إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
يا فلسطينُ أنا جدّاً حزينْ |
يا فلسطينُ جراحي بَقِيَتْ نازفةً طُولَ السِّنينْ |
يا فلسطينُ أريحيني مِن الهمِّ قليلاً |
فأنا ماءٌ وطينْ |
أمُّنا باعتْ أراضينا وماتتْ |
أُمُّنا قبلَ الجنينْ |
يا فلسطينُ أيا قبلةَ أجْدادي |
ويا عزَّةَ كلِّ المُسلمينْ |
أنتِ يامَنْ جَلَسَتْ كلُّ بلادِ العالمينْ |
بينهم يا أنتِ يا واقفةً لا تجلسينْ |
كيفَ أرتاحُ وفي كلِّ قواميسي حديثُ العاشقينْ؟ |
وتركنا بينَ أوراقِ التواريخِ زهورَ الياسمينْ |
فلماذا تسكتينْ؟ |
وأنا في مِدْخَنَةْ |
يا فلسطينُ وهل ينسى وحيدٌ وطَنَهْ؟ |
ومتى يسكُنُ قلبي سَكَنَه؟ |
فتعالَيْ لنعدَّ السنواتِ المُحْزِنةْ |
سَنَةً بَعْدَ سَنةْ |
وفؤادي مُدْمِنٌ سِحْرَ هَواكِ |
وعُيُوني مُدْمِنَةْ |
وجِراحاتي بها عاثَ الأطبّاءُ فظلّتْ |
تَنْزِفُ الحُبَّ جِراحاً مُزْمِنَةْ |
فتَحَدّيْتُ المقاديرَ جميعاً |
وتحَدَّيْتُ بآلامي جَميعَ الأزمِنَةْ |
والأطبّاءُ جميعاً خادَعُوني |
فحياتي يا فلسطينُ فَراغاتٌ وليسَتْ مُمْكِنَةْ |
حيثُما كانَ قراري |
أينما كانَ مداري |
في جميعِ الأمْكِنَةْ |
أتحَدّاهُم إذا كانتْ حَياتي مُمْكِنَةْ |
حُبُّكِ المُلْتَفُّ مِن حَولي فلن يُجْدِي هُروبي |
فالحراساتُ شديدَةْ |
بتُّ لا أقْوى على تَحْريكِ جِسْمي |
فجِراحاتي عَديدَةْ |
يا فلسطينُ وهلْ أغفو قليلاً ومسافاتي بعيدةْ |
يا فلسطينُ وهل يفرحُ محبوبٌ |
ومحبوبَتُهُ ليستْ سعيدةْ؟ |
قد تخيّلتُ عدُوّي حينَ يُعْطيكِ التعاليمَ الجديدةْ |
كانَ يُهْديكِ خضوعَ العُرْبِ في تلكَ الجريدةْ |
صفعَ الزيتونَ في خَدَّيكِ يا أحلى خريدةْ |
ثمَّ أعطاكِ وعيدَةْ |
لا تقولي أصلُكُم كانَ وضِيعاً |
والتقاليدُ التي تحْكُمُكُمْ كانتْ شَدِيدَةْ |
لا تقولي إنّكُمْ قومٌ صِغارٌ |
وأنا عندي لإحْراقِكَ أسْبَابي العديدَةْ |
لا تقولي قَذِرٌ أنتَ وتَجْتاحي مَزايايَ العنيدَةْ |
وأنا أرجوكِ أنْ تعْتذِري بعدَ وُصولي |
وترُدّي لي على وجهي دَمَ الصِّدْقِ وأشْكالَ قَبُولي |
وأنا أرجوكِ أنْ تعْتَرِفي |
وتقولي إنّني مُخْطِئةٌ حَدَّ الخَسارَةْ |
مرَّةً واحِدَةً لا تَظْلِمِيني |
وامْنَعِي أوْلادَكمْ أنْ يَرْجُمُوني بالحِجارَةْ |
مرَّةً واحدَةً لا تظْلِمِيني |
وامْنَحيني الحُبَّ في يومٍ ولوْ بالإسْتِعارَةْ |
ودَعِينا نرْسُمِ التطبيعَ رسْماً |
تارةً منْ بعدِ تارَةً |
تارةً نحنُ نُسَمِّيهِ تِجارَةْ |
تارةً سَمُّوهُ أنتمْ مثلَما شِئتُمْ شَطارَةْ |
فإذا ما صَدّقَ النّاسُ أكاذيبَ هَوانا |
ورَأوْا أنّي على هَيْكَلِكُمْ أجْمَلُ جَارةْ |
فافْتحُوا لي حيثُما شِئتمْ سَفارةْ |
عندَها لا شيءَ عيْبٌ أو حَرامٌ |
