إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أيُها الراحلُ عنّا .. لم تَزلْ في البالِ حيّا |
غُصنكَ الفارعُ رغمَ النّارِ ما زالَ نَديّا |
شامِخاً في وطنِ الأحرارِ .. صِنديداً أبيّا |
هاتفٌ ناداكَ .. هيّا .. وَطنٌ ناداكَ .. هيّا |
فَطويتَ العُمرَ .. طيّا |
تَتصدى .. تَتحدى زمنَ القَهرِ مُضِيّا |
لم تَهنْ في ساحةِ العلياءِ .. ما زلِتَ القَويّا |
قد تَعاليتَ على الجرحِ .. لَبستَ الكِبرَ زِيّا |
أيُها الفارسُ في وجدانِنا ما زلتَ حيّا |
مَطرٌ جُرحكَ يَروي الارضَ عِشقا |
أيُها الصَقرُ الذي فَوقَ جَبينِ الغَيمِ يَرقى |
فارِساً .. ما زِلتَ في ساحاتِنا .. حَقّا وصِدقا |
أيُها السّاقي مَغانينا .. مَلأتَ الكأسَ شَوقا |
بِالدمِ الاوطانُ تُسقى .. بالدمِ الاوطانُ تُسقى |
أنتَ باقٍ أَملاً أخضَرَ فينا .. وسَتَبقى |
لم تَغبْ .. ما زِلتَ فينا |
خَفقَةً تحتضِنُ الشوقَ الدَفينا .. رَعشَةً تُحيي الحَنينا .. |
لَهفَةً تَصحو على الذِكرى سِنيناً وسِنينا |
لم نَخنْ عَهدكَ يَوما .. ما نَسينا |
أيُها الحادي .. لِعينيكَ .. |
حَملنا الغارَ والفُلّ .. قَطفنا الياسَمينا |
قَبلَنا سِرتَ على الدربِ .. فأمهِلنا الى لُقياكَ حينا |
في بِلادي .. يَسكنُ الحبّ .. الرّوابي والمَغاني والمنازلْ |
في بِلادي .. قَمرٌ يَعشقُ .. نجمَاتٌ تُغازلْ |
يُمطرُ الزّهرُ الشّذا .. عبرَ المدى .. فيضَ جداولْ |
يَرتَمي الفُلّ .. .. على صَدرِ صَبايانا جَدائلْ |
في بِلادي .. كلّ طفلٍ .. كلّ شبلٍ .. |
كلّ انسان مُقاتلْ |
في بِلادي .. يورقُ الجرحُ سنابلْ |
يَلدُ الجُرحُ مع الفجرِ .. رِماحاً ومشاعلْ |
أيُها الراحِلُ عَنّا .. لم يَزل جُرحُكَ إِكليلاً |
على جيدِ لَيالينا .. وَعِقداً .. بَسمةً تُزهِرُ نَسرينا وَورداً |
ضِحكَةً في أعيُنِ الاطفالِ .. تَخَضرّ وتَندى |
حُلُماً مَدّ ذِراعيهِ .. الى لُقياكَ وجداً |
أَعيناً لم تَغُفُ سُهداً .. مُهجَةً تَفرشُ فيها لَكَ مَهداً |
لم تَزلْ في البالِ وَعداً .. لم تَزلْ في البالِ وَعداً |
حُبُنا .. فَيضُ أَمانينا .. رُؤانا بِكَ تَبدا |
أيُها الراحِلُ عَنّا جَسداً .. بِالدمِ بِالارواحِ تُفدى |
أيُها الراحِلُ عَنّا تَحملُ الحُبَ جِراحاً |
لم تَزلْ في جَبهةِ الشَمسِ وِشاحاً .. |
لم تَزل في الساحِ فَهداً .. لم تَزل صقراً ونِسراً |
زَهرةً تَعبِقُ للثُوارِ عِطراً |
لم تَزل شَمساً على آفاقِنا .. تولدُ فجراً |
رايَةً .. إِكليلَ غارٍ .. غايةً .. وعدَ انتصارٍ |
فارِساً تَختالُ في الساحاتِ تِيهاً .. |
بَعدكَ الفُرسانُ تَترى |
