وَمَنهَلٍ أَقفَرَ مِن أَلقائِهِ
|
وَرَدتُهُ وَاللَيلُ في غِشائِهِ
|
لَم يُبقِ هَذا الدَهرُ مِن آيائِهِ
|
سِوى أَثافيهِ وَأَرمِدائِهِ
|
وَالمَروُ يُلقيهِ إِلى أَمعائِهِ
|
في سَرطَمٍ مادٍ عَلى اِلتِوائِهِ
|
يَمورُ في الحَلقِ عَلى عِلبائِهِ
|
تَمَعُّجُ الحَيَّةِ في غِشائِهِ
|
هادٍ وَلَو جازَ بِحوَصِلائِهِ
|
يَبدو خِواءَ الأَرضِ مِن خَوائِهِ
|
هاوٍ يَظَلُّ المُخُّ في هَوائِهِ
|
يَنفي ضُباعَ القُفِّ مِن حَفائِهِ
|
وَمَرَّةً بِالحَدِّ مِن مَجذائِهِ
|
عَن ذِبَّحِ التَلعِ وَعُنصُلائِهِ
|
أَلصَقَ مِن ريشٍ عَلى غِرائِهِ
|
وَالطِمُّ كَالسامي إِلى اِرتِقائِهِ
|
يَقرَعَهُ بِالزَجرِ أَو إِشلائِهِ
|
يَحفِرُ بِالمِنسَمِ عَن فَرقائِهِ
|
عَن يابِسِ التُربِ وَعَن ثَريائِهِ
|
إِذا لَوى الأَخدَعَ مِن صَمعائِهِ
|
صاحَ بِهِ عُشرونَ مِن رِعائِهِ
|
في بَرقٍ يَأكُلُ مِن حِذَّائِهِ
|
جَونٌ تَلوذُ الطَيرُ مِن حُدائِهِ
|
يَفيضُ عَنهُ الرَبو مِن وَحائِهِ
|
يَعشى إِذا أَظلَمَ عَن عَشائِهِ
|
ثُمَّ غَدا يَجمَعُ مِن غَدائِهِ
|
وَالشَيخُ تَهديِهِ إِلى طَحمائِهِ
|
فَالرَوضُ قَد نَوَّرَ في عَزّائِهِ
|
مُختَلِفَ الأَلوانِ في أَسمائِهِ
|
نَوراً تَخالُ الشَمسَ في حَمرائِهِ
|
مُكَلَّلاً بِالوَردِ مِن صَفرائِهِ
|
يُجاوِبُ المُكّاءَ مِن مُكّائِهِ
|
صَوتُ ذُبابِ العُشبِ في دَرمائِهِ
|
يَدعو كَأَنَّ العَقبَ مِن دُعائِهِ
|
صَوتُ مُغَنٍّ مَدَّ في غِنائِهِ
|
فَكَبَّهُ بِالرُمحِ في دِمائِهِ
|
كَالحَفضِ المَصروعِ في كِفائِهِ
|