عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العثماني > غير مصنف > المقري التلمساني > سبحان من قسم الحظوظ

غير مصنف

مشاهدة
3544

إعجاب
5

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

سبحان من قسم الحظوظ

سبحان من قسم الحظوظ
فلا عتاب ولا ملامه
أعمى وأعشى ثم ذو
بصر وزرقاء اليمامة
ومسدد أو جائر
أو حائر يشكو ظلامه
لولا استقامة من هداه
لما تبينت العلامه
ومجاور الغرر المخيف
له البشارة بالسلامه
وأخو الحجى في سائر الأنفاس
مرتقب حمامه
وكما مضى من قبله
يمضي ولم يقض التزامه
والجاهل المغتر من
لم يجعل التقوى اغتنامه
فليرفض العصيان من
يخشى من الله انتقامه
وليعتبر بسواه من
لصلاحه صرف اهتمامه
فالعيش في الدنيا الدنية
غير مرجو الإدامه
من أرضعته ثديها
في سرعة تبدا فطامه
من عز جانبه بها
تنوي على الفور اهتضامه
وإذا نظرت فأين من
منعته أومنحت مرامه
ومن الذي وهبته وصلا
ثم لم يخش انصرامه
ومن الذي مدت له
حبلا فلم يخف انفصامه
كم واحد غرته إذ
سرته مخفية الدمامه
قعدت به من حيث لم
يعلم فلم يملك قيامه
أين الذين قلوبهم
كانت بها ذات استهامه
أين الذين تفيأوا
ظل السيادة والزعامه
أين الملوك ذوو الرياسة
والسياسة والصرامه
وبنو أمية حين جمع
عصرهم لهم فئامه
وتمكنوا ممن يحاول
نقض ما شاءوا انبرامه
وتعشقوا لما بدا
لهم محيا الأرض شامه
وتأملوا وجه البسيطة
فاثنوا يهوون شامه
حتى تقلص ظلهم
وأراهم الدهر اخترامه
أين الخلائف من بني العباس
والبر القسامه
أين الرشيد وأهله
وبنوه أصحاب الشهامه
ووزيره يحيى وجعفر
ابنه الراوي احتشامه
والفضل مدني من يقول
لمن يلوم على الندى مه
أم أين عنترة الشجاع
وذوا الجدا كعب بن مامه
والزاعمون بجهلهم
أن القبور صدى وهامه
والمكثرون من المجون
إذا شكا الفكر اغتمامه
اين الغريض ومعبد
أو أشعب وأبو دلامه
أين الألى هاموا بسعدى
أو بثينة أو أمامه
وأبكوا لفرط جواهم
والليل قد أرخى ظلامه
وتتبعوا آثار من
عشقوا بنجد أو تهامه
وتعللوا والشوق يغلب
بالأراكة والبشامه
أضنى النوى قيسا فقاسى
لاعجا أغرى غرامه
وغوى هوى غيلان مذ
ابدى بميته هيامه
اين الأكاسر والقياصرة
وأين حكام التهامه
أم أين غمدان وسيف
والوفود به أمامه
أين الخورنق والسدير
ومن شفى بهما أوامه
ومدائن الإسكندر اللاتي
لها أعلى دعامه
أين الحصون ومن يصون
بها من الأعدا حطامه
أين المراكب والمواكب
والعصائب والعمامه
اين العساكر والدساكر
والندامى في المدامه
وسقاتها المتلاعبون
بلب من أعطوه جامه
من كل أهيف يزدري
بالغصن إن يهزز قوامه
ذي غرة لألاؤها
تمحو عن النادي ظلامه
فالشمس في أزراره
والبدر في يده قلامه
يصمي القلوب إذا رمى
عن قوس حاجبه سهامه
ويروق حسنا إن رنا
ويفوق آراما برامه
أنى لها ثغر حلا
ذوقا لمن رام التثامه
أنى لها وجه يشب
بقلب مبصره ضرامه
أستغفر الله للغو
لا يرى الشرع اعتيامه
بل أين أرباب العلوم
أولو التصدر والإمامه
وذوو الوزارة والحجابة
والكتابة والعلامه
كأئمة سكنوا بأندلس
فلم يشكوا سآمه
هي جنة الدنيا التي
قد أذكرت دار المقامه
لا سيما غرناطة الفراء
رائقة الوسامه
وهي التي دعيت دمشق
وحسبها هذا
لنزول أهليها بها
إذ أظهر الكفر انهزامه
وأتت جيوش الشأم من
باب نفى الفتح انبهامه
فسلوا بها عن جلق
إذ أشبهتها في الضخامه
وبدا لهم وجه المنى
وأراهم الثغر ابتسامه
وتبوأوها حضرة
تبري من المضنى سقامه
بروائها وبمائها
وهوائها النافي الوخامه
ورياضها المهتزة الأعطاف
من شدو الحمامه
وبمرجها النضر الذي
قد زين الله ارتسامه
وقصورها الزهر التي
يأبى بها الحسن انقسامه
يا ليت شعري أين من
أمضى بها الملك احتكامه
وأتيح في حمرائها
عزا به زان اتسامه
اين الوزير ابن الخطيب
ها فما أحلى كلامه
فلكم أبان العدل في
أرجائها وبها أقامه
ولكم أجار عدا وكم
أجرى ندى والى انسجامه
راعت صروف الدهر دولته
وما راعت ذمامه
حتى ثوى إثر التوى
في حفرة نثرت نظامه
من زارها في أرض فاس
أذهبت شجوا منامه
إذ نبهته لكل شمل
شتت الموت التئامه
هذا لسان الدين أسكته
وأسكنه رجامه
ومحا عبارته فمن
حياه لم يردد سلامه
فكأنه ما أمسك القلم
وكأنه لم يعل متم
مطهم بارى النعامه
وكأنه لم يرق غارب
الاعتزاز ولا سنامه
وكأنه لم يجل وجها
حاز من بشر تمامه
وكأنه ما جال في
أمر ولا نهي وسامه
وكأنه ما نال من
ملك حباه ولا احترامه
وكأنه لم يلق في
يده لتدبير زمامه
مذ فارق الدنيا وقوض
عن منازلها خيامه
أمسى بقبر مفردا
والترب قد جمعت عظامه
من بعد تثنية الوزارة
جاده صوب الغمامه
لم يبق إلا ذكره
كالزهر مفتر الكمامه
والعمر مثل الضيف أو
كالطيف ليس له إقامه
والموت حتم ثم بعد
الموت أهوال القيامه
والناس مجزيون عن
أعمال ميل واستقامه
فذوو السعادة يضحكون
وغيرهم يبكي ندامه
والله يفعل فيهم
ما شاء ذلا أو كرامه
ويشفع المختار فيهم
حين يبعثه مقامه
وعليه خير صلاته
مع صحبه تتلو سلامه
والتابعين ومن بدا
برق الرشاد له فشامه
ما فاز بالرضوان عبد
كانت الحسنى ختامه
المقري التلمساني
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2019/04/18 04:05:19 صباحاً
التعديل: الخميس 2019/04/18 04:23:22 صباحاً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com