عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > عمان > أبو الصوفي > أتتْ تَسحبُ الأَذيالَ والليلُ أَقْنَمُ

عمان

مشاهدة
1329

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أتتْ تَسحبُ الأَذيالَ والليلُ أَقْنَمُ

أتتْ تَسحبُ الأَذيالَ والليلُ أَقْنَمُ
تدوسُ رداءَ الغُنجِ عُجْباً وتَبْسِمُ
تشقُّ عُبابَ الليلِ والليلُ زاخرٌ
وتحذَر ضوءَ الصبحِ والصبح أَرْثَم
فحيَّت بطرفِ الجفنِ ثُمَّ تبسَّمت
فلم أَفهم التسليمَ لولا التبسم
تُسارِقني باللَّحْظِ مرتاعة الحَشا
كما رِيع بالبيداءِ رِيمٌ وأَعْصَم
فقلتُ لَهَا والليلُ مُرْخٍ رِداءه
رُوَيدَك إن الليل للسر أَكْتَم
أتيتُ ولا واشٍ يُبدِّد شملَنا
ولا طارقات الليلِ بالوصلِ تعلم
بَعُدْنا عن الأحياءِ فلا عَلَمٌ يُرَى
ولا نحن فِي نادٍ فيُخْشَى التكلمُ
فقالت وطرفُ الجفنِ يَطْرف بالبكا
ودُرُّ سقيطِ الدمعِ بالخد يُنْظَم
فما لي أرى جُنْحَ الشبيبةِ أَبْيضاً
وعهدِي بِهِ فَرْعٌ من الليلِ أَفْحَمُ
أتتْكَ صروفُ الدهرِ سُوداً فبَيَّضَتْ
عِذارَك فالأيامُ للحُرِّ تَهْضِم
لقد علم الأيامُ أن ذوي النُّهَى
تُضام وأن الدهرَ للنذلِ يُكرِم
تُسائِلُني والدمعُ يملأ بَحْرَها
وأسنانُها حزناً عَلَى الكفِّ تَكْدُم
أم القومُ إِذ حَلُّوا بمَسْقَطَ واعْتَدَوا
عَلَى الملك عِصياناً وللحرب أَلحمُوا
يقولون للهيجاءِ إِنَّا شَرارُها
إِذَا شَبَّت الهيجاءُ للحربِ نُضْرِم
ونحن أُباة الضيمِ من آل حارِثٍ
نَعافُ قَذاء الوِرْدِ إِنْ مَجَّهُ الفم
نرى المُلْك بَيْنَ الناس فِي الدهرِ دُولةً
وأن بناءَ المجدِ بالجِدِّ يُخْدَم
أما علم الأقوامُ أن أمامَهم
سَماسِرة العَلْياءِ للحربِ تُرْزِم
وأن بني سلطانَ للحربِ نارُها
شُموسُ سماءِ المجدِ بل هُم وأَنْجُم
يَهشُّون للهيجاءِ إِنْ جَنَّ خَطْبها
بنفسٍ لَهَا طولُ البقاءِ مُذمَّم
ملوكٌ لهم فِي الملك ساسُ عَراقةٍ
لدى أحمدٍ ذَاكَ الإمام المقدَّم
فبات رجالُ الحَرْثِ يَسْرُون بالدُّجَى
يَجوسون قصرَ الملكِ والليلُ مظلِم
فهَبَّت رياحُ النصرِ وَهْناً فنَبَّهت
مَليكاً لَهُ فِي الحرب رسمٌ مقدَّم
مليك بنَثْرِ الهامِ يخطُب سيفُه
وصدرَ عُصاة القومِ بالرُّمح يَنْظِم
ففَلَّ جيوشَ الخصمِ قَسْراً وأَدْبَرَتْ
كما تُدبِر الأغنامُ إنْ قام ضَيْغَم
وأضحتْ تُخومُ الأرضِ تَحْسو دماءهم
فما منهمُ إِلاَّ قتيلٌ ومُكْلَمُ
وأمسَوا وَقَدْ عَدّوا جيوشاً تجمَّعتْ
عَوابسَ فِي الهيجا ليوثٌ تحكَّموا
فلا زالت الصَّمْعاءُ تلثِم هامَهم
وسيفُ جنودِ الله فيهم محكَّم
