إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
منزل |
هي أول الكلمات |
هي أجمل الطعنات |
ضمّت إلى ألبومها روحي |
وأهدتني الغزاة |
هي ما تجّمع في قرار البحر من أصداف |
هي أول السارين نحو البئر |
أول من سعى بين الضلوع وطاف |
هي دمعة الأسلاف |
قفزت إلى صدري |
فأينع حزنها الليليّ |
جللّني |
فكيف أخاف |
هي أول الأنهار أعرف .. |
أول الأطياف |
هي يومي المائي |
أول من أسبّح باسمها الشفّاف |
هي نجمة العرّاف |
هي أول الكلمات من حجر الخليل |
وغابة الصفصاف |
هي ما أحاول أن أقول.. |
فلتهرب الأوصاف |
منزل |
في الصباح الذي كنت أعبر فيه المدينة |
كانت معي |
كنت أطلق رفّ الحجل |
وأثير الفراشات في أفقها |
جملة جملة وأرى ما تراه |
كنت أقرأ أهدابها في أناة |
وأهدي أصابعها برتقال الإله |
وأحاول أغنية |
أو حديثا يوازي الضلوع تراني |
أحدّد زنزانة عرفتها هناك |
أم تراني أهيّء روحي لهذا العراك |
كنت أسمع صمتا غريبا على شفتيها |
فهل يهطل العشب فوق يديها |
وتبني لها منزلا |
وأكون صديق الخزامى |
هل أكفّ عن الأسئلة |
حينما تحضر السنبلة |
هل يكون دمي كافيا |
ونشيدي حماما |
والمدى مقعد لليتامى |
يا إلاهي أعطنا مطعما هادئا |
وانسنا |
منزل |
أيتها الدالية |
أيتها الدمعة العالية |
إهدأي ساعة |
بعد حين يكون لنا زاوية |
ويكون لنا |
منزل في الأفق |
وتكون الفاكهة |
أيتها الوالهة |
منزل |
في الصباح المبكّر |
أين ترى يذهب العاشقان |
كيف يمكن جمع أغانيهما في مكان |
يطلبان إذن مقعدا |
يطلبان يدا |
يطلبان الطريق التي يحلمان |
يطلبان ولا يجدان |
منزل |
من تراك؟ |
* نجمة في ثياب الهلاك |
والمدى |
* مستراح يديها |
مستراح الأغاني |
مستراح عذوبتها وإناء الفرح |
ويداك؟ |
* تسرحان على ساحل لا يحدّ ولا تقطفان |
غير موعدها المغربي |
ترسمان النبات الطري |
ترسمان |
لظلال اليدين |
غيمة الياسمين |
والحنين؟ |
* أن أظلّ هنا باحثا عن يدي |
منزل |
طائر ونوافذ لا تستريح |
ويوم بلا ضفّة |
وغبار الطريق |
كيف نسلك هذا المضيق |
كيف نسلك حتى نصل |
بهجة |
كيف نملك هذا المدى |
ويكون لنا أفق |
وتكون رموشك مرسى |
وننسى |
أصابعنا عند ظلّ حجر |
كيف نمشي إلى صمتنا |
ونقول الشجر |
منزل |
إختاري أيّ نهار ليكون لنا . |
إختاري أيّ جبل |
إختاري الضاحية |
إختاري أيّ مكان |
إختاري الأفق ليبدعه اثنان |
إختاري العشب وأغنية المذياع |
إختاري الليمون |
إختاري النعناع |
إختاري شاي الصبح |
وإفطار اليوم |
وإختاري منزلنا عند حدود الغيم |
إختاري المقعد |
لتكون يدي المسند |
ونكون المشهد |
منزل |
وانتظرت القرنفل أن يستحمّ بماء يديك |
انتظرت الرياح |
وانتظرتك أطول مما انتظرت الصباح |
انتظرت يدي أن تقول |
جملة |
أو تلّوح |
أو تستكين إلى جانبي |
وانتظرتك حتى إذا الفجر لاح |
وارتوت نجمة العاتب |
من إناء الجراح |
كان ليلا طويلا |
وطيرا ثقيلا |
على راحتيّ استراح |
منزل |
أيّها المركب |
أيّها المركب |
أخيرا ليس أمامك إلاّ هذا البحر |
وأخيرا أخيرا |
ليس أمامي إلاّ أنت |
أيّها المركب |
يا حطامي الأبهى |
وأيامي |
أيامي التي انصرفت |
أيامي الغريقة |
أيامي التي بلا ثوب أو أغنية |
ولم تعد لي |
فبأيّ الأصابع |
بأيّ الحبال |
بأيّ المواويل أشدّك إلى بقايا الضلوع |
إلى هذا المرسى |
الذي لا بحر سواه |
والذي أيّها المركب |
ليس لي فيه علامة |
منزل |
وأسند ظهري إلى الباب |
ماذا أرى |
مناديل من فضة وصدى |
غزال يفرّ من الوقت |
أم شرفة في غيوم بعيدة |
أرى في تمام الوضوح |
طيورا |
وأشرعة |
وقلاع |
أرى ما يلوح |
أرى موجة |
ويدين |
وبحرا غريقا أرى في فضاء الأصابع |
فسبحان هذا الصباح |
وسبحان هذي الشوارع |
وسبحان ما عزفته العيون |
وما يتفّتح في برعم الأسئلة |
إذ المرأة السنبلة |
تواصل كشفي |
وتخلع هذا القناع |
منزل |
لم آت على كلمات القاموس |
لم آت إلى زهرة تشكيلك |
لم أرسم قوس قزح |
منديلا لبراريك ولم أعزف بعد قرنفلة |
لائقة بعذابي |
أو قمرا في البال يليق بإكليلك |
طوّحني الموج فكيف أجوس |
هذا الأوقيانوس |
لم آت على كلمات القاموس |
كرمك أوسع من لغتي |
وثمارك دون حدود كيف أواصل أغنيتي |
وأواصل إنجيل يديك |
أدّق الناقوس |
لم آت على كلمات القاموس |
نفرت قطعاني نحو الجبل وحيدة |
وأنا نائم |
وسرى الرعيان فما أيقظني أحد |
وأنا نائم |
أغلقت سقيفة روحي وبكيت |
ووصلت إليك أخيرا |
كيف أحيط كرومك وأجمّع أغنامي |
كيف أواجه وحشة أيامي |
وحسابي القادم |
يا مولاي النائم! |
منزل |
لكم أحسّ يا مولاي |
أنّ العمر قصير! |
إذ كيف تكفي برهة عشرين سنة |
هي ما تبقّى لي |
في حقيبة يدها |
لقول ما يختلج به كتابي |
وما تضمّه الحنايا |
منذ تشكّلت الأرض |
وسوّى الله الأشياء |
وأعدّ ناسها |
وقال لهم: تعارفوا |
إنّ أقربكم إليّ العشاق |
فآه يا مولاي |
لكم أحسّ أيامي قصيرة |
وكم يفوتني من المباهج |
وكم الأرض خضراء |
خضراء خضراء خضراء |
وموحشة!! |
منزل |
في زاوية الغرفة |
أتفقّد فضّتك المتجمّعة هنا |
وأضمّ إلى صدري هذا العقد |
هذي الأسورة القرط |
وأرى كيف يوزّع أسفه |
إذ يتمدّد مثل جناحين كسيرين |
بلا أذنيك |
وهذا الخاتم |
كيف يداري خوفه |
في زاوية الغرفة |
أتفقّد كنزي |
أتفقّد دفتر أضلاعي |
وملابسك الملقاة على القعد |
في تشكيل عفويّ |
علب التبغ على الأرض |
وصحن العنب الجرشيّ |
أتفقّد هذي الفوضى الحلوة |
أتفقّد فضّتك المتجمّعة وأنت تعدّين القهوة |
يصل إليّ غناؤك |
يصل من الصالة إيقاع خطاك |
بصندلك الفضي |
تصل إليّ |
رعشة خصرك |
تصل الغرفة |
موسيقى الآنية |
وأنت تعديّن صباحا |
ونهارا من نشوة |
وتهلّ القهوة |
منزل |
مرتويا بالجدول |
مرتويا بقطوف أغانيك |
وطائر أضلاعي الأعزل |
مرتويا برنين الفّضة وحديث أصابعك الأجمل |
مرتويا |
وأظلّ إلى نبعك أرحل |
فإذا أنت بعدت لبعض الوقت |
فماذا أفعل! |
منزل |
اليدان زائدتان |
الأصابع زائدة |
كذلك العينان |
وباختصار وجودي |
إن لم تكن اليدان لضمّك |
والأصابع لتسريح شعرك |
والعينان لتكتشفا تضاريس هذه القارّة |
إذ لماذا أصابعي |
إن لم تعزف الأغنية التي تليق |
