تَعَاظَمَ الجُرْحُ فِي لَيْلٍ مِنْ الأَلَمِ | |
|
| وأرْعَدَ الخَطْبُ فِي الودْيِانِ والقِمَمِ |
|
تَعَاظَمَ الجُرْحُ يَا بَغْدَادُ وانْتَفضَتْ | |
|
| لَهُ القُلوبُ،وأبْكَى كُلَ ذِي حُلُمِ |
|
بَغْدَادُ يَا دُرّةً فِي جِيدِ مَلْحَمَةٍ | |
|
| يَا لَوحَةً نُسِجَتْ مِنْ عِزّ مُعتَصِمِ |
|
تَهْمِي القَذَائِفُ والتّرْويعُ يُمْطِرُهَا | |
|
| يُسَاقَطُ المَوتُ، والبَارُودُ كَالحِمَمِ |
|
تَبْكِي المَآذِنُ يَا بَغْدَادُ شَامِخَة | |
|
| تَستَنطِقُ الحَقّ فَي صُبْحٍ مِنْ القَتَمِ |
|
يَا نَخْلةً فِي سَمَاءِ المَجِد بَاسِقَة | |
|
| لَمْ يَثْنِهَا صَلَفُ البَاغِينَ مِنْ قِدَمِ |
|
تَبْكِي ثَوَاكِلُهَا فقْدَ الأُبَاةِ وقَدْ | |
|
| مَاتَ الكِرَامُ، ووَلّى كُل ذَي شِيَمِ |
|
يَاطفْلَةً فِي سَمَاءِ الفُقْدِ واجِمَة | |
|
| أزْرَى بِهَا الخَوفُ لَمْ تَهدَأ ولَمْ تَنَمِ |
|
ومُدْيَة الحُزْنِ غَالَتْ عَذْبَ بَسمَتِها | |
|
| لتَستفِيقَ عَلى صُبْحٍ مِنْ الأَلَمِ |
|
تَدَثرَتْ بِلِبَاسِ الخَوفِ وانْتَحَبَتْ | |
|
| ومَشّهَدِ المَوتِ يُدنِيهَا مِنْ اليُتمِ |
|
تَفَرسَتْ فِي وجُوهِ النّاسِ مَا وَجَدَتْ | |
|
| إلاّ وجُوهَاً مِنْ الأَغْرَابِ والعَجَمِ |
|
مَا بَالُ دِجْلَةَ هَلْ مَاتَتْ رَوافِدُها | |
|
| كَانَتْ وكَانَتْ فَهَلْ أَضْحَتْ مِنْ العَدَمِ؟ |
|
أَمّا الفُرَاتُ فَمِنْ حُزْنٍ مَلامِحَهُ | |
|
| جَفَتْ رَوَافِدُه والنّخَلُ فِي سَقَمِ |
|
حَتَى الحَمَائِمُ تَشّدُو وهَي شَاحَبَةٌ | |
|
| هَدِيلُهَا بَاتَ لَحْنَاً بَاكِيَ النّغَمِ |
|
تَنُوحُ مِنْ ألَمٍ تَبْكِي عَلى وَطَنٍ | |
|
| يَقْتَاتُ مِنْ لاَهِبِ المَأسَاةِ والضّرَمِ |
|
بَغْدَادُ جُرْحُكِ لَمْ تَبْلغْهُ أُغْنيَتِي | |
|
| وَلاَ القَوَافِي ولاَ الأَشّعَارُ مِنْ كَلِمِي |
|
يُعَرّشُ الحُزْنُ فِي أَهْدَابُ قَافِيَتِي | |
|
| ويُمْطِرُ الشّوقُ هَتَانَاً كَمَا الدِيَمِ |
|
وَتَنْهَمِي الدَّمْعةُ الخَرْسَاءُ مِنْ وَجَعٍ | |
|
| شِعْرِاً ويَنْسَابُ نَزْفُ الشّعْرِ مِنْ كَلمِي |
|
بَغْدَادُ حَسْبِي فَمَا جَادَتْ بِهِ لُغَتِي | |
|
| حُزْنَاً تَعَتَقَ فِي قَلْبِي وفِي قَلمِي |
|
وَحَسْبُ شِعْرِي أنّي كُنْتُ أكتُبُهُ | |
|
| لأَجْلِ بَغْدَاد نَبْضاً مِنْ رَحِيقِ دَمِي |
|