إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
ولو أنّ الطريق إليك ميسور |
لما وهنت خطاي وسمّرت نظراتي اللهفى وراء الباب |
ولا سهدت عيونك في انتظار زيارة الأحباب |
ولا ما بيننا حال العدى والموت والسور |
ولكنّ الثعالب في ربوعك تزرع الأهوال |
وتغتال ابتسام الصبح فوق مباسم الأطفال |
يا دار يا دار لو عدنا كما كنّا |
لاطليلك يا دار بعد الشيد بالحنّا |
معتّقة جرار الحزن من عشرين في قلبي |
اشيل عذابها الموروث في روحي وفي هدبي |
ولا أسطيع إفلاتا ونسيانا |
وتصفعني عيون الغير في المنفى تعرّيني |
تشير إليّ |
أين تروح أيّ هوية تحمل؟ |
.....؟ |
فلسطيني أجل إنّي فلسطيني |
هويتي العذاب يظلّ مصلوبا على وجهي ويدنيني |
من الينبوع في وطني هناك بكفر عانة وجهي |
المفقود وجهي الأصل |
وأعبر دربي المزروع بالنظرات والعتمة |
وأعبر دونما كلمة |
ألوذ بصمتي المشحون بالمأساة |
وأحضن حزني الموّار أركن للأسى الخلاّق يبعثني |
ويزهر في غد حقلا من البسمات |
أذيب به عذاباتي |
وترحل عن فمي مرّ الحكايات |
وتحملني الرياح على متون الشوق للأحباب |
أعانق طفلة الفجر الجديد وأطبع القبلات فوق جبينها القمحي |
وأشدو غنوة الفرح |
ولكن آه .. موصدة هي الأبواب |
ويأتي صوت والدتي العجوز مبلّلا بالحزن والأمل |
بالله يا طير الحي إن جيت دارنا |
ريّض إلا يا طيرنا وارتاح |
قل لها بحال الجهل يا طول عزّنا |
ياما قعدنا ع الفراش صحاح |
يا من درى يصفى زماني وأعاتبه |
وأعاتبه باللي مضى لي وراح |
ويزداد الحنين ويقطر الموّال أشجانا |
متى يصفو الزمان يعود كلّ مشرّد لتراب أوطانه؟ |
يقبلّه ويجثو في اخضرار الجرح فوق قبور من ماتوا |
يقول لهم |
لقد عدنا فلا تبكوا على الأحياء |
ونرقب رزقة الفقراء |
متى يصفو ؟ |
متى يصفو ؟ |
أهاجر في العيون أطالع الحرمان |
يا دار.. يا دار..لو عدنا |
لئن نامت على شرفاتك الأحزان غنّى طائر الألم |
يظلّ هواك نبض دمي |
وإن هدموا الجسور إليك أبحرت المراكب عنك للمنفى |
فأنت معي |
فأنت معي |
وإن سيق البنون مواكبا للسبي يا وطني |
وإن هاموا بصحراء الدجى والتيه والشجن |
وإن طعنوا بسكين الطوى في عتمة الليل |
وإن نهبت مواسمنا بلا عدل |
وإن طالت حبال النفي والبين |
فلن ننساك لن ننساك يا وطني |
فما زال الوميض يشعّ في الأحداق |
وميض الرفض والإصرار والثورة |
وما زال المشرّد في الطريق إليك يا حلمي ولن يثنيه |
عذاب الغربة المرّة |
لأنك فيه أنت الروح أنت الوهج والفكرة |