عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > ريم سليمان الخش > ملحمة جلجامش...

سورية

مشاهدة
974

إعجاب
69

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ملحمة جلجامش...

مسرحية غنائية ملحمة جلجامش
الجزء
على لسان شامات غانية من هيكل عشتار
تخاطب أنكيدو:
أغران لو مسّا الشغافَ سيرعدُ
ويلمع في الأحداق ومضٌ مؤكسدُ
ذؤابة قديس وصهوة ماجن
وإِقدامُ عدّاءٍ إلى التيه يصعدُ
ولؤلؤة قد شُقّ عنها محارها
فأغراك وهجٌ في الحشايا يُعربد
قدمتَ إلى حوض السقاية ظامئا
ووحشك قد أغواه فينا التعبّدُ
وطأت جنانا في خرافة هيكلٍ
بسبعٍ ..وماء النبع عذبٌ مؤبدُ!!
وماكان حضن العشب بالشوك دافعا
شقيّا من الصلصال ذئبا يُشرّدُ
أحبُ الإله الوحش فيه وأشتهي
تجلِّيه القدسي حين نوحدُ
أحب ابتذالاتٍ بملح هشاشة
وروحا إلى فحوى الإله تُصعّدُ
أحبك ياضعفا يزيد تجبّرا
ويا ثاقب الأوزون حيث التفرّدُ
أحب احترابا في أناك معنّفَا
تقمص لاهوتٍ وطينٌ معربد
معاقل أطفالٍ بدائية الرؤى
وأحداق كهان إلى الغيب تنفد
أحبك أن تبقى بوهمك رائدا
هُراءُك مجذوبٌ لذاتٍ تُخلّدُ
عصرت عناقيد الفصاحة طامعا
بأنسنةٍ حرّى وقلبٍ يُفنّد
فحطت على الأفنان شعرا حمائمٌ
وعانقت النشوى حروفٌ تغرّدُ
ولولاي لم يبلغ دنانك خمره
ولولاي ماطاب النعيم الزبرجد
ولولاي لم يسجد على الأرض كوكبٌ
وماشعّت الجوزاء أو لاحَ فرقدُ
***
كمالٌ له تسعى ونقصك وصمة
بها جاهدا تعدو ووقتك ينفد
فتحتُ لك الأبواب حتى تكشّفت
خبايا بها القلب العميّ مرشّدُ
بوصلي نهلتَ العشق خمرا مقدّسا
ثملتَ وللأسرار طوعا تُصعّدُ
حظيت كما العنقا بحدسٍ محلّقٍ
يصيدُ غبار الشمس وعيا يُسددُ
فجاجٌ به مدّت وأنهار حكمة
بمشكاته المصباح فيك مجسّدُ
أنكيدو:
أنا الماء ياشامات أحتاج ضفتيّ
غرامٍ لكي يُروى القصيّ المُفسّدُ!!
أصيرُ بها نهرا وأمتد حينها
خصيبا وعرشُ الماء حولي يُشيّدُ
شامات:
ستجري إلى أوروكَ للقحط مانعا
فراتا إلى سُقياك يلتاعُ موعد
طغى ثورها الوحشيّ ذات تجبّرٍ
يدوس أزاهير الحقول ..يُعربدُ
وليس سوى ندٍ همامٍ مؤهلٌ
ليُمحى عن الألواح ظلمٌ منكَدُ
فأنت انفجار الأرض بركانها الذي
يُقيمُ كيان الوحش فيها ويُقعدُ
أنكيدو:
سأمنع خيلاء الإله مصارعا
لتلوى ذراع التيه عنكم وتسعدوا
وأوقف أوجاع الحقول إذا سطا
عليها صقيعٌ للثمار مهددُ
وأدفعُ طير الشؤم عنكم فينجلي
فضاءٌ من الهمِّ العظيمِ ملبّدُ
**************
الجزء الثاني: بين أنكيدو وجلجامش
أنكيدو:
لقد آن أن يُطوى الكتاب بما افترى
به أسطرٌ ثكلى ومتنٌ مسوّدُ
أنا الطين لا أرضى بربٍّ مصعّرٍ
ومن بغيه تعرى الزهور وتفسدُ!!
وإنْ كنت في عرْف السماء محصنا
فإنيَ للأعرافِ حتما أجددُ
فعرشٌ على الزلّات تُبنى قلاعه
سيفنى ولو أنت المليك الممجدُ!!
ولا عيشَ إلا للأغر مقاوما
بذاتٍ به تطغى وبالربّ تُلحدُ!
وماهمني بأسٌ شديدٌ ممنّعٌ
فشكلي خرافيٌّ وجأشي مهندُ
جلجامش:
تريدُ اصطداما ياجسورُ مدوّيا!!؟
كأنك بحرٌ في الصخور مزَبّدُ!!
تنحَ فقد مارستُ دوما خطيئتي!
وماكانت الأبواب قبلك تؤصدُ!!
أنكيدو:
أنا الثائر الإنسان للجور دافعا
بعزميَ تمساحٌ بفكي التمرّدُ!!
*اقتتال الأبطال الأعدقاء:
