هَل حَبلُ شَمّاءَ قَبلَ البَينِ مَوصولُ | |
|
| أَم لَيسَ لِلصُرمِ عَن شَمّاءَ مَعدولُ |
|
أَم ما تُسائِلُ عَن شَمّاءَ ما فَعَلَت | |
|
| وَما تُحاذِرُ مِن شَمّاءَ مَفعولُ |
|
إِذ هِيَ أَحوى مِنَ الرِبعِيِّ حاجِبُهُ | |
|
| وَالعَينُ بِالإِثمِدِ الحارِيِّ مَكحولُ |
|
تَرعى مَنابِتَ وَسمِيٍّ أَطاعَ لَهُ | |
|
| بِالجِزعِ حَيثُ عَصى أَصحابَهُ الفيلُ |
|
بانَت وَكانَت إِذا بانَت يَكونُ لَها | |
|
| رَهنٌ بِما أَحكَمَت شَمّاءَ مَبتولُ |
|
إِن تُمسِ قَد سَمِعَت قيلَ الوُشاةِ بِنا | |
|
| وَكُلُّ ما نَطَقَ الواشونَ تَضليلُ |
|
فَما تَجودُ بمَوعودٍ فَتُنجِزَهُ | |
|
| أَم لا فَيَأسٌ وَإِعراضٌ وَتَجميلُ |
|
فَإِنَّ قَصرَكِ قَومي إِن سَألتِهِمُ | |
|
| وَالمَرءُ مُستَنبَأٌ عَنهُ وَمَسؤولُ |
|
إِنّي وَإِن قَلَّ مالي لا يُفارِقُني | |
|
| مِثلُ النَعامَةِ في أَوصالِها طولُ |
|
تَقريبُها المَرَطى وَالجَوزُ مُعتَدِلٌ | |
|
| كَأَنَّها سُبَدٌ بِالماءِ مَغسولُ |
|
غَشيتُ بِقُرّا فَرطَ حَولٍ مُكَمَّلِ | |
|
| مَغانِيَ دارٍ مِن سُعادَ وَمَنزِلِ |
|
تَرى جُلَّ ما أَبقى السَواري كَأَنَّهُ | |
|
| بُعَيدَ السَوافي أَثرُ سَيفٍ مُفَلَّلِ |
|
دِيارٌ لِسُعدى إِذ سُعادُ جَدايَةٌ | |
|
| مِنَ الأُدمِ خُمصانُ الحَشا غَيرُ خَثيَلِ |
|
هِجانُ البَياضِ أُشرِبَت لَونَ صُفرَةٍ | |
|
| عَقيلَةُ جَوٍّ عازِبٍ لَم يُحلَّلِ |
|
تَضِلُّ المَداري في ضَفائِرِها العُلى | |
|
| إِذا أُرسِلَت أَو هَكَذا غَيرَ مُرسَلِ |
|
كَأَنَّ الرِعاثَ وَالسُلوسَ تَصَلصَلَت | |
|
| عَلى خُشَشاوَي جَأبَةِ القَرنِ مُغزِلِ |
|
أَمَلَّت شُهورَ الصَيفِ بَينَ إِقامَةٍ | |
|
| ذَلولاً لَها الوادي وَرَملٍ مُسَهَّلِ |
|
بِأَبطَحَ تُلفيها فُوَيقَ فِراشِها | |
|
| ثَقالُ الضُحى لَم تَنتَطِق عَن تَفَضُّلِ |
|
يُغَنّي الحَمامُ فَوقَها كُلَّ شارِقٍ | |
|
| غِناءَ السُكارى في عَريشٍ مُظَلَّلِ |
|
إِذا وَرَدَت تَسقي بِحِسيٍ رِعاؤها | |
|
| قَصيرِ الرِشاءِ قَعرُهُ غَيرُ مُحبِلِ |
|
يَزينُ مَرادَ العَينِ مِن بَينِ جَيبِها | |
|
| وَلَبّاتِها أَجوازُ جَزعٍ مُفَصَّلِ |
|
كَجَمرِ غَضاً هَبَّت لَهُ وَهوَ ثاقِبٌ | |
|
| بِمَروَحَةٍ لَم تَستَتِر رِيحُ شَمأَلِ |
|
وَوَحفٌ يُغادى بِالدِهانِ كَأَنَّهُ | |
|
| مَديدٌ غَداهُ السَيلُ مِن نَبتِ عُنصُلِ |
|
تَظَلُّ مَداريها عَوازِبَ وَسطَهُ | |
|
| إِذا أَرسَلَتهُ أَو كَذَا غَيرَ مُرسَلِ |
|
إِذا هِيَ لَم تَستَك بِعودِ أَراكَةٍ | |
|
| تُنُخِّلَ فَاِستاكَت بِهِ عودُ إِسحَلِ |
|
إِذا سَئِمَت مِن لَوحَةِ الشَمسِ كَنَّها | |
|
| كِناسٌ كَظِلِّ الهَودَجِ المُتَحَجِّلِ |
|