سَيفكُ المُشرَعُ في يُمناكَ جَهراً .. |
يَكتبُ التاريخُ في ساحاتِنا سَطراً فَسطراً |
يَحملُ المشعَلَ للأَجيالِ إِصراراً وكِبراً |
يَملأُ الآفاقَ من ذِكراكَ ذِكراً |
أيُها الحَادِي .. تَقدم |
أنتَ بِالساحَةِ أَدرى .. أنتَ بِالساحَةِ أَحرى |
قد مَددنا لَكَ من أَرواحِنا للوَعدِ جِسراً |
فَتَقدمْ .. تَطلُعِ الشَمسُ .. وإِن طالَ ظلامُ الليلِ دَهرا |
اِنَ بَعدَ العُسرِ يُسراً .. اِنَ بَعدَ العُسرِ يُسراً |
عُرسُكَ اليَومَ .. إِنطَلق .. للمَجدِ .. لِلاوطانِ مَهراً |
لا يَطيقُ الحُرّ بَعدَ اليَومِ صَبراً .. |
لا يَطيقُ الحُرّ بَعدَ اليَومِ صَبراً |
وَلَدتكَ الأمُ حُرّاً .. عِشتَ حُرّاً .. مُتَ حُرّاً |
لم تَمُتْ .. فَاللهُ للفردَوسِ وَعداً .. بِكَ أَسْرى |
أيُها الشمسُ على آفاقنا .. |
جرحُكَ الساكنُ في اعماقِنا |
في هوانا .. في مدى اشواقنا .. |
دينُ حرٍ لكَ .. في اعناقِنا |
أنتَ في تاريخنا عصرٌ .. به نزهو ونفخر |
وجهكَ المشرقُ شمسٌ .. فجرُها لم يتغير |
قمرٌ في ليلنا الحالكِ يظهر |
قد حملناكَ على اجنحةِ الشوقِ .. حنينا |
ما حَيينا .. ما حَيينا |
أيُها الراحِلُ عَنّا |
من سنا عينيكَ .. تنسابُ تباشيرُ الصّباح |
من شذا ريّاكَ .. فوّاح الخُزامى والأقاح |
أيُها الرمحُ الذي مزّقَ أستارَ الرياح |
لم تهُن في ساحةِ الهيجاءِ .. لم تخشَ الجراح |
أَيُها الرَاحِلُ عنّا جَسَداً .. |
روحُكَ لَن تَفنى وتُقهْر |
قَدَرٌ دَربُكَ مَوعودٌ بهِ أنتَ .. مُقدّر |
لِفِلسطينَ تُغَني الحُبّ مَوُالاً .. لجُرحٍ طَالَ .. تَثأَرْ |
بَعدَكَ الاشبالُ في ساحاتِنا .. تَمضي وتَزأَرْ |
بكَ نسمو .. بكَ في تاريخِنا الزاهرِ نُذكرْ |
بكَ نَمضي .. نَتحدّى .. نَتصدّى .. نَتحرّر |
قَيدُنا يَوماً سَيُكسَرْ .. قَيدُنا يَوماً سَيُكسَرْ |
كُلّما تَقسو اللَيالي .. تُصبِحُ الاَحلامُ أَكبرْ |
أيُها الراحِلُ عَنّا.. نَحنُ مِن هذا الثّرى .. |
مِن رَحمِ هذي الأَرضِ كُنّا |
لم نَجىء مِن آخِرِ الدُنيا إِليها .. |
نحنُ مِنها واليِها .. لم نُزَوِرْ .. لم نُزَوَرْ |
نَحنُ في أحضانِها مَوسِمُ زَيتونٍ وَلوزٍ وَدَوالي |
نَحنُ في أحضانِها قَمحٌ وَزعتَرْ |
ويظَلُ المَرجُ .. في أحلامِنا الخضراءِ .. |
مَهما إِشِتَدّ لَيلُ الجَدبِ .. أَخضرْ |
كُلّما نادى حَبيباً .. هَبّ مِن فَوحِ ثَراهُ يَتَعَطّرْ |
عَاشِقُ الأَوطانِ .. عن ميعادِهِ لا يَتَأَخرْ |
واذا الاوطانُ يوماً ظَمِئتْ .. بالدَمِ تُروى |
وَبِغيرِ الدّمِ شِبرٌ واحِدٌ .. لا يَتَحرّرْ |
أيُها الفارِسُ ما أَروعَ أَن نَفدي الحِمى .. |
اللّهُ أَكبرْ |