أَزَجَرتَ الفُؤادَ مِنكَ الطَروبا | |
|
| أَم تَصابَيتَ إِذ رَأَيتَ المَشيبا |
|
أَم تَذَكَّرتَ آلَ سُلمَةَ إِذ حَل | |
|
| لوا رِياضاً مِنَ النَقيعِ وُلوبا |
|
يَومَ لَم يَترُكوا عَلى ماءِ عَمقٍ | |
|
| لِلرِجالِ المُشَيِّعينَ قُلوبا |
|
رَجَعوا مِنكِ لائِمينَ فَكُلٌّ | |
|
| راحَ مِن عِندِكُم حَريباً سَليبا |
|
وَبِعَينَيكَ إِذ غَدا الحَيُّ حَتّى | |
|
| عَسَفَ الحَيُّ بِاليَمينِ الكَثيبا |
|
لا تُبالي حُداتُهُم يَومَ قَفَّوا | |
|
| مَن تَوَلّى بِدائِهِ فَأُصيبا |
|
إِنَّ في الهَودَجِ المُحَفَّفِ بِالدي | |
|
| باجِ ريماً مَعَ الجَواري رَبيبا |
|
صَنَّعَتهُ أَيدي الجَواري وَعَلَّق | |
|
| نَ عَلَيهِ زَبَرجَداً مَثقوبا |
|
ظِلتُ مِن شَجوِها وَشَجوِ اللَواتي | |
|
| هُنَّ صَنَّعنَها أُنادي الطَبيبا |
|
ذَكرَةً ما ذَكَرتُها أُمَّ بَكرٍ | |
|
| بِقُرى الرومِ حينَ جُزنا الدُروبا |
|
قَولُها إِذ تَقولُ سَقياً وَرِعياً | |
|
| بِحَديثٍ أُخفيهِ شَيئاً عَجيبا |
|
شِبهُ أَدماءَ مُغزِلٍ ضَلَّ عَنها | |
|
| خِشفُها فَاِنتَمَت مَكاناً سُهوبا |
|
فَهيَ مَشغوفَةٌ تَجولُ عَلَيها | |
|
| يَصدَعُ الصَخرَ صَوتُها وَالقُلوبا |
|
هَزِئَت أَن رَأَت بِيَ الشَيبَ عِرسي | |
|
| لا تَلومي ذُؤابَتي أَن تَشيبا |
|
إِن يَشِب مَفرِقي فَإِنَّ قُرَيشاً | |
|
| جَعَلَت بينَها الحُروبُ حُروبا |
|
فَاِظعَني فَاِلحَقي بِقَومِكِ إِنّي | |
|
| لا أَرى أَن أُقيمَ فيكُم غَريبا |
|
فَاِنزِلي في بَني كِنانَةَ تَلقَي | |
|
| فيهِمُ العِزَّ إِن دَعَوتِ قَريبا |
|
حَيثُ إِن خَرَّ سَيفُ مَولاكِ لَم تَخ | |
|
| شَي مِنَ الناسِ مَن تَجَنّى الذُنوبا |
|
ثُمَّ لَم تَعدَمي إِذا شِئتِ مِنّا | |
|
| فارِساً يَومَ نَجدَةٍ أَو خَطيبا |
|
طالَ ما قَد نَزَلتِ في غَدَواتِ ال | |
|
| أَرضِ أَقرَوا بِكِ المَكانَ الخَصيبا |
|
حينَ لِلعَيشِ لَذَّةٌ وَلَنا حا | |
|
| لٌ وَلَم تُجعِلِ الخُطوبُ خُطوبا |
|
فَأَرى الدَهرَ قَد تَغَيَّرَ بِالنا | |
|
| سِ وَقَد كانَتِ الشُعوبُ شُعوبا |
|
لَن تَرَي بَعدَ مَرجِ آلِ أَبي الضَي | |
|
| زَنِ ضَيماً وَلَن أُقادَ جَنيبا |
|
حَلَقٌ مِن بَني كِنانَةَ حَولي | |
|
| بِفِلَسطينَ يُسرِعونَ الرُكوبا |
|
مِن رِجالٍ تُغني الرِجالَ وَخَيلٍ | |
|
| رُجُمٍ بِالقَنا تَسُدُّ الغُيوبا |
|
لا يُبالونَ مَن أَقامَ إِذا ما | |
|
| كَشَفوا بِالسُيوفِ يَوماً عَصيبا |
|
ذاكَ خَيرٌ مِنَ البَليخِ وَمِن صَو | |
|
| تِ ذِئابٍ عَلَيَّ يَدعونَ ذيبا |
|
إِنَّ قَومَ الفَتى هُمُ الكَنزُ في دُن | |
|
| ياهُ وَالحالُ تُسرِعُ التَقليبا |
|
قَد أُطيعُ الخَليلَ ما لَم أَرَ العَج | |
|
| زَ وَأَعلو بَعدَ السُهوبِ سُهوبا |
|
بِأُلاتِ البُرى عَلَيها رِحالُ ال | |
|
| مَيسِ يُتبِعنَ بِالرَسيمِ الخَبيبا |
|