عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > العراق > وحيد خيون > متى تعود لنا

العراق

مشاهدة
1475

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

متى تعود لنا

صاحَ الغرابُ وهم عني قدِ ارتحلوا
وصاحَ إذ شارَفوا بغدادَ أو وصلوا
قال المؤذّنُ إني لم أصِحْ وَجَلاً
كي لا تموتَ فهذا قد دَنا الأجَلُ
قامت قيامةُ قلبي إذ ركِبْتُ على
متْنِ الرياحِ ولم تنزِلْ متى نزَلوا
أمْطرتُ كلَّ سَحاباتي على خَشَبٍ
من الأماني فلم ينفَعْ بها البللُ
أقولُ والدّمعُ أحرى أنْ يقولَ لهم
إنّ المدامِعَ مثلَ الزّيْتِ تشْتَعِلُ
هذا المكانُ الذي عِشْنا بهِ وطَراً
قدْ غيّرَ اللونَ حتى مسّنِي الشَّلَلُ
هذا الطريقُ الذي كنا نمرُّ بهِ
مُمَزّقٌ سُبُلاً يا أيها السُّبُلُ
متى تعودُ خُطاهمْ أو يعودُ لهمْ
ظِلٌّ على هذهِ الكُثْبانِ يَنْتَقِلُ؟
متى يعودُ لنا عَصْرٌ عَصَفْتِ بهِ
وكانَ قلبي إذا لاقاكِ يرْتَجِلُ
وكنتُ أركَبُ رأسي حينَ يُحْرِقُني
حرُّ المَشاعِرِ والأوْهامُ تكْتَحِلُ
أقولُ يا بَدْرُ قد غابَتْ مواسِمُهُ
قبلَ الأوانِ ودَأْبُ البَدْرِ يَكْتَمِلُ
متى تعودُ لنا يا كلَّ ما تَرَكَتْ
لنا الليالي ويا كلَّ الذي نَصِلُ
هُزِمْتُ بعدَ تلاشي الرّكْبِ ثانِيَةً
وإنني في تلاقي ريحِها الرّجُل
أضِجُّ وهْيَ تُواسيني بضِحْكَتِها
ويَغْضَبُ القلبُ وهْيَ الصّبْرَ تَنْتَعِلُ
أغدو..أجئُ..أُجاريها .. أُجادِلُها
أُقِيلُها وهْيَ ترجوني .. وأنْفَعِلُ
كانتْ بكلِّ مقاييسِ الوفاءِ لنا
أهلَ الوفاءِ ولن يأتي لها بَدَلُ
هُزِمْتُ قبلَ وصولي من سواحِلِها
وكدتُ غيرَ احْتِمالِ الهجْرِ أحْتَمِلُ
لكنني وهْيَ تجفو لم أجِدْ أحَداً
من أجْلِهِ أخْرِقُ الدّنيا وأخْتَزِلُ
طالتْ همومُ كئيبٍ في حضارَتِهِ
هو الذي يَأسِرُ الدّنيا ويَعْتَقِلُ
مالي أمُرُّ على الأبوابِ مُرْتَجِفاً
أنا الذي في شُموخي يُضْرَبُ المَثَلُ
مالي أدورُ كعُصْفورٍ بعاصِفَةٍ
فلا وصَلْتُ إليها وهْيَ لا تَصِلُ
هرَبْتُ من وصْلِها من خوفِ فُرْقَتِها
وقلتُ: خوفَ فراقٍ يهربُ البَطَلُ
وقدْ أسِفْتُ طويلاً وهْيَ واقِفَةٌ
أمامَ عيْني وعنها كنتُ أنْشَغِلُ
يا نرجِساً في الصحارى رغْمَ رِقّتِهِ
جَرّ الأنوفَ وطافتْ حولَهُ المُقَلُ
الوردُ يذبُلُ مقطوفاً لِلَيْلَتِهِ
ولن يموتَ إذا ما يُقْطَفُ البَصَلُ
حَمّلْتِني جَبَلَ الأشواقِ راكِضَةً
إلى العراقِ وفوقي جاثِمٌ جَبَلُ
يا ربِّ لا تُنْسِني الأحْبابَ ما افتَرَشوا
ذاكَ الترابَ الذي صلّتْ لهُ الرّسُلُ
ولا تذَرْني لظنّي أنّهُمْ مَسَحوا
ذِكْري تماماً وحالتْ بيننا الدُوَلُ
يا ربِّ لو أنني أُعْطي العراقَ فَماً
لَصاحَ عُدْ لي ومِنّي السّيْفُ والجَمَلُ
ألَسْتُ أفضلَ مِمّنْ فيهِ قدْ حَكَموا
و مالهم في منافي غيْرِهِمْ شُغُلُ
تظُنّني في المنافي أنْتَشي ثَمِلاً
دوماً عريساً ودهري كلُّهُ عَسَلُ
هو العراقُ أنا.. لا مَنْ أتى طَمَعاً
ويرْتَوي ماءَ أمْريكا ويَغْتَسِلُ
أنا الذي أستَحي لو قلتُ يا وطني
ولسْتُ أعرفُ ما نالوا وما أكَلوا
أنا الذي كلُّ حُبي للعراقِ غَدا
لي العراقُ مراماً فيهِ أرتَحِلُ
يا ربِّ لا تُنْسِني الأحْبابَ ما بَخِلوا
فلا أفادوا بإيماءٍ ولا سألوا
ليَ النّهارُ ملاذاً أسْتَجِمّ ُ بهِ
حتى يُطِلَّ على ليلِ الشّتا زُحَلُ
وحيد خيون
بواسطة: سيف الدين العثمان
التعديل بواسطة: سيف الدين العثمان
الإضافة: السبت 2007/03/31 04:44:41 مساءً
التعديل: السبت 2017/04/01 07:57:35 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com