عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > فلسطين > محمد القيسي > إلى عبلة

فلسطين

مشاهدة
1185

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

إلى عبلة

منزل
هي أول الكلمات
هي أجمل الطعنات
ضمّت إلى ألبومها روحي
وأهدتني الغزاة
هي ما تجّمع في قرار البحر من أصداف
هي أول السارين نحو البئر
أول من سعى بين الضلوع وطاف
هي دمعة الأسلاف
قفزت إلى صدري
فأينع حزنها الليليّ
جللّني
فكيف أخاف ž
هي أول الأنهار أعرف ..
أول الأطياف
هي يومي المائي
أول من أسبّح باسمها الشفّاف
هي نجمة العرّاف
هي أول الكلمات من حجر الخليل
وغابة الصفصاف
هي ما أحاول أن أقول..
فلتهرب الأوصاف
منزل
في الصباح الذي كنت أعبر فيه المدينة
كانت معي
كنت أطلق رفّ الحجل
وأثير الفراشات في أفقها
جملة جملة وأرى ما تراه
كنت أقرأ أهدابها في أناة
وأهدي أصابعها برتقال الإله
وأحاول أغنية
أو حديثا يوازي الضلوع تراني
أحدّد زنزانة عرفتها هناك
أم تراني أهيّء روحي لهذا العراك ž
كنت أسمع صمتا غريبا على شفتيها
فهل يهطل العشب فوق يديها
وتبني لها منزلا
وأكون صديق الخزامى
هل أكفّ عن الأسئلة
حينما تحضر السنبلة
هل يكون دمي كافيا
ونشيدي حماما
والمدى مقعد لليتامى
يا إلاهي أعطنا مطعما هادئا
وانسنا
منزل
أيتها الدالية
أيتها الدمعة العالية
إهدأي ساعة
بعد حين يكون لنا زاوية
ويكون لنا
منزل في الأفق
وتكون الفاكهة
أيتها الوالهة
منزل
في الصباح المبكّر
أين ترى يذهب العاشقان
كيف يمكن جمع أغانيهما في مكان
يطلبان إذن مقعدا
يطلبان يدا
يطلبان الطريق التي يحلمان
يطلبان ولا يجدان
منزل
من تراك؟
* نجمة في ثياب الهلاك
والمدى
* مستراح يديها
مستراح الأغاني
مستراح عذوبتها وإناء الفرح
ويداك؟
* تسرحان على ساحل لا يحدّ ولا تقطفان
غير موعدها المغربي
ترسمان النبات الطري
ترسمان
لظلال اليدين
غيمة الياسمين
والحنين؟
* أن أظلّ هنا باحثا عن يدي
منزل
طائر ونوافذ لا تستريح
ويوم بلا ضفّة
وغبار الطريق
كيف نسلك هذا المضيق
كيف نسلك حتى نصل
بهجة
كيف نملك هذا المدى
ويكون لنا أفق
وتكون رموشك مرسى
وننسى
أصابعنا عند ظلّ حجر
كيف نمشي إلى صمتنا
ونقول الشجر
منزل
إختاري أيّ نهار ليكون لنا .
إختاري أيّ جبل
إختاري الضاحية
إختاري أيّ مكان
إختاري الأفق ليبدعه اثنان
إختاري العشب وأغنية المذياع
إختاري الليمون
إختاري النعناع
إختاري شاي الصبح
وإفطار اليوم
وإختاري منزلنا عند حدود الغيم
إختاري المقعد
لتكون يدي المسند
ونكون المشهد
منزل
وانتظرت القرنفل أن يستحمّ بماء يديك
انتظرت الرياح
وانتظرتك أطول مما انتظرت الصباح
انتظرت يدي أن تقول
جملة
أو تلّوح
أو تستكين إلى جانبي
وانتظرتك حتى إذا الفجر لاح
وارتوت نجمة العاتب
من إناء الجراح
كان ليلا طويلا
وطيرا ثقيلا
على راحتيّ استراح
منزل
أيّها المركب
أيّها المركب
أخيرا ليس أمامك إلاّ هذا البحر
