ما عُذرُ عَيني لا تَفيضُ فَتسكَبُ | |
|
| لِليَومِ تُدَّخرُ الدُموعُ وَتُطلَبُ |
|
وَإِذا أَرَدتَ عَلى الصَبابَةِ شاهِداً | |
|
| فالدَمعُ أَعدلُ شاهِدٍ لا يَكذِبُ |
|
لَم يَستَبِق في العَينِ ماء شُؤونِها | |
|
| إِلّا وَنارُ القَلبِ حرّى تَلهَبُ |
|
لا مَرحَباً بالأَرحبيَّة أَوردت | |
|
| خَبَراً يَضيقُ بِهِ الفَضاءَ الأَرحبُ |
|
غَلبَ الأَسى فيها التَجَلَّدَ بَعدَ ما | |
|
| كانَ التَجلدُّ بالأَسى لا يُغلَبُ |
|
فَسَقى الغَمامُ الصَيِّبُ الخَضِلُ النَدى | |
|
| قراً بمصرَ بِهِ الغمامُ الصَيِّبُ |
|
غيثَ البِلادِ إِذا يًصوّحُ نَبتُها | |
|
| وَدَعا الحَيا مِنها المَكانُ المُعشِبُ |
|
بادي السَكينَة في النُفوسِ محكّمٌ | |
|
| حَسَنُ اللِقاءِ إِلى القُلوب مُحَبَّب |
|
يا ثُلمة ثَلَمَ الزَمانُ بِها العُلى | |
|
| ما إِن تُسدّ وَصَدعُها ما يُرأبُ |
|
عَظُمَت رزيّتهُ فأَقصر عاجِزٌ | |
|
| عَن وَصفِ شِدَّتها وَقَصَّر مُطنِبُ |
|
لَهفي عَلَيكَ وَما يَردُّ تَلَهُّفي | |
|
| مَيتاً وَلَكِنَّ التأسُفَ يعذبُ |
|
تَركَ القُلوبَ عَلى الأَسى مَوقوفةً | |
|
| أَبَداً عَلى إِنَّ القُلوبَ تُقلَّبُ |
|
|
| مَدحاً فَأَبكانا عَليهِ المُطرِبُ |
|
وَإِذا عَتِبتُ عَلى اللَيالي بَعدَهُ | |
|
| قالَ التأسي ما عَلَيها مَعتَبُ |
|
ما عَهدُنا بالشَمسِ قَبلَكَ بُرجَها | |
|
| نَعشٌ وَلا بَينَ المَقابِر تَغرُبُ |
|
أُصبحتَ تَحتَ الأَرضِ تُرغِبُ في الأَسى | |
|
| من كانَ نَحوَكَ في الحَوائج يَرغَبُ |
|
يَهدي إِلَيهِ بِعَرفه طيبُ الثَرى | |
|
| مَن كانَ يَهديهِ الثَناءُ الطَيِّبُ |
|
ما كُنتُ أَحسَبُ قَبلَ دَفنِكَ في الثَرى | |
|
| أَنَّ المَكارِمَ في التُرابِ تُغَيَّبُ |
|
ما العَيشُ بَعدَكَ بالهنيّ وَإِنَّما | |
|
| مَن عاشَ بَعدَكَ بِالحَياة مُعَذَّبُ |
|
وَلَئِن قَضيتَ لَقَد تَرَكتَ كآبةً | |
|
| ما تَنقَضي وَحَرارَةً ما تَذهب |
|
أَتعبتَ بَعدَكَ دونَ شأوك كل من | |
|
| وَطىء الحَصا بَل دون شأوك مُتعَبُ |
|
مَن لِلمَعالي تُرتَقى أَو تَنثَني | |
|
| مَن لِلمَحامِدِ تُقتَنى أَو تُكسَبُ |
|
مَن للأُمور المشكِلاتِ يَحلُّها | |
|
| مَن للثُغور المُستَضامَةِ يَغضَب |
|
مَن لِلأَرامِلِ وَاليتامى كافِلاً | |
|
| يَكفيهُمُ إِذ لا خَليلُ وَلا أَبُ |
|
مَن للمقانِبِ وَالكَتائِبِ رَدُّها | |
|
| إِن فُلَّ جَيشٌ أَو تقنَّع مِقنَبُ |
|
صَلّى عَلَيكَ اللَهُ في مَلكوتِهِ | |
|
| وَالصالِحونَ وَبعض ما تَستَوجِبُ |
|
فاسلم صَلاحَ الدينِ ما هبَت صَباً | |
|
| أَو لاحَ بَرقٌ أَو تَبدّا كَوكَبُ |
|
لا زالَ عزّمكَ ماضياً ما يَنثَني | |
|
| وَشَديدُ بأسِك ماضياً ما يَذهَبُ |
|
وَجَميلُ صَبرِكَ في الرَزايا يَعتَلي | |
|
| وَكَريمُ عُودِكَ في الحَوادث يَصلُب |
|
حاشى وَقارَك أَن يَطيرَ بِهِ الأَسى | |
|
| أَو أَن يُزَعزعه المَرامُ الأَصعَبُ |
|
أَي اجتِماعٍ لَم يُرع بِتَفُرِّقٍ | |
|
| يَوماً وَأَيّةُ فِرقَةٍ ما تُنكَبُ |
|
كَم قَد دَجا خَطبٌ وَجأشُكٌ ثابِت | |
|
| وَتقلَّبت حالٌ وَقَلبُكَ قُلَّبُ |
|
وَإِذا تَخَطّاكَ الرَدى وَأَصابَنا | |
|
| فَسَوى إِذا سَلم الذُرى وَالمنكِبُ |
|