صراعٌ بدا فيه الوعيدُ مزمجرا
وبرقٌ على العينين ..جوّ مؤكسدُ!!!
تصادمت الأقطاب والومضُ حارقٌ
وصوت ارتطام الفلك رعبٌ مؤكدُ!!
غريمان في جذبٍ ودفعٍ وشهوةٍ
إلى الحرب رغم الحب في اللمس يولدُ!!
جسوران قد جالا بكلّ ضراوة
إلى حلقةٍ أنكى من العنف تصعدُ
تُحطمُ جدرانا تهزّ معاقلا
شراسةُ أندادٍ ببأسٍ تنددُ
تلاحمت الأيدي اعتراكا ..تعرّقا
وأصواتُ نبْضاتِ القلوبِ توحّدُ
صداها كأجراس الهياكل عندما
بماء من الوجد العميق نُعمّدُ
هطولٌ من الوحشين خمرا معتّقا
ورائحة الكأسين في الذات معبدُ
وأنكيدُ ذاك الوحش صبٌّ وجأشه
يصيد شغاف الليث والغاب يشهدُ
***
جلجامش:
أ أنت الذي ... كم قد برقتَ بداخلي!!
شهابا من اللاوعيّ فأسٌ مسددُ
وأنت على عتم الدروب منارة
ألوذ بها أيان أغزو وأبعدُ
أنكيدو:
وأنت الذي لم يُنجب الطين مثله
هزبرٌ على عرش البرية أوحدُ!!
وأنت اتزان الأرض ثقلٌ ومركزٌ
طموحٌ بلا سقفٍ علوّ وسؤددُ
هطولٌ إذا جفّت ينابيع قعرها
كغيمٍ خرافيٍّ إلى الغوثِ تُحشدُ
وإنّي على درب اخضرارك سائرٌ
أنا الصاحب الأوفى وبالضوء أرفدُ
جلجامش:
لقد كنت من قبل اجتراحك ماجنا!!
ككهفٍ بلا نورٍ ..غوّيا ينكدُ
تفضُ عرى الأزهار شهوة جانحٍ
بتدنيس أعشاش الطيور تعرّبدُ
برؤياك يامرآة روحي علامة
عن اللغو تُقصيني إلى الحق أُرشدُ!!
تُجفف أخطائي وتروي صبابتي
كأيقونةٍ عظمى لذاتي تُمجّدُ
وفي الدهر أيامٌ تشعّ بقوةٍ
إذا الروح في روح الخليل توحّدُ
إليَّ حبيب الشمس نمضي كواكبا
لكينونة عليا وفيها نُسرْمدُ!!
سألجمُ همبايا العظيم عن الأذى
وللخير من غابات وحشٍ سأحصدُ
أنكيدو:
تُريدُ بأنْ نجتثَّ غولا مسعّرا!!؟
بأنفاسه الموت الزؤوم ملبّدُ!!!
زئيرٌ كما الطوفان وقعُ عبابه
وفاهٌ من النيران لفحا يُسددُ!!
جلجامش:
أتخشى اقتحام الموت؟...ترتابُ من خطى
تُخطُّ على الأيام عزّا يُؤبدُ!!
أنكيدو:
وهل حاجة الصلصال إلا تنعّمٌ
بعيشٍ ضبابيَ اللذاذة ينفدُ!!!
جلجامش:
عزمتُ بأن أرقى لأقصى مكانة
أهدّ قلاع الذعر لا سدّ يؤصدُ!!
ولا حجةٌ تثني هماما مغامرا
ليُمحى عن الدنيا ظليمٌ وأرْبدُ
فإنْ متُ فلتنعَ القلوبُ مسيرتي
: شهابا رأى الدنيا ظلاما يُلبّدُ
فصادمَ أهوال الحياة بهامة
تشقُ هزيع الشرّ ومضا وترعدُ
أنكيدو:
حبيبي معا نمضي ففأسك منحةٌ
تقصُ بها عنقَ السعير فيهمدُ
سنقطعُ أشجار الأرز معا
جلجامش:
معا
وبالريح همبايا الرهيب يُصفّدُ
نكابدُ أخطارا جساما معا
أنكيدو:
معا
إلى الذروة العليا ..إلى المجد تصعدُ
وإنْ بتُ في أحشاء قبرٍ يضمّني
فلا الخلدُ مشكاتي ولا الطينُ سرمدُ
وجودٌ ومن ثمّ انقضاءٌ محتّمٌ
وليسَ سوى الأمجاد دهرا تُخلّدُ
*************
نهاية الجزء الثاني
ريم سليمان الخش

من يطلع على الفلسفة الوجودية ...يجد أن أسطورة جلجامش سبقت الفلاسفة الغربيين بأزمنة طويلة في البحث عن ماهية الوجود وقلق النفس البشرية من العدم ومحاولاتها العبثية لدرء الخوف من الموت والتسامي نحو الروح الخالدة.....
التعديل بواسطة: د. ريم سليمان الخش
الإضافة: السبت 2019/05/25 05:24:30 مساءً
التعديل: السبت 2019/06/01 02:47:08 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com