وأخيرا أخيرا
ليس أمامي إلاّ أنت
أيّها المركب
يا حطامي الأبهى
وأيامي
أيامي التي انصرفت
أيامي الغريقة
أيامي التي بلا ثوب أو أغنية
ولم تعد لي
فبأيّ الأصابع
بأيّ الحبال
بأيّ المواويل أشدّك إلى بقايا الضلوع
إلى هذا المرسى
الذي لا بحر سواه
والذي أيّها المركب
ليس لي فيه علامة
منزل
وأسند ظهري إلى الباب
ماذا أرى
مناديل من فضة وصدى ž
غزال يفرّ من الوقت
أم شرفة في غيوم بعيدة ž
أرى في تمام الوضوح
طيورا
وأشرعة
وقلاع
أرى ما يلوح
أرى موجة
ويدين
وبحرا غريقا أرى في فضاء الأصابع
فسبحان هذا الصباح
وسبحان هذي الشوارع
وسبحان ما عزفته العيون
وما يتفّتح في برعم الأسئلة
إذ المرأة السنبلة
تواصل كشفي
وتخلع هذا القناع
منزل
لم آت على كلمات القاموس
لم آت إلى زهرة تشكيلك
لم أرسم قوس قزح
منديلا لبراريك ولم أعزف بعد قرنفلة
لائقة بعذابي
أو قمرا في البال يليق بإكليلك
طوّحني الموج فكيف أجوس
هذا الأوقيانوس
لم آت على كلمات القاموس
كرمك أوسع من لغتي
وثمارك دون حدود كيف أواصل أغنيتي
وأواصل إنجيل يديك
أدّق الناقوس
لم آت على كلمات القاموس
نفرت قطعاني نحو الجبل وحيدة
وأنا نائم
وسرى الرعيان فما أيقظني أحد
وأنا نائم
أغلقت سقيفة روحي وبكيت
ووصلت إليك أخيرا
كيف أحيط كرومك وأجمّع أغنامي
كيف أواجه وحشة أيامي
وحسابي القادم
يا مولاي النائم!
منزل
لكم أحسّ يا مولاي
أنّ العمر قصير!
إذ كيف تكفي برهة عشرين سنة
هي ما تبقّى لي
في حقيبة يدها
لقول ما يختلج به كتابي
وما تضمّه الحنايا
منذ تشكّلت الأرض
وسوّى الله الأشياء
وأعدّ ناسها
وقال لهم: تعارفوا
إنّ أقربكم إليّ العشاق
فآه يا مولاي
لكم أحسّ أيامي قصيرة
وكم يفوتني من المباهج
وكم الأرض خضراء
خضراء خضراء خضراء
وموحشة!!
منزل
في زاوية الغرفة
أتفقّد فضّتك المتجمّعة هنا
وأضمّ إلى صدري هذا العقد
هذي الأسورة القرط
وأرى كيف يوزّع أسفه
إذ يتمدّد مثل جناحين كسيرين
بلا أذنيك
وهذا الخاتم
كيف يداري خوفه
في زاوية الغرفة
أتفقّد كنزي
أتفقّد دفتر أضلاعي
وملابسك الملقاة على القعد
في تشكيل عفويّ
علب التبغ على الأرض
وصحن العنب الجرشيّ
أتفقّد هذي الفوضى الحلوة
أتفقّد فضّتك المتجمّعة وأنت تعدّين القهوة
يصل إليّ غناؤك
يصل من الصالة إيقاع خطاك
بصندلك الفضي
تصل إليّ
رعشة خصرك
تصل الغرفة
موسيقى الآنية
وأنت تعديّن صباحا
ونهارا من نشوة
وتهلّ القهوة
منزل
مرتويا بالجدول
مرتويا بقطوف أغانيك
وطائر أضلاعي الأعزل
مرتويا برنين الفّضة وحديث أصابعك الأجمل
مرتويا
وأظلّ إلى نبعك أرحل
فإذا أنت بعدت لبعض الوقت
فماذا أفعل!
منزل
اليدان زائدتان
الأصابع زائدة
كذلك العينان
وباختصار وجودي
إن لم تكن اليدان لضمّك
والأصابع لتسريح شعرك
والعينان لتكتشفا تضاريس هذه القارّة
إذ لماذا أصابعي
إن لم تعزف الأغنية التي تليق
بصفصافة أو غدير!
وتلك مساحاتك
ولماذا عيناي
إن لم تريا هذه السهوب
