إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أوصيتكمْ يا كلَّ حُكام العربْ |
بابني المُسجَّى في الخليل، |
وفي جنين، |
وفي النَّقبْ |
أوصيتكمْ أرضَ الحِمَى، |
وديارَ شعْبٍ تُغْتصبْ |
أوصيتكمْ |
فجروحُ حُزْني، |
والمواجعُ تلتهبْ |
أوصيتكمْ قبل انقراضي |
أو ضياعي في الجبال، |
وفي السهول، |
وفي الكُثُبْ |
أوصيتكمْ |
ما كان في وسْعي الشجاعةَ، |
والجراءةَ، |
والتَّظاهرَ، |
والشَّغبْ |
أوصيتكمْ قبل انتفاضةِ مُرْغمٍ |
كانت تُخبَّأ في قواميس الحضارةِ، |
والكُتبْ |
أوصيتكمْ أن تسرعوا في نجدتي |
قد ينبشون مقابر الأسلاف، |
والشهداء |
من كل الفصائل، |
والحُقُبْ |
أوصيتكمْ |
ثأرًا تلظَّى بالقصاص، |
وبالإباءِ المُغْتربْ |
أوصيتكم أثر الصَّهيل، |
ونبْلَ قوْسي المُضْطربْ |
أوصيتكم دمع البيادر، |
والنوارس، |
والسُّحبْ |
أوصيتكم |
قُدْسي الحبيبةَ، |
والمُخيَّمَ، |
والنَّهار المُنْتحبْ |
أوصيتكمْ |
بابني الصريع، |
وحلمه |
واللاجئين إذا غدًا حلَّ التَّعبْ |
ما حيلتي |
كل القبائل بايعتْ |
رُسلَ المغول، |
وموْفدَ الرُّومان، |
أو جيش الأمير المُنْقلبْ |
ما حيلتي كُهَّان يعْرُب غارقون بغفلةٍ |
لم يبرعوا في حرفةٍ إلا التقاتل، |
والخُطبْ |
ما حيلتي |
ما عدتُ أقوى في الجحيم على الخنوع، |
ولستُ أعتاد الهربْ |
أوصيتكمْ |
إنِّي أسالم من يُسالمُ |
أو أقاتل من أتاني مُغْتصبْ |
حقُّ الرعيَّةِ أنْ تقولَ لتسمعوا |
فالأرضُ أمٌّ، |
والسَّما فينا النَّسبْ |
لا يَكْتب التاريخُ إلا من يهبُ بوجه مُحْتلٍ جبانٍ، |
أو توضَّأ بالغضبْ. |