
ولطخوا السجن من طعن الخطيئات
ثوبي المشقق مصبوغٌ بلون دمي
عارٍ ويصرخ مخنوق الفضاءاتِ!!
ناديت ناديت لاقلبٌ يضمّدني
إلاي في العار معْ وحشٍ وزلّاتِ
جاؤوا اشتهاءً بنزواتٍ معنِّفةٍ
فيها استبحتُ بلا أدنى مروءاتِ
جسمي المذبّح لم يرجع إليَ ولن
أقوى على العيش معْ جرحي وآهاتي
تناوبوا العرض إخوانٌ لنا وكما
قد أحرقوا الأرض من أجل الولاءات
دمي الحزين لقد نادى بكلّ أسى
إذْ يزرع الوحش طعناتٍ بطعناتِ
خذني إليك فإنّ الأخذ مرحمةٌ
يُنجي من الهون من عمق المعاناة ...
الموت:
بنت المصائب لم يأتِ الأوان فلن
أرضى برفعك من ثقل العذابات!!
لكلّ نفسٍ من الآلام قسمتها
وساعة الموت حقٌ حين ميقاتِ
لاتطلبي الموت من يأس ومن ألم
لا تمتطي الكفر من هول المقاساة
ولتلبسي الصبر تلك الدار مجحفة
مشيئة الله عدلٌ في السماوات
مغتصبة:
وكيف أصبرُ إنْ صار العذاب دمي؟
وكيف للروح أن تحيا بلا آتِ!!
نفسي الضحية لم ترجع لأدفنها
قد دنسوا الضوء في قلبي ومرآتي ...
الموت:
قومي إلى الله يُذهب عنك صورتهم
ولازمي الذكر غسلا في ابتها لاتِ
مرٌ هو الدهر كلّ ذاق حلّته
حتى النبيّ تأذى من إساءات
ولست وحدك من ضاعت سفينته
في عتمة البحر في أعتى المناخات
إنّ التضرّعَ يهدي القلب ينقذه
نورٌ يُضيئُ على عتم المسافات
مغتصبة:
إن لاإله سوى ربي يُخلّصني
من الهلاك ومن عمق البليّات ...
قد كان مثلي أزهارا مذبّحة
شاءت إرادتها ترك المحطات!!!
لم تقبل العيش في ذل يُقارعها
لم تستطعْ حمل أخطاء الحماقاتِ ..
الموت:
إنّي رأيتُ حبال اليأس شانقة
أرواح من قنطوا من قبل ميقات!!
مغتصبة:
قضوا بإنهاء ملهاة العذاب وما
تكابد النفس من ظلم المتاهات!!
الموت:
حرية المرء إذْ يقضي ستدفعه
في لعنة النار من دون انتهاءات!!
مغتصبة:
وعيي يُحرمُ قتل النفس عن عمدٍ
لا أقتلُ النفس حتى لو: أنا ذاتي!!
حرية المرء لاتعني تمرده
على الإله على سرّ المشيئات!!
إنسانيَ الحرّ حرٌ منذ مولده
لكنّ مولده سرّ الحكاياتِ!!
قد أعطيَ العقل جنحي طائرٍ نهمٍ
ليسبر الكون في أدهى اختراعات
ومركب العلم آفاق إلى لغة
تسبّح الله في كلّ الفضاءات
ماأعظم الله إذْ نقفو دلائله
وتغمرُ الأرضَ أنوارُ الحضارات
الموت:
حرية المرء آلامٌ يكابدها
ضريبة الحرّ: إدمان العذابات!!
منذ الخليقة والإنسان يدفعها!!
طردا من الخلد في دنيا ابتلاءات!!
يصارع الشرّ مذبوحا فيهزمه
إنْ كان في النفس ما يُذْكي العزيماتِ!!
مغتصبة:
منذ البسيطة إغواءٌ وسفك دمٍ
والمسفحات على طعن الغواياتِ
عارٌ هي الحرب ..خزْيٌ في تطلعنا
نحو السمو كأشباه الإلا هاتِ!!
مازلتٌ أجهل معنى الحرب شحنتها!!
تُصيّر الوقتَ إبليس الصفاقاتِ
كأنّ في الناس وحشا ظلّ منغلقا
فيفتحُ الباب في وقت انحداراتِ
الموت:
غرائز الخلق عند الحرب صادمة
غولٌ إذا انفلتت ..أقسى انهياراتِ
الهدم والبتر والمبغى مسافحة
والموت والخوف في كلّ اتجاهاتِ
تجارة البغيِّ ..أعضاءٌ مقطّعةٌ
وقيمة المرء: صفرٌ في الحسابات!!
مغتصبة:
تصيح أفئدةٌ: الأرض عاهرة!!!