سهوب يديك
سهوب الأسلاف
السهوب التي تعوزني حسرة يوسف
وجنون جلجامش
لأحيط بها
وأعزف نشيدي
نشيدي الذي من غيم وتراب
والذي ما كان وجودي
إلاّ لأقوله
وإلاّ ليكون عرس الكائنات
على هامش واحدة
من أغنياتي إليك
منزل
ألمدينة دونك فارغة
الشوارع صمّاء ولا أسماء لها
والضجيج أخرس
الوقت مسدّس وبحر ميت
ولا سمك ينمو
لا شجر أو أزهار
ولا شرفات مضاءة
سعاة البريد هجروا داباتهم
وأحذيتهم الجبلية
واقتعدوا عتبات الدور
في انتظار بريد ما
بعد أن نفّق العمر
والنساء بلا زينة
الأبنية تحّدث عن صمتها
فأين تفاحة الفوضى
أين عزف الحركة
وموسيقى السّلام العاطفي
ايّ نهر لا يتكّلم أو يغنّي
أيّ سوق عاطبة هذه
مثل باذنجانه ذابلة
مثل روحي
وأيّ مخطوطة أيهّا الكتبي
تقتني في دكانك
أيّ مخطوطة تفسّر هذا الغياب
وتفسّر المدينة
التي دونها فارغة
منزل
لتسقط الأزهار في كوبي
لتسقط الأوراق
خضراء أو صفراء
ليسقط القشّ الذي قد طيّرته الريح في جفنيّ
في كوبي
وليعتكر نبعي
وليكتمل شحوبي
لا بدّ أن أحتسي وقتي
وأن أضمّ كوبي
وجرعة فجرعة
مواصلا حروبي
وأن يظلّ النهر
مسدّسي وخطوتي إلى حبيبي
وليسقط الغبار
على ملابسي وصدري
وليملأ الحصى طريقي
والشّوك شرفتي
إمّا نسيت كوبي
وعاف قلبي الماء
أو صاح من ذنوبي
عليك يا يدي..
عليك يا قصائدي ..
عليك يا دروبي
دمي دمي عليكمو فلتحرسوا حبيبي ..
منزل
في فمي قهوة مرّة
فبايّ نشيد سأبدأ
وبأيّ جمل
انتهي ليديك فأهدأ
موقدي خامد وسراجي بعيد
وصوتي مطفأ
والشوارع ليست مهيأة الخطى
والقطا
أطبقت حولها المصيدة
والمطاعم سيّان مشرعة موصدة
كيف أجلس وحدي
ولا تتحسّس روحي يدك
وإذا ما دخلت
كيف لي أن أرى مقعدك
كيف أضمن أن لا يشقّ صراخي
فضاء المكان
أو أحدّث نفسي أمام الملأ
كيف أجرع هذا القدح
فارغا .. وفقير الفرح
من ترى جردّك
من غصوني
وأعطى ثمارك هذا الذبول ومن أوردك
هذه المساحة الدائريّة من أفردك
وأقال يدك
عن إمارة قلبي
وماذا من الأسئلة
بيننا تكبر السنبلة
بيننا الأرض نعرف هذا..
يعرف القلب ما قلدّك
يعرف الصدر من جدّدك
فالوشاة الذين سعوا بيننا
والظلام الذي أبعدك
كلّهم قدّموا لورودي المياه
وأعطوا وجودي السبب
أن أرى الأرض تفاحة في يديّ
وأن أعبدك
***
ويهاتف يومي غدك
يمدّ له من دمي سلّما
يرسم الأفق نافذة
والمدى دالية
إنّما
حين آوي إلى زاوية
أو أفكر في الأمر
يسكنني قلقي ثانية
في فمي قهوة مرّة
في فمي حرقة كاوية
هل يدي للفراغ إذن
هل إلى الصمت نأوي أخيرا بلا مملكة
أم هي اللحظة المهلكة
لنعدّ الكفن
ونواري معا
هذه الليلكة؟!
منزل
ما الذي يجعل الأرض تبكي
ويجعلني عرضة لرياح القنوط
الحبيبة تبكي
الشعوب الفقيرة تبكي
الجداول تبكي
وتبكي مدائن لوط
محمد القيسي
بواسطة: الأقستان
التعديل بواسطة: الأقستان
الإضافة: الثلاثاء 2007/03/27 06:03:12 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com