إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
يا مصر، حلم ساحر الألوان، رافق كل عمري |
كم داعبت روحي رؤاه فرفّ روحي خلف صدري |
حلم كظل الواحة الخضراء في صحراء قفر |
أن اجتلي هذا الحمى . . . واضمه قلباً وعين. . |
واليوم، في حلم أنا، أم يقظةٍ، أم بين بين!؟ |
صدحت بقلبي إذ وطئت ثراك أنغامٌ سواحر |
فكأنما في قلبي المأخوذ غنّى الف طائر |
وغرقت في أمواج إحساسٍ بعيد الغور فائر |
أأنا هنا؟ في مصر، في الوادي النبيل؟! |
أأنا هنا في النيل، في الأهرام، في ظل النخيل؟! |
وتلفتت عيناي في دهشٍ، وفي لهف غريب . . |
ماذا؟ هنا الدنيا الخلوب تثير أهواء القلوب . . |
ماذا؟ هنا نار الحياة تؤجّ صارخة اللهيب . . |
في كل مجلىً فتنةٌ رقصت، وسحرٌ مدّ ظلّه |
ماذا؟ أمصرٌ أم رؤى أسطورةٍ من ألف ليله!؟ |
كيف اتجهت تجاوبٌ وصدىً لموسيقى الوجود |
في النيل يعزف لحنة الأبدي للشط السعيد |
في وشوشات النسمة المعطار، في النخل الميود |
حتى النجوم هنا أحسّ لهنّ الحاناً شجيّه |
حتى السحاب أخاله تحدوه موسيقى خفيّه |
يا مصر، بي عطش الى فرح الحياة . . الى الصفاء . . |
يا مصر، نحن هناك أمواتٌ بمقبرة الشقاء |
لا يطمئن بنا قرارٌ . . . لا يعانقنا رجاء . . . |
لا شيء إلا ضحكة الهزء المرير على المباسم! |
كالضحكة الخرساء قد يبست على فك الجماجم!! |
نفسي مصدّعة . . فضميني لأنسى فيك نفسي |
قست الحياة وأترعت بمرارة الآلام كأسي |
والظلمة السوداء مطبقة على روحي وحسي |
فاحني عليّ وزوّديني من مفاتنك الجميله . . . |
هي نهزة لم أدر كيف سخت بها الدنيا البخيله! |
يا ليتني يا مصر نجم في سمائك يخفق |
يا ليتني في نيلك الأزليّ موجٌ يدفق |
يا ليتني لغزٌ، أبو الهول احتواه، مغلق . . . |
تهوى وتنسق الدهور مواكباً، وأنا هنا |
بعض خفيٌ من كيانك لست أدرك ما أنا!! |
يا مصر حلم ساحر الألوان رافق كل عمري |
كم داعبت روحي رؤاه، فرف روحي خاف صدري |
حلم كظل الواحة الخضراء في صحراء قفر |
أن أجتلي هذا الحمى وأضمّه قلباً وعين |
واليوم في حلم أنا؟ أم يقظة؟ أم بين بين؟! |