كلُّ إنسانٍ هنا حُرٌّ بأنْ يَرمِي قَرارَهْ |
حقُّنا أنْ نلتقي دونَ وشاةٍ |
والذي يَحْسدُنا غِرٌّ إلى حَدِّ الحقارَةْ |
حقُّنا في القُدْسِ هذا |
ولقد ذُقْنا مِنَ القُدْسِ تفاصيلَ المرارَةْ |
نحنُ خطَّطْنا ودقَّقْنا طويلاً |
فدَعِي الفلّاحَ كي يَجْني على مهْلٍ ثِمَارَهْ |
نحنُ لنْ نترُ كَ في القُدْسِ وُشاةً |
يَتَمَنَّوْنَ لنا الموتَ إلى حَدِّ الإشارَةْ |
فبلبنانَ لنا واشٍ قويٌّ |
نحنُ لن نرفعَ للموتِ حِصارَهْ |
وبإيرانَ لنا واشٍ غريبٌ |
كلّما نرمي لهُ السِنّارَ ينجو بمهارَةْ |
ودِمَشْقٌ كلُّها عندي وُشاةٌ |
وأنا أحْسدُهُمْ حَقّاً على حُسْنِ الإدارَةْ |
حقُّنا أنْ نَمْلأَ الدُّنيا صُرَاخاً |
فعَرُوسِي حَرَّمَتْ كلَّ مَعانيها على أهْلِ الدَّعارَةْ |
وعَرُوسي لم يَنمْ غيري على أفيائِها |
وأنا عندي طُمُوحٌ بعدما أُنْهي مَراسِيمَ زواجي |
فانظُرِي كيفَ تشائينَ إلى أهلِكِ مِنْ كُلِّ مَنارَةْ |
سوفَ أقْتاتُ عليْهِمْ بجُنوني |
حارةً مِنْ بعدِ حارَةْ |
نحنُ قومٌ أصلُنا أولادُ كَلْبٍ |
نحنُ لا نعرفُ ما مَعنى الرسالاتِ |
ولا معنى الحضارَةْ |
نحنُ أولادُ خنازيرٍ وأولادُ دعارَةْ |
نحنُ مِنْ أجْلِ أمانينا تحَوَّلْنا قُروداً |
وتجَنَّيْنا على موسى وأحْرَقْنا ديارَهْ |
نحنُ لا نَخْجَلُ مِنْ شيءٍ وإنْ كانَ حقيراً |
أصلُنا أولادُ شيطانٍ وأولادُ حقارَةْ |
نحنُ لمْ نقرأْ مِن التأريخِ سطراً |
نحنُ مَنْ نبْغَضُكُمْ سِرّاً وجَهْراً |
فضَعُوا ما بيننا حَدّاً ولو حتى سِتارَةْ |
اقبَلُونا بينكُمْ لِصّاً غريباً |
اقْبَلونا بينكم أمراً عَجيباً |
نحنُ لنْ نطْمَعَ منكمْ بزيارَةْ |
همُّنا خَيْرَاتُكُمْ |
ما أكثرَ الخيراتِ في هذي المغارةْ |
هَمُّنا أحْلامُكُمْ لنْ تَرْبَحُوها |
قد تَفَنَّنْتُم بها حَدَّ المَهارَةْ |
وصَباياكُمْ بما تحْمِلُ مِنْ سِحْرٍ ومِنْ نورٍ |
ومِنْ عِطْرٍ نَدِيٍّ ونَضَارَةْ |
همُّنا أنْ نشرَبَ النِّفْطَ ولنْ نُبْقِي لكمْ حتى بُخارَهْ |
همُّنا أنْ تقبَلونا بقَذاراتِ صَبايانا |
وأشكالِ بَنِينا العَفِنَةْ |
بلَحَايانا التي ظلَّتْ على مَرِّ الليالي نَتِنَةْ |
همُّنا أنْ تفهَمُوا أنَّ حياتي |
دونَها مَحْضُ فَراغٍ |
أتحَدَّاكُمْ إذا كانتْ حياتي مُمْكِنةْ |
أتحَدّاكُمْ بأنْ يُسْحَقَ رأسِي |
إنّكُمْ لنْ تَعْرِفُوا سَحْقَ الرؤوسِ العَفِنَةْ |
وأنا مازلتُ في أعْقابِكمْ جِسْماً غريباً |
كَدُخانٍ خارِجٍ مِنْ مِدْخَنَةْ |
أَتَحَدّاكُمْ جَميعاً |
أَتَحَدَّى الأزمِنَةْ |
أتَحَدَّاكُمْ بما تعْنِي الحَضاراتُ لدَيْكُمْ |
وبما تَعْنِي جميعُ الأمْكِنَةْ |
أتحَدّاكُمْ أنا منذُ سِنينْ |
أتحدّاكُمْ بكلِّ الأزمِنةْ |
ومِنَ الآن إلى ألفِ سَنةْ |
ومِن الآنَ إلى ألفِ سَنةْ |