عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > اليمن > عبد الله البردوني > استنطاق

اليمن

مشاهدة
2057

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

استنطاق

لماذا طريق المهد واللحد واحدُ
لماذا الذي يأتي، إلى البدء عائدُ؟
لماذا يظل البدء يبدأ دائماً؟
لأن التناهي كالبدايات جاهد
لماذا تراب الأرض عالٍ وهابطُ؟
لأن مَسُود التَّحت كالفوق سائد
***
وهل أنت يانهر الدقائق ذائب
على الطين، أو هل أنت كالطين جامد؟
وهل أنت مثل الناس لاتبلغ الذي
تريد، ولاترضي الذي أنت واجد؟
***
إلى كم ستجري؟ كم أشبت ابن دايةٍ
أأنت أبو دايٍ ومالك صائد؟
خوافيك جدات الشدائد، كالدجى
تتابعن حتى مابهن شدائد
أكنت صبياً قبل أن ينبت الثرى؟
وبعد مشيب الأرض هل أنت راشد؟
لماذا ترق الريح عند الضحى، ولا
تحول غصوناً في الربيع الجلامد؟
وهذي التواريخ التي تعطس البلى
أليس لها كالغزو حادٍ وقائد؟
وإلا فكيف الخلف يصبح وجهةً
ووجهاً له وجهان: آت وبائد
***
لماذا يعود الميت طفلاً بلا صبىً
وتلبس أجفان الشهود المشاهد؟
فلا الأمس قبل اليوم، لا اليوم بعده
ولكن جرت بالتسميات العوائد
***
هل الليل يا أوضاع يختار وضعه
ولا تنتقي رؤيا السبات المراقد؟
أرؤياك يا كانون مثلك جهمة؟
ولكن لماذا الشوق ياصيف بارد؟
ألست ترى الفصلين كيف تشابها؟
فهذا على هذا من الغش حاقد
***
أبين الثواني والثواني تصارع؟
أفيهن منقود السجايا وناقد؟
أهذا استجد الآن، أم كان جارياً
وما قيل عنه؟ مالجارٍ قواعد
***
أبين الروابي والروابي مطامع
أفيهن معبود، ومنهن عابد؟
لماذا البيوت الغائرات يلفها
ركود، وما أوجاعهن رواكد؟
لأن قصوراً تحجب الشمس دونها
فلا تعرف الأضواء ماذا تكابد
***
لما كاسحات البحر في البحر حرة
وفي البر لا أحرار إلا المساجد؟
لأن الخليج ابن الخليج استضافها
لكي يرتخي لا ينتخي فيه مارد
لكي لا تشم الريح أسرار فدفدٍ
ولا تمتطي ركض الرياح الفدافد
لكي يستعيد الشيخ حمدون جده
ويحيي أباه في ابنه الشيخ حامد
***
أيا بحر كان الماء مورد ظامىءٍ
فلم أنت ظمآن على الرمل وارد؟
لأن البيوت الزنك تجتاز طورها
فتنبو بمن تدعى الرؤوس الوسائد
لماذا الذي أهل الحمى يرفضونه
يقوي يديه الطامعون الأباعد؟
على ظهره يأتون من كل موقعٍ
ويذكون عنه ريحه، وهو خامد
***
ومن ذا يهم الأمر يا هم، يا الذي
تسمى الحمى، هل كل حامٍ محايد؟
فما بال من ناموا كأهل خزيمةٍ
يقولون: أنا كي تناموا فراقد
مخالبنا كي لا تجولوا جوائل
حراساتنا منكم عليكم سواهد
فصيحوا إذا شئتم سكوتاً وأغلقوا
عليكم، وكالأحلام في النوم جاهدوا
وهبنا لكم حرية الصمت والكرى
حناناً عليكم، فاحذروا أن تعاندوا
لما لا يموت الموت كالناس؟ ما الذي
سيعمل إن باد الورى وهو خالد؟
اللموت أولاد وعم وأخوة
وأم بسن العشق زرقاء ناهد
وهذي الليالي المقشعرات هل لها
بنات؟ وهل لليأس أم ووالد؟
لماذا لأجيال العوادي عشائر
وما للمنى عنهن منهن ذائد؟
***
أما للتي تدعى السعيدة ساعد؟
أحق جناحاها بكيل وحاشد؟
أحيدان يدري أنه غير حائلٍ؟
هل الجوف بالجوف ابن كهلان جائد؟
***
لماذا الصميميات تغفو على المدى
وتحتل أكتاف الجهود الزوائد؟
إلى أي حينٍ ينكر القلب قلبه
متى سوف تدري ماتقول الجرائد؟؟
متى تعرف الأمطار أعطش بقعةٍ
وتسعى إلى من يشتهيها الموائد؟
***
أقول لماذا والجدار يقول لي:
لماذا ويبدو قائماً وهو قاعد
متى تنمحي يا شاتي الوجه والحشى؟
إلى أن يذر الصيف تفنى الهداهد
***
وماذا ترجي يا الذي بيته أنا؟
ومثواك منكود، وثاويك ناكد
إذا أنت ضيعت الذي أنت واجد
فهيهات أن تلقى الذي أنت فاقد
***
تجدد كقلب النهر يا سيد الأسىٍ
سترتاد عهداً غير ما أنت عاهد
لهذا التمادي آخر بعد آخر
أليس له بدآن: أصل، ووافد؟
عبد الله البردوني
من ديوان: رواغ المصابيح
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الخميس 2019/08/29 06:25:22 مساءً
التعديل: الأربعاء 2023/12/20 11:26:23 مساءً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com