من ينقذ النفس من حمى الخلاعات!!؟
تُهدّمُ القيم السمحاء قاطبة
أخٌ يبيعُ أخا رهن انتماءات!!
الموت:
ويأكل الرحم من مالٍ بلا شرفٍ
ويرضع الجوع من صدر العفيفات
مغتصبة:
تُضام بالقحط أزهارٌ معذبةٌ
ولا تُراود أحواض اشتهاءات
في الحرب ترفضُ أرواحٌ مبادئها
من فرط ماصُدمت من وقتها العاتي!!
تقولُ: ياأرض أين الله يخسفهم!!
خسف الطغاة إلى جوف انهيارات!!
تقول: ياريح أين النار تلفحهم!!
لفح البغاة على نار القيامات!!؟؟
تقول: ياعمر أين الزرع أتلفه
جور الزمان وأسراب الجرادات!!!
الموت:
في الحرب تُسمِعُ أصواتٌ تمردها!!
حيث البلاء بلا أدنى انكفاءات!!
ففتنة الشر تغدو جدّ محكمة
لتحصد الناس من دون انفلاتات
مغتصبة:
الراسخون فقط في حبّهم خشعوا
نورٌ ضمائرهم ..دفع المجرات!!
الراسخون بدورٌ في تألقهم
همُ التوازن في فوضى المدارات
الموت:
ماتهدم الحرب صعبٌ أن نرممه!!
تبدو النفوس كأشباح انكساراتِ
يُصدّع القتل والتعذيب عالمهم!!
وتألف العين ألوان الدناءات
تُخدر الحرب حسّ المرء تُذهله
وقتٌ يبدده دون اهتمامات
لون الحياة قبيل الحرب يفقده
صارت بلا شغفٍ في اللامبالاة!!
مغتصبة:
ويكثر الزيف والفحشاء عن مرضٍ
وديدن المرء: حب الذات مرآتي!!
: أنْ لا عدالةَ في البيداء نقصدها
أنّ التراحم أوهامُ الخرافات
: أنّ النعيم على الدنيا كأخيلةٍ
إذْ تحصد النار آلاف العطيّاتِ!!
: أنّ الزهور ذبيحاتٌ بلا أسفٍ
ويُسكبُ العطر في مرمى النفاياتِ
تحيا على سقمٍ أكباد عالمنا
لاشيء يُسعدها عيش الجنازاتِ
الموت:
بل تدفع الحرب هرمون الوداد إلى
فرز المزيد بأمشاج الصبابات!!
فيولد الحب أضعافا مضاعفة
حتى يوازن آلامَ الخسارات!!
مغتصبة:
أجل تُنمّى مع الأوجاع صبوتنا
لتشرب الشوق خمرا في المساءات
عمقا نعقّدُ حبل الوجد في شغفٍ
لنقضم الوقت في تيهٍ ولذّاتِ
حبلٌ يوحد في الروحين حسّهما
يُفجر التوق جُرما في المجرات!!
ماكنتُ أُفلته إلا لأربطه!!
قد كان يربطني عقدا مع الذات
في كلّ خاتمة عدنا لمبتدئٍ
من أول النطق من ميم الملّذات
كنا نقيم على أعتاب معبدنا
نعيد تأثيث أشلاء الفراغات!!
الحرب تمنح حبا لاحدود له!!
حبا تقوم به كلّ القيامات
قد يعجز النطق عن سردٍ للذته!!
فاقت بنشوتها عمق الدلالات!!
الحب يُشعلُ نيرانا موازية
لكنْ للفحتها توقُ الفراشات!!
الموت:
الشعر والعشق بركانٌ إذا اجتمعا
تفجّر الحسُّ سيلا من نبوءاتِ
لايُطفئ النار إلا النار لاهبة
في الجسم منبعها ضوءُ المتاهات ...
إنّي لأذكره صافحته شبحا
أرسلته أبدا قرب النُجيمات!!
في سدرة العشق قرب النهر منتظرا
لقيا الأحبة: ياأحلى الأميرات
مغتصبة:
قد مات في العشق مثلي عشقنا وطن
عشق التحرر من جورٍ ولوعات
قمنا إليه عراةً من مخاوفنا
نصارع الليل من أجل النهارات!!
مازلتُ ألبسُ عند البرد معطفه
مازال للطيف عطرٌ في المسامات!!
أنْ ليس يُنهي تراب الموت قصتنا
من ذا سيخمد أشواق الغد الآتي؟؟!!!!
ريم سليمان الخش
التعديل بواسطة: د. ريم سليمان الخش
الإضافة: الخميس 2019/04/11 02:58:29 مساءً
التعديل: الخميس 2019/04/11 09:04:27 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com