بَني جَعفَرٍ لا تَكفُروا حُسنَ سَعيِنا | |
|
| وَأَثنوا بِحُسنِ القَولِ في كُلِّ مَحفَلِ |
|
وَلا تَكفُروا في النائِباتِ بَلاءَنا | |
|
| إِذا مَسَّكُم مِنها العَدوُّ بِكَلكَلِ |
|
فَنَحنُ مَنَعنا يَومَ حِرسٍ نِساءَكُم | |
|
| غَداةَ دَعانا عامِرٌ غَيرَ مُؤتَلي |
|
دَعا دَعوةً يالَ الجُلَيحَاءِ بَعدَما | |
|
| رَأى عُرضَ دَهمٍ صَرَّعَ السِربَ مُثعَلِ |
|
فَقالَ اِركَبوا أَنتُم حُمَاةٌ لِمِثلِها | |
|
| فَطِرنا إِلَى مَقصورَةٍ لَم تُعَبَّلِ |
|
طِوالُ الذُنابى أُتِرفَت وَهيَ جَونَةٌ | |
|
| بِلَبسَةِ تَسبيغٍ وَثَوبٍ مُوَصَّلِ |
|
فَجاءَت بِفُرسانِ الصَباحِ عَوابِساً | |
|
| سِراعاً إِلى الهَيجا مَعاً غَيرَ عُزَّلِ |
|
فَأَحمَشَ أولاهُم وَأَلحَقَ سِربَهُم | |
|
| فَوارِسُ مِنّا بِالقَنا المُتَنَخَّلِ |
|
فَحامى مُحامينا وَطَرَّفَ عَنهُمُ | |
|
| عَصائِبُ مِنّا في الوَغى لَم تُهَلَّلِ |
|
رَدَدنا السَبايا مِن نُفَيلٍ وَجَعفَرٍ | |
|
| وَهُنَّ حَبالى مِن مُخِفٍّ وَمُثقِلِ |
|
وَراكِضَةٍ ما تَستَجِنُّ بِجُنَّةٍ | |
|
| بَعيرَ حِلالٍ راجَعَتهُ مُجَعفَلِ |
|
فَقُلتُ لَها لَمّا رَأَيتُ الَّذي بِها | |
|
| مِنَ الشَرِّ لا تَستَوهِلي وَتَأَمَّلي |
|
فَإِن كانَ قَومي لَيسَ عِندَكِ خَيرُهُم | |
|
| فَإِنَّ سُؤالَ الناسِ شَافيكِ فَاِسأَلي |
|
وَمُستَلحِمٍ تَحتَ العَوالي حَمَيتُهُ | |
|
| مُعَمِّمِ دَعوى مُستَغيثٍ مُجَلِّلِ |
|
فَفَرَّجتُ عَنهُ الكَربَ حَتّى كَأَنَّما | |
|
| تَأَوّى مِنَ الهَيجا إِلى حَوزِ مَعقِلِ |
|
مُشيفٍ عَلى إِحدى اِثنَتَينِ بِنفَسِهِ | |
|
| فُوَيتَ المَعالي بَينَ أَسرٍ وَمَقتَلِ |
|
بِرَمّاحَةٍ تَنفي التُرابَ كَأَنَّها | |
|
| هَراقَةُ عَقٍّ مِن شَعيبى مُعَجَّلِ |
|
إِذا نَظَرَت فيهِ الحَفِيَّةُ وَلوَلَت | |
|
| خَنوفاً بِكَفَّيها بُعَيدَ التَوَلُّلِ |
|
وَكائِن كَرَرنا مِن جَوادٍ وَراءَكُم | |
|
| وَكائِن خَضَبنا مِن سِنانٍ ومُنصَلِ |
|
وَكائِن كَرَرنا مِن سَوامٍ عَلَيكُمُ | |
|
| وَمِن كاعِبٍ وَمِن أَسيرٍ مُكَبَّلِ |
|
وَأَشعَثَ يَزهاهُ النُبوحُ مُدَفَّعٍ | |
|
| عَنِ الزادِ مِمَّن خَلَّفَ الدَهرُ مُحثَلِ |
|
أَتانا فَلَم نَدفَعهُ إذَ جاءَ طارِقاً | |
|
| وَقُلنا لَهُ قَد طالَ طولُكَ فَاِنزِلِ |
|
هَنَأنا فَلَم نَمنُن عَلَيهِ طَعامَنا | |
|
| فَراحَ يُباري كُلَّ رَأسٍ مُرَجَّلِ |
|
فَأَبَّلَ وَاِستَرخَى بِهِ الشَأنُ بَعدَما | |
|
| أَسافَ وَلَولا سَعيُنا لَم يُؤَبِّلِ |
|
فَذاكَ وَلَم نَحرَم طُفَيلَ بنَ مالِكٍ | |
|
| وَكُنّا مَتى ما نُسأَلِ الخَيرَ نَفعَلِ |
|
لَنا مَعقِلٌ بَذَّ المَعاقِلَ كُلَّها | |
|
| يُرى خامِلاً مِن دونِهِ كُلُّ مَعقِلِ |
|