عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > مصر > عبدالجواد خفاجى > فى حضرة المصطفى

مصر

مشاهدة
846

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

فى حضرة المصطفى

.
فى حضرة المصطفى
شعر: عبد الجواد خفاجى
فى حَضْرَةِ المُصْطَفَى خَفِّفْ عَنِ القَلَمِ
فالقَصْدُ جَلَّ عَنِ الأشْعَارِ والحِكَمِ
قَدْ يَهْزِجُ الطَّيرُ ألحَانًا عَلَى فَنَنٍ
أنَّى لِطَيْرٍ دِرَاكُ الشَّمسِ فى السُّدُمِ؟
فَمَبْلَغُ العِلْمِ لا يَدنُو مَن الحُجُبِ
ومَبْلَغُ الشِّعْرِ لا يَخْلُو مِنَ الحُلُمِ
هُوَ الحَقِيقَةُ فى أجْلَى مَنَازِلِها
لم ينكرِ الحَقَّ غَيْرُ الفَاجِرِ البَهِمِ
ومَبْلَغُ العِلْمِ فِيهِ أنَّهُ بَشَرٌ
لكنَّهُ اُسْتُلَّ مِن نُورٍ مِنَ القِدَمِ
يَا مَولِدَ النُّورِ فى الأكوانِ مَولِدَه
كالشَّمسِ تَخْرُجُ فى الظَّلْمَاءِ مِن رَحِمِ
فَآذَنَتْ بِالزَّوالِ ظُلْمَةِ الغَسَقِ
لَمَّا خَطَوْتَ بِِِنُورِ اللَّهِ فى الحَرَمِ
سَمْحَاً، أمِينًا، صَدُوقًا، طَاهراً أبَداً
تَأبَى السُّجُودَ لغَيْرِ اللَّهِ فى شَمَمِ
شَقَّ المَلائِكُ مِنْكَ الصَّدْرَ فى الصِّغَرِ
وطَهَّرُوكَ مِنَ الهَوَى ومِن عَتَمِ
يَا يَومَ مَولِدِهِ .. آيَاتُهُ ظَهَرَتْ
فى نَارِ كِسْرَى، وعَرْشٍ جِدِّ مُنْقَصِمِ
ومِن دَلائِلِهِ الغَمَامُ ظَلَّلَهُ
أنَّى يَسِيرُ يَسِيرُ الغَيمُ عَن أمَمِ
يَا مَن لَهُ جَاءَتِ الأشْجَارُ سَاجدَةً
تَحْنُو عَلَيهِ حُنُوًّا بَالِغَ الرَّحَمِ
قَد خَصَّكَ اللَّه مُذْ وُلِدتَ بِالأدَبِ
فَكُنْتَ قُرآنًا يَمْشِى علَى قَدَمِ
ربَّاكَ رَبُّكَ فِى يُتْمٍ لِحِكْمَتِه
أنْتَ العَزِيزُ بِرَغْمِ اليُتْمِ لَمْ تُضَمِ
يَا أيُّهَا الرَّحْمَةُ المُهْدَاةُ للأُمَمِ
بُعِثُتَ تَهْدِي، وَكَمْ أصْلَحْتَ مِنْ ذِمَمِ
أنْتَ البِشَارَةُ فى الإنْجِيلِ قَدْ سَلَفَتْ
والدَّعْوَةُ المِسْكُ مِنْ سَمْحٍ ومُخْتَتِمِ
أحْيَيْتَ مَوْتَى عُقُولٍ مِنْ جَهَالَتِهِم
والجَهْلُ فِى النَّاسِ مِثلُ المَوْتِ فِى الرِّمَمِ
قَاوَمْتَ شِرْكًا عَتِيًّا بَاتَ دَيْدَنَهُم
فى حَانَةِ الخَمْرِ، أو فِى سَاحَةِ الصَّنَمِ
لَمْ تَلْقَ مِنْهُم سِوَى الإعْرَاضِ فى عَنَتٍ
تِلْكَ القَبَائِلُ فِى وَغْرٍ وفِى أَضَمِ
قَدْ تُنْكِرُ العَيْنُ ضَوْءَ الشَّمْسِ مِنْ رَمَدٍ
والقَلْبُ يَهْوَى ومِثْلُ العَيْنِ فِى السِّقَمِ
حَاربْتَ بالسَّيْفِ شَرًّا جَاءَ مُنْتَقِمًا
مَنْ يَشْكُمُ الشَّرَّ غَيْرُ السَّيفِ فى اللُجُمِ؟
أُجْبِرْتَ لِلسَّيْفِ، لَمْ تُجْبِرْ بِهِ أَحَدًا
والدَّعْوَةُ الحَقُّ فِى القُرْآنِ بِالْكَلِمِ
أنْتَ المُؤَيَّدُ يَومَ الفَتْحِ قَدْ هُزِمُوا
يَا سَيِّدَ الحُكْمِ بَلْ يَا سَيِّدَ الحِكَمِ
لَمْ تَفْشُ فِيْهِم قِتَالاً بَل دَعَوْتَهمُو
وكُنْتَ فِيهِم كَمَا ظَنُّوا أخا كَرَمِ