ترى الأرض بالقتلى تَئِطُّ وتَنْزَوِي
ونَرزم من ثِقْلِ الدماءِ وتَبْغَم
وَقَدْ علم الطيرُ الجَوارح أنها
لَهَا من جسومِ القومِ كأسٌ وَمَطْعَمُ
كَأَنَّ بُزاةَ الطيرِ فَوْقَ رؤوسِهم
عَصائبُ رهبانٍ عَلَى الدَّيرِ حُوَّم
بهذِي الليالي السود يَا خِلُّ إِذ دَجَتْ
طَفِقتَ بأكمامِ المَشيب تَلثَّم
فويلِي عَلَى تِلْكَ الليالي وبُؤسِها
تُبيِّض هامَ الطفلِ كَرْهاُ وتُهرِم
أعارتْك يَا خِلِّي نُحولاً وشَيْبة
وكنتَ برَيْعانِ الشّبيبة تَنْعَم
أم الثأر من عبسٍ منى جئتَ زائراً
بكنْف إمام العدلِ للحرب تُقدِم
بجيشٍ تَجيش الأرضُ منه وتنطوِي
سباسبُ حَصْباها سِباعٌ وأَرْقَم
إِذَا سار فِي ليلٍ تَخَفَّت نجومُه
وللأرضِ من قَدْح السَّنابكِ أَنْجُم
فلا تسمع الآذانُ إِلاَّ زَمازِماً
صَهيلاً لجَوَّالٍ وأُخرى تُحمحِم
وأَصْهبَ معكومٍ عَلَى الجَرْي يرتمي
يَجُذَّ بمِصْراعِ الشّكيم ويَقْضَم
ونوقٍ كسُفْن البحرِ فَوْقَ رِحالها
رجالٌ بجِلباب المَنونِ تَلثَّمُوا
تُجاذبُ أَنساعَ الرِّجال كَأَنَّها
سَفينٌ بموجِ البحرِ تجري وتَلْطِمُ
وبِتْنا كَأَنَّ النصر تَحْتَ رِحالنا
ولكنما الأقدارُ فِي المرءِ تَحكمُ
عَلَى أن نفسَ المرءِ تَعْجَب إِن رأت
لكثرتها بأساً إِذَا الرب تُحدِم
وجِيءَ بأشياخِ العُبوس وكُبِّلت
وَقَدْ أُدرِجوا فِي السجن والأنفُ أَرْغَم
فلم تر إِلاَّ أن نزورَ ديارَهم
عَلَى أننا جيشٌ عَديدٌ عَرَمْرَم
فكُنا كما كَانَتْ عصابةُ أحمدٍ
بيوم حُنينٍ حينَ لن تَغْنَ عنهمُ
فلا ضيرَ أن السيفَ ينْبُو وإنما
ترى الليثَ عن أكلِ الفَريسة يُحجم
فلا يحسِب الأعداءُ أنّ مليكَنا
وهيَ ناكِلاً عن عزمِه حين يُبرِم
ولكنما شأنُ القديرِ إِذَا رأى
ذليلاً فيعفو أَوْ قوياً فيَنْقم
فجَذَّت صروفُ الدهرِ حيناً بمِقْوَدي
عَلَى أنني فِي الحرب شهمٌ غَشَمْشم
سقتْني يد الأيام صاباً وعَلْقَماً
فلا ضيرَ إن الدهر للحُرِّ علقم
فإن تُصب الأعداء يوماً مَقاتِلي
فإن الفتى للموتِ حتما مُسلّم
فلم تُوهن الأعداءُ بالقتل صَعْبَنا
فموتُ الفتى بالمهدِ فينا محرَّم
فلا تجزعي يَا هندُ إنّ شَبيبتي
تولتْ فإن المرءَ بالشيبِ يحلُم
فإن تقطعي وَصْلي فإنك مُخلِف
وإن أَك وصّالاً فإني متمِّم
وإن كنت بالسلوان عنيَ ناكلاً
فإني لحبل الوصل يَا هند مُصرِم
ألم تعلمي يَا هند أني عن الصبا
كبرتُ وأن الأمر إن طال يُسأَم
فليتَ مَشيب الرأسِ كَانَ مقدَّماً
لتُعلِمَني الأيامُ أَنْ لستُ أندم
وإني شديدُ العزم إِنْ عَضَّ غارِبي
زمانٌ لرَيْعان الشبيبةِ يَخرِم
سوى سُخْط مولاي المعظم إنه
شديدٌ عَلَى وُسْعي عظيم معظَّمُ
