إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
ولدتُ هُنا |
هذهِ الدّارُ داري |
هُنا أنا أبصرتُ .. |
أوّلَ شطٍّ وآخرَ شَطٍّ |
وأوّلَ بَحرٍ وآخرَ بَحرٍ |
من الدّارِ للشطِّ للبحرِ .. |
للدّارِ كانَ مداري |
تلوّنُ ضحكةُ أقمارِها ألقاً .. |
وجهَ ليلي |
شموسُ نهاراتِها كُلَّ مطلعِ فجرٍ |
تقبِّلُ خدَّيْ نَهاري |
وتسبحُ بي موجةٌ من نسائمِ شُطآنِها |
لأعالي البِحارِ |
أغيبُ عُصوراً وحينَ أعودُ |
تكونُ كعادتها في انتظاري |
ولدتُ هُنا |
في فضاءآتِ هذا المَدى |
صارَ لي حُلمٌ |
صارَ لي وطنٌ في مَداهُ |
أنا لا أطيقُ الرَّحيلْ |
يطاردُني العِشقُ ليلاً نهارا |
وبينَ الجوارحِ يُطفىءُ نارا |
ويشعلُ نارا |
يشكِّلُني كيفما شاءَ .. |
بيَّارةً .. شطَّ بحرٍ .. |
مزاراً .. فَنارا |
ولدتُ هُنا .. |
لا أطيقُ ولو ساعةً |
عن هواها الرَّحيلْ |
رحيلي هوَ المُستحيلْ |
وما زلتُ أسألُ كيفَ وكيفَ |
نأتْ بي المَسافاتُ عن حُضنِ حَيفا |
وكيفَ تَصيرُ فصولُ حَياتي |
خريفاً شِتاءً |
وكانتْ حياتي رَبيعاً وصيفا |
ولدتُ هُنا .. |
من ثَراها كِياني |
يُخاطبُني البَحرُ .. |
يهمسُ لي البرُّ |
أنَّ المكانَ مَكاني |
وأنّهما عَرفاني |
فلستُ غريباً بِوجهي |
ولا بيدي ولِساني |
ولدتُ هُنا .. |
بينَ أحضانِ حَيفا |
وحينَ افترقنا |
وظنَّ الطّواغيتُ أنّا احترقنا |
تمرَّدَ فينا الهوى فأفقنا |
فحيفا من النّارِ أقوى |
وما غيرَها كنتُ أهوى |
تسافرُ شُطآنُها بَحرُها |
في فضاءآتِ شعري خَيالاً وطَيفا |
تقبِّلُ جرحاً تَوضَّأَ نَزفا |
وما زالَ بينَ يَديها يُصلّي هَواها |
ويستمطِرُ الأبجديّةَ حرفاً فَحرفا |