إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
بجسمي قفقفة و انخذال |
فيا نار زيدي لظى و اشتعال |
ومدّي يجوّي دفيء الجناح |
فللبرد عربدة و اجتياح |
وأما تسعين احتدام النضال |
نضال العواصف فوق الجبال |
وأنت اعصفي، واملئي ليلني |
بدفء بهدّيء من رعدتي |
فحولي يدب صقيع الشتاء |
فبثّي الحرارة في غرفتي |
ألا يا إبنة الأعصر البائدة |
ألا قدّست روحك الخالدة |
ثبي وازفري، ننضنضي والهبي |
بلى، هكذا، هكذا واسربي |
بروحك في عزلتي الهامدة |
وفي قلب جدرانها الباردة |
بلى، هكذا عانقي ذاتية |
بموجة أنفاسك الدافيه |
أحسّ بقرب لظاك الحبيب |
شعوراً غريب |
خفياً كألغازك الخافيه |
فها أنا أطفىء مصباحيه |
وأعنو لغمرة إحساسيه |
فتحملني نحو ماضٍ سحيق |
وأرنو هناك لطيف رقيق |
لطيف طفولتي الفانيه |
بأيامها المرة القاسية |
وإذ أنا يا نار شيء صغير |
يفتش عن نبع حب كبير |
سدّي، ويظل لقىً مهملا |
فيمضي الي |
رؤاه، وفي أفقهنّ يطير |
وإذ انت دنيا غموض تلوح |
لعين خيالي الطليق السبوح |
فكنت رفيقة أوهاميه |
ومسرح أحلام يقظاتيه |
وادفع نحوك جسماً وروح |
وأخشع قرب لظاك الجموح |
وأمضي، وفيّ انجذاب عميق |
أحدّق مأخوذة بالحريق |
وأرقب في سكرة وانذهال |
جموح الظلال |
ترجرج فوق الجدار العتيق |
وألمح خلف اشتعال الحطب |
وقد شبّ في ثورة والتهب |
خيالا لدوحٍ قديم وريف |
نمته الحياة بغابٍ كثيف |
قد ازدحمت في حشاه الحقب |
. . . وكنت إخال كأن اللهب |
تعانق فيه ضياء القمر |
ولون الغروب، ولون السحر |
وكل شعاع على الدوح مر |
وظل عبر |
قد ارتدّ في اللهب المستعر |
وفي سبحاتي بدنيا الأوار |
تباغتني حزمة من شرار |
قد انقذفت من فم الموقد |
تؤزّ º فأرسل فيها يدي |
هنا وهناك بشوقٍ مثار |
لأخطف تلك النجوم الصغار |
فكانت تروغ وتركض في |
مداها، وسرعان ما تختفي |
وأسأل نفسي: أين يغيب |
شرار اللهيب |
وهل تحزن النار إذ ينطفي |
وها أنا يا نار لو تعلمين |
فتاة طوت حزمةً من سنين |
وما زلت رغم العهود الطوال |
تثيرين فيها جموح الخيال |
وحين تفورين أو تزفرين |
كأنك نفسٌ تقاسي الحنين |
أغوص الى عمق أغواريه |
أجوس عوالمها القاسيه |
فألمس فيها أواراً غريب! |
وما من لهب! |
أوار شعوري وإحساسيه! |
أمن عنصر النار أعماقيه؟ |
أروحك يا نار بي ثاويه |
فما هذه العاطفات الحرار |
لها في الجوانح أيّ استعار |
وما هذه اللهفة العاتيه |
تشب فتلهب خلجاتيه |
وتعكس وهجاً على مقلتيّه |
وتلفح لفحاً على شفتيّه |
وهذا الحنين، وهذا القلق |
وهذي الحرق |
كأن بذاتي ّ ناراً خفيّه! |
مضى الليل غير هزيع قصير |
وأنت همدت كأهل القبور |
وحبّات جمرك بعد اتّقاد |
خبت و استحالت تلول رماد |
أتخمد مثلك نار شعوري |
غدا، و تؤول لهذا المصير؟ |
أيغشى أواري رماد السنين؟ |
أيهمد قلبي كما تهمدين؟ |
لماذا؟ أتدرين؟ أم أنت مثلي |
أسيرة جهل |
أجيبي أجيبي، أما تسمعين؟! |