بصفصافة أو غدير! |
وتلك مساحاتك |
ولماذا عيناي |
إن لم تريا هذه السهوب |
سهوب يديك |
سهوب الأسلاف |
السهوب التي تعوزني حسرة يوسف |
وجنون جلجامش |
لأحيط بها |
وأعزف نشيدي |
نشيدي الذي من غيم وتراب |
والذي ما كان وجودي |
إلاّ لأقوله |
وإلاّ ليكون عرس الكائنات |
على هامش واحدة |
من أغنياتي إليك |
منزل |
ألمدينة دونك فارغة |
الشوارع صمّاء ولا أسماء لها |
والضجيج أخرس |
الوقت مسدّس وبحر ميت |
ولا سمك ينمو |
لا شجر أو أزهار |
ولا شرفات مضاءة |
سعاة البريد هجروا داباتهم |
وأحذيتهم الجبلية |
واقتعدوا عتبات الدور |
في انتظار بريد ما |
بعد أن نفّق العمر |
والنساء بلا زينة |
الأبنية تحّدث عن صمتها |
فأين تفاحة الفوضى |
أين عزف الحركة |
وموسيقى السّلام العاطفي |
ايّ نهر لا يتكّلم أو يغنّي |
أيّ سوق عاطبة هذه |
مثل باذنجانه ذابلة |
مثل روحي |
وأيّ مخطوطة أيهّا الكتبي |
تقتني في دكانك |
أيّ مخطوطة تفسّر هذا الغياب |
وتفسّر المدينة |
التي دونها فارغة |
منزل |
لتسقط الأزهار في كوبي |
لتسقط الأوراق |
خضراء أو صفراء |
ليسقط القشّ الذي قد طيّرته الريح في جفنيّ |
في كوبي |
وليعتكر نبعي |
وليكتمل شحوبي |
لا بدّ أن أحتسي وقتي |
وأن أضمّ كوبي |
وجرعة فجرعة |
مواصلا حروبي |
وأن يظلّ النهر |
مسدّسي وخطوتي إلى حبيبي |
وليسقط الغبار |
على ملابسي وصدري |
وليملأ الحصى طريقي |
والشّوك شرفتي |
إمّا نسيت كوبي |
وعاف قلبي الماء |
أو صاح من ذنوبي |
عليك يا يدي.. |
عليك يا قصائدي .. |
عليك يا دروبي |
دمي دمي عليكمو فلتحرسوا حبيبي .. |
منزل |
في فمي قهوة مرّة |
فبايّ نشيد سأبدأ |
وبأيّ جمل |
انتهي ليديك فأهدأ |
موقدي خامد وسراجي بعيد |
وصوتي مطفأ |
والشوارع ليست مهيأة الخطى |
والقطا |
أطبقت حولها المصيدة |
والمطاعم سيّان مشرعة موصدة |
كيف أجلس وحدي |
ولا تتحسّس روحي يدك |
وإذا ما دخلت |
كيف لي أن أرى مقعدك |
كيف أضمن أن لا يشقّ صراخي |
فضاء المكان |
أو أحدّث نفسي أمام الملأ |
كيف أجرع هذا القدح |
فارغا .. وفقير الفرح |
من ترى جردّك |
من غصوني |
وأعطى ثمارك هذا الذبول ومن أوردك |
هذه المساحة الدائريّة من أفردك |
وأقال يدك |
عن إمارة قلبي |
وماذا من الأسئلة |
بيننا تكبر السنبلة |
بيننا الأرض نعرف هذا.. |
يعرف القلب ما قلدّك |
يعرف الصدر من جدّدك |
فالوشاة الذين سعوا بيننا |
والظلام الذي أبعدك |
كلّهم قدّموا لورودي المياه |
وأعطوا وجودي السبب |
أن أرى الأرض تفاحة في يديّ |
وأن أعبدك |
*** |
ويهاتف يومي غدك |
يمدّ له من دمي سلّما |
يرسم الأفق نافذة |
والمدى دالية |
إنّما |
حين آوي إلى زاوية |
أو أفكر في الأمر |
يسكنني قلقي ثانية |
في فمي قهوة مرّة |
في فمي حرقة كاوية |
هل يدي للفراغ إذن |
هل إلى الصمت نأوي أخيرا بلا مملكة |
أم هي اللحظة المهلكة |
لنعدّ الكفن |
ونواري معا |
هذه الليلكة؟! |
منزل |
ما الذي يجعل الأرض تبكي |
ويجعلني عرضة لرياح القنوط |
الحبيبة تبكي |
الشعوب الفقيرة تبكي |
الجداول تبكي |
وتبكي مدائن لوط |