أَأَقامَ أَمسِ خَليطُنا أَم سارا | |
|
| سائِل بِعَمرِكَ أَيَّ ذاكَ اِختارا |
|
وَإِخالُ أَنَّ نَواهُمُ قَذّافَةٌ | |
|
| كانَت مُعاوِدَةَ الفِراقِ مِرارا |
|
قالَ الرَسولُ وَقَد تَحَدَّرَ واكِفٌ | |
|
| فَكَفَفتُ مِنهُ مُسبِلاً مِدرارا |
|
أَن سِر فَشَيِّعنا وَلَيسَ بِنازِعٍ | |
|
| لَو شَدَّ فَوقَ مَطِيِّهِ الأَكوارا |
|
في حاجَةٍ جَهدُ الصَبابَةِ قادَها | |
|
| وَبِما يُوافِقُ لِلهَوى الأَقدارا |
|
قامَت تَراءى بِالصِفاحِ كَأَنَّما | |
|
| عَمداً تُريدُ لَنا بِذاكَ ضِرارا |
|
فَبَدَت تَرائِبُ مِن رَبيبٍ شادِنٍ | |
|
| ذَكَرَ المَقيلَ إِلى الكِناسِ فَصارا |
|
وَجَلَت عَشِيَّةَ بَطنِ مَكَّةَ إِذ بَدَت | |
|
| وَجهاً يُضيءُ بَياضُهُ الأَستارا |
|
كَالشَمسِ تُعجِبُ مَن رَأى وَيُزَينُها | |
|
| حَسَبٌ أَغَرُّ إِذا تُريدُ فِخارا |
|
سُقِيَت بِوَجهِكِ كُلُّ أَرضٍ جُبتِها | |
|
| وَبِمِثلِ وَجهِكِ نَستَقي الأَمطارا |
|
لَو يُبصِرُ الثَقفُ البَصيرُ جَبينَها | |
|
| وَصَفاءَ خَدَّيها العَتيقَ لَحارا |
|
وَأَرى جَمالَكِ فَوقَ كُلِّ جَميلَةٍ | |
|
| وَجَمالُ وَجهِكِ يَخطَفُ الأَبصارا |
|
إِنّي رَأَيتُكِ غادَةً خُمصانَةً | |
|
| رَيّا الرَوادِفِ لَذَّةً مِبشارا |
|
مَحطوطَةَ المَتنَينِ أُكمِلَ خَلقُها | |
|
| مِثلَ السَبيكَةِ بَضَّةً مِعطارا |
|
تَشفي الضَجيعَ بِبادِرٍ ذي رَونَقٍ | |
|
| لَو كانَ في غَلَسِ الظَلامِ أَنارا |
|
فَسَقَتكَ بِشرَةُ عَنبَراً وَقَرَنفُلاً | |
|
| وَالزَنجَبيلَ وَخِلطَ ذاكَ عُقارا |
|
وَالذَوبُ مِن عَسَلِ الشُراةِ كَأَنَّما | |
|
| غَصَبَ الأَميرُ تَبيعَهُ المُشتارا |
|
وَكَأَنَّ نُطفَةَ بارِدٍ وَطَبَرذَداً | |
|
| وَمُدامَةً قَد عُتِّقَت أَعصارا |
|
تَجري عَلى أَنيابِ بِشرَةَ كُلَّما | |
|
| طَرَقَت وَلا تَدري بِذاكَ غِرارا |
|
يُروى بِهِ الظَمآنُ حينَ يَشوفُهُ | |
|
| لَذَّ المُقَبَّلِ بارِداً مِخمارا |
|
وَيَفوزُ مَن هِيَ في الشِتاءِ شِعارُهُ | |
|
| أَكرِم بِها دونَ اللَحافِ شِعارا |
|
جودي لِمَحزونٍ ذَهَبتِ بِعَقلِهِ | |
|
| لَم يَقضِ مِنكِ بُشَيرَةُ الأَوطارا |
|
وَإِذا ذَهَبتُ أَسومُ قَلبي خُطَّةً | |
|
| مِن هَجرِها أَلفَيتُهُ خَوّارا |
|
وَاِغرَورَقَت عَينايَ حينَ أَسومُها | |
|
| وَالقَلبُ هاجَ لِذِكرِها اِستِعبارا |
|
فَبِتِلكَ أَهذي ما حَيِيتُ صَبابَةً | |
|
| وَبِها الغَداةَ أُشَيِّبُ الأَشعارا |
|
مَن ذا يُواصِلُ إِن صَرَمتِ حِبالَنا | |
|
| أَم مَن نُحَدِّثُ بَعدَكِ الأَسرارا |
|
هَيهاتَ مِنكِ قُعَيقِعانُ وَأَهلُها | |
|
| بِالحَزنَتَينِ فَشَطَّ ذاكَ مَزارا |
|