أرْلْتَ تَدْعُو مُلُوكَ الأرْضِ كُلَّهُمُو
مَََََا كُنْتَ تَدْعُو بِغَيْرِ الرُّسْلِ والقَلَمِ
لَمْ تَرْفَعِ السَّيْفَ إلاَّ تَحْتَ سَيْفِهِمُو
بَلْ تَغْمِدُ السَّيفَ مِن عَفْوٍ ومِن شِيَمِ
لَو كُنْتَ تَسْعَى لِمُلْكٍ كُنْتَ حَائِزُه
مَا كَانَ مَسْعَاكَ للأَمْلاَكِ والأُطُمِ
لَو كَانَ هَمُّكَ فى الدُّنْيَا وزُخْرُفِهَا
كُنْتَ المَليِكَ ومِنْكَ النَّاسُ كَالخَدَمِ
أنْتَ الإمِامُ إذا مَا المُصْلِحُونَ أتَوا
كُلٌّ لأُمَتِهِ وأنْتَ للأُمَمِ
يَشْكُونَ دَهْرًا وأرْكَانًا مُهَدَّمَةً
أنْتَ المَلاذُ ورُكْنٌ غَيْرُ مُنْهَدِمِ
ألَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِ القَومِ فَاتَّحَدُوا
وثَمَّ عَدْلُكَ، والأخْلاَقُ فِى التِّمَمِ
مِنْ سَطْوَةِ القَفْرِ أو مِن عَيْشِهَا الشَّعِثِ
قَامَتْ بِكَ الأُمَّةُ الوُسْطَى مِنَ العَدَمِ
فَاضَتْ عُلُومًا، وقَادَتْ لِلْعُلا أُمَمًا
مِن بَعْدِ شِقْوَتِهَا فِى العِيرِ والغَنَمِ
لقَدْ تَرَكْتَ رِيَاضَ العِلْمِ يَانِعَةً
تَزْكُو الحُلُوم بِهَا فى الضَّوْعِ والنَّسَمِ
كَفَاكَ رَبُّكَ بِالقُرآنِ مُعْجِزَةً
دَامَتْ، وإعْجَازُ غَيْرِ اللَّهِ لَمْ يَدُمِ
إنْ لَمْ تَفِضْ دمعًا عينٌ لسامعهِ
فالسَّمْعُ فى أُذُنٍ، والقَلْبُ فِى الصَّمَمِ
تَاجُ البَيَانِ وفِيهِ الهَدْىُ والخَبَرُ
لا رَيْبَ فِيهِ، ونُورُ اللَّهِ فِى كَلِمِ
يَا سَيِّدى يَا رَسُولَ اللَّهِ بِى رَهَقٌ
وجِئْتُ أشْكُو وفِى شَكْوَاىَ مُخْتَصَمِى
لا زِلْتَ شَمْسًا عَلَى الأكْوَانِ أجْمَعِهَا
رَغْمَ الضَبَابِ سَتَبْقَى سَيِّدَ السَّنَمِ
يَا رَوْحَةَ المُتْعَبِينَ، الإِفْكُ حَاصَرَنِى
وأنْتَ لِى بَعْدَ رَبِّ الكَوْنِ مُعْتَصَمِى
هَذا زَمَانُ الأرَاجِيفِ التِى عَرِيَتْ
فى مَوْسِمِ الشَّرِّ، بَاتَ الحَقُ فى العَتَمِ
هَذَا زَمَانُ الضَّلاَلاتِ التى حَكَمَتْ
ومَنْطِقِ الذِّئْبِ فِى مَرَابِضِ الغَنَمِ
أدْرِكْ حِمَاكَ فَقَدْ دِيْسَتْ قَدَاسَتُهُ
والأُمَّةُ الوُسْطَى نَهْبٌ لِمُغْتَنِمِ
أنَتَ الأمَانُ عَلى الأزمَانِ قَاطِبَةً
أنْتَ المُجِيرُ وأنْتَ اليَومَ مُحْتَكَمِى
سَادَ التَّجَبُّرُ والتَّدْجِيلُ والرَّهَبُ
لا فَرْقَ بَيْنَ خَصِيمِى اليَوْمَ أو حَكَمِى
والسَّيْفُ أصْدَقُ أنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ
والصَّادِقُونَ كَثِيرٌ فِى طِلاَبِ دَمِى
مَا أَبْقَتِ الرِّيحُ فِى الأصْقَاعِ مِنْ حَدَثٍ
غَيْرَ الدِّمَاءِ عَلَى الصَّيْخُودِ كَالأُدُمِ
مَاتَتْ سُعَادُ فجِيرَانٌ بِذِى سَلَمِ
واسْتَشْرَتِ الرِّيحُ بَيْنَ البَانِ والعَلَمِ
*********
عبدالجواد خفاجى
التعديل بواسطة: عبدالجواد خفاجى
الإضافة: الثلاثاء 2007/04/03 10:36:39 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com