فواشِقوةَ الأيامِ إن كنتَ غالياً
فمن كَانَ فِي سخطٍ فأَيانَ يَسْلَمُ
وأنَّى ينال الصفحَ من كَانَ مجرِماً
كما عَظُمتْ ذنباً رِيامٌ وأَجْرَمُوا
يَبوءون بالعصيانِ والدهرُ مُطرِق
ألا فِي طروقِ الدهر دَهْياءٌ صَيْلم
إِذَا مَا أراد الله أمراً بخَلْقه
فلا تسمع الآذانُ مَا ينطِق الفم
ومن يركبِ العَشْوَاءَ والليلُ مظلمٌ
فإن لَهُ سُودَ المَهالكِ مَقْحَم
كما قَدْ سعتْ بالجهلِ والبغيِ حِمْير
وطال لها فِي القتل كَفٌّ ومِعْصَم
ومَدَّت عَلَى وجهِ البَسيطَةِ باعَها
كَأَنَّ لهم مالَ الخليفة مَغْنَم
فكم من ضعيفٍ بات يشكو من الأذى
ودمعتُه فِي الخد والنَّحر تَسْجُم
ينادي غِياثَ الخلقِ بنُصْرةٍ
فإنك يَا مولاي بالخَلْقِ أرحم
وإنك للمظلومِ غوثٌ ومَلْجَأ
تُجيب المنادِي إن دعاك وتَرْحَمُ
فإن بني نَبْهانَ قوم تَجبَّرُوا
تَضِجُّ بقاعُ الأرض غَوْثاء منهمُ
لقد حَلَّلوا مالَ اليتامى ونافَسوا
ملوكَ بني سلطانَ فِي الملكِ واحتَمُوا
ألم يعلموا أن الملوك إِذَا سَطَوا
يُجَذُّ بهم أنفُ العزيزِ ويُهْشَم
وأنهمُ إِنْ دخلوا الدار عنوةً
يَهدّوا أعالي الراسياتِ ويَهْدِموا
فلم تُغنِهم يومَ اللقاءِ حصونُهم
ولا الشّنْشِنة الشمّاء عنهم ستعصِم
أَتتْهم جنودُ الله غَوْثاً لخلقِه
بأيديهمُ كأسٌ من الموتِ مُفْعَم
فهَيْهَاتَ لا يُغني مَنيعاً سلاحُه
إِذَا سُلَّ من كفِّ الخليفةِ مِخْذَمُ
ولا يمنع المقدورَ درعٌ ومِغْفَر
فإن قضاءَ اللهِ أمرٌ محتَّم
تؤيده الأقدارُ أَنّى توجهتْ
كتائبُه والنصرُ بالسيفِ يُقْسَم
يظن بنو نبهانَ أنّ عديدَهم
سيُجديهمُ نفعاً وأنْ لَيْسَ يُهْزَمُوا
وأن البروجَ الشُّمَّ تحمِي ذِمارَهم
إِذَا مُوِّقت فِيهَا رماحٌ وأَسْهُم
فما راعَهم إِلاَّ صُموع ومِدْفَعٌ
تُخرِّق هاماتِ الرجالِ وتَقْصِم
وأَروعُ يُزْجِي الجيشَ شهمٌ بكفِّه
مُهنَّدُ مشحوذُ الغِرَارينِ لَهْذَم
تَجرَّد من عزمِ الخليفة مُصلَتاً
يقطِّع أعناقَ الكُماةِ ويَحْطِم
فلا يمتطي العلياءَ إِلاَّ غَشَمْشم
ولا يركب الأهوالَ إِلاَّ مصمِّم
فكم لُجّةٍ بالسيف خاض عُبابَها
سليمانُ والموتُ الزُّؤامُ مُخيِّم
فحام عَلَى أهل النزار حِمامُهم
كما حام بازٍّ بالفَلاة وقَشْعَم
فظلوا حَصيداً والرَّصاصُ يَنوشُهم
وفرشانُ عبسٍ بالحديد تَعمَّموا
يودون أن يُقضَى عَلَى القوم نَحْبُهم
حَزازاتُ مهضومٍ عَلَى القلب تُضْرَم
وحَمدان ذَاكَ السَّهم ضاق ذِراعه
متى قام مِقدام الكتِيبة مُعْلَم
تَعرَّى عن البيت المَنيع تخوُّفاً
وأَسْلَمه رغماً لكي هو يَسْلَمُ
فظلَّ سَليب المُلكِ فِي الأرض تائهاً
يُخمِّن أيَّ الأرض فِيهَا يُيمِّم
لقد راعهُ بالسيف سيفٌ وإنما
إِذَا شِيمَ سيفُ الحق هَيْهات يُكْهِمُ
أخو الحربِ خَوَّاض المَكارِه أَرْوع
لَهُ سِمةُ العلياءِ سيف ومِخْذَم
يقوم بأعباءِ الأمور مُناصِحاً
ويَهشِم أنف المعتدين ويُرغِم
فكم سُورةٍ أضحتْ بكل غريبةٍ
عَلَى الخَلْق تُتلى والزمانُ يُترجِم
مَدى الدهرِ فِي أعلى المنابر أَنْشِدتْ
بإقدامِ سيفٍ حين تُشْدَى وتُرْسَم
فلا زال فِي أمر الخليفة مُعلِناً
بسيفٍ يَقُدُّ الجسمَ ثمت يَصْرِم
تولى قتالَ المعتدين بسيفه
فأضحتْ بروجُ المعتدين تُهدَّم
أصيبت بنو نبهانَ بالقتل وانثنت
قُذال كما ذِيل الجبانُ وتُهْضَم
فمن نازعَ السلطانَ فِي الملك لَمْ يجد
عن القتل مَا يَحميه عنه ويَعْصِم
فمن كأَميري فِي الملوكِ مُبرهِناً
يرى ظاهِراً مَا فِي النفوس ويفهم
تُواتيه بالإذعان كلُّ خَفيةٍ
تَدِقُّ عَلَى فهم العَليم وتَعظُم
هو الفَيْصل المِقدام والشيد الَّذِي
تُعانقه العَلْياء شوقاً وتَلْثم
هو الفيصل المعروف فِي البأْس والندى
تَذِلُّ لَهُ الأبطال رُعباً وتُحجِم
كَأَنَّ قضاءَ الله قال لفيصل
بما شئتَ فِي الأيام أنت محكَّم
ضمينٌ لكفَّيْك المنيةُ والمُنَى
فإن شئتَ أن تُفْنِي وإن شئت تُنعِم
قطعتَ يد الإقتارِ بالجود واللُّهى
فإنك للإقتار سيف ومَرْهم
إِذَا مَا رأيت الوفد عَجَّلت نَيْلهم
فلم يبقَ فِي كفيك فَلْس ودرهمُ
كَأَنَّ ذوي الحاجاتِ حولَك عُكَّفاً
ركودٌ عَلَى البيتِ الحرام وحُوَّم
ضمنتَ لأهل الأرض نيلَ عطائِهِم
فصرتَ لأرزاق العباد تُقسِّمُ
سبقتَ ملوك الأرض عفواً وقُدرةً
فأنت عَلَى كل الخَلائق أَكرَم
تَقيك بدُ الأقدار كلَّ مُلِمة
وتَفديك بالأرواح عُرْب وأعْجُم
عزيزٌ عَلَى قلبي فراقُك ساعةً
فإن شفا المهمومِ منك التَّبسُّم
كفى المرءَ قتلاً أن يكون مبعَّداً
فبُعدك داءٌ للقلوب مُبَرْسِم
جفاؤُكَ فهْو الداءُ لا شكَّ والقَنا
فحَسْبُ الفتى بالسخط لو كَانَ يَعْلم
فكيفَ يَلَذُّ العيشَ من بات فِي قِلّي
وكيف يذوق النومَ من فيك مُجرِم
فلا ربحتْ نفسٌ دَهتْك بِغيلةٍ
ولا سعدتْ نفس لنُعْماك تكتُم
ولا عاش بالحُسنى كَفورٌ لفضله
فغن كَفور الفضل أَطْغَى وأَظْلَم
وهيَ جَلَدِي عن وُسْع فضلِك شاكِراً
فإن لساني عن ثَنائك يُفْحَم
فليس سوى عجزِي إِلَيْكَ وسيلتي
عن الشكرِ فالإقرارُ بالعجز أَسْلَم
متى يخلُص العبدُ الأسير من الولا
إِذَا كَانَ من نَعْمائك اللّحمُ والدم
أبو الصوفي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الخميس 2005/09/15 10:37:23 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com