عامانِ، واخْضَرَّتْ بكَ الأَعوامُ | |
|
| وابْتَلَّتِ الأَرواحُ والأَقلامُ |
|
ها نحنُ نبْدَأُ مِنْ يديكَ حِسابَنا | |
|
| لَكَأَنَّما بُدِئتْ بِكَ الأرقامُ |
|
عامانِ مَرَّا... لم يَنَمْ
|
عَيْناهُ صامِدَتانِ ما أَغْوَتْهُما خَمْرُ النُّعاسِ،
|
وما تَرَجَّلَ منهما دَمْعُ الأَلَمْ
|
|
لم يَهْدَأْ جُنونُ يَدَيْهِ.. لم يُرْهِقْهُما الكسرُ.. التَّمَلُّخُ،
|
لم تَقِفْ قَدَماهُ عن نشْرِ النَّزيفِ
|
على الشِّعابِ المُفْضِياتِ إلى تَباريحِ الخِيَمْ
|
كمْ باغَتَ السَّوْطَ المُرَوِّعَ جِلْدُهُ،
|
واسْتَعْذَبَتْ حَرَجَ العِصِيِّ عِظامُهُ،
|
ومضى إلى رُؤْياهُ في كِبْرٍ.. وكمْ
|
خَذَلَ النَّواطيرَ الَّذينَ يُراهِنونَ على تَدَفُّقِهِ..
|
وما خَذَلَتْهُ كَفٌّ أو قَدَمْ!!
|
سَكَنَتْ عَصافيرُ المساءِ،
|
وَأَوْشَكَ اللّيلُ المُطَوَّلُ أَنْ يَنامَ على وِسادَتِهِ،
|
أَحَسَّ بِدَوْرَةِ النَّجْمِ المُشاكِسِ يَمْتَطي ظَهْرَ الغُيومِ،
|
|
لَفَظَ الأخيرَ مِنَ التَّنَهُّدِ:
|
ليتَهُ يُلْقي بِقامَتِهِ على صَدْرِ التَّعَبْ..
|
|
|
|
يمضي الزَّمانُ إليهِ في مِحرابِهِ | |
|
| لِيَقُدَّ عَزْمَ الصَّخْرِ مِنْ أَعصابِهِ |
|
وكَذا الزَّمانُ.. يَفِرُّ مِنْ أّغْلالِهِ | |
|
| لِيَدورَ مُشْتَعِلاً على أَعْتابِهِ |
|
|
عامانِ مَرَّا لم ينَمْ!!!
|
لو يُطْفِئُ المِصباحَ..مَنْ يَدْري،
|
فقد تُلْقيهِ أَخْيِلَةُ الظَّلامِ إِلى المنامِ إذا تَمَلَّصَ
|
مِنْ مُقارَعَةِ النُّجومِ على الأُفُقْ!!
|
|
عامانِ مَرَّا لَم يَنَمْ!!
|
نَسِيَ النُّعاسَ على مَتاريسِ الطُّرُقْ!!
|
|
ماذا تَخْسَرُ الرَّاياتُ لو أَغْفى قليلاً،
|
ثمَّ قامَ إلى صلاةِ العائِدينْ؟!
|
هَلْ يَغْفِرُ الشُّعَراءُ غَفْوَتَهُ
|
إِذا مَرُّوا بِميراثِ السِّنينْ؟!
|
هل يَخْطِفونَ النَّوْمَ مِنْ عَيْنَيْهِ،
|
أم سَيُعَلِّقونَ على كَآبَتِهِ قَصائِدَهُم،
|
وَيَسْتَحْيونَ هَدْأَتَهُ الحَرامْ؟!
|
لو يُطْفِئُ الشُّعَراءَ..
|
ماذا يَخْسرُ المِقلاعُ لو خَمَدَ القليلُ مِنَ الكلامْ؟!
|
عامانِ مرّا.. لو يَنامْ.....
|
للمرَّةِ الأولى يُطارِدُنا السَّلامْ!!
|
للمرَّةِ الأولى يُصافِحُنا الرَّصاصُ مِنَ الأَمامْ!!
|
يا فالِقًا وَطَنًا مِنَ الأعْراقِ | |
|
| وَمُطَرِّزًا أُفُقًا مِنَ الأشْواقِ |
|
حَكَمَ القَضاءُ، فليسَ مِنْ حُرِّيَّةٍ | |
|
| إلا إذا نَزَّتْ مِنَ الأعناقِ!! |
|
يا صارِعًا أَلَمَ الْخَوافِقْ
|
|
بِرَغْمِ هَشاشَةِ العَظْمِ المُهَشَّمِ بالعِصِيِّ وبالبنادِقْ
|
|
وما كَفَّ الرَّصاصُ عَنِ الصُّدورِ،
|
وما تَنَكَّسَتِ البيارِقْ
|
|
فطوبى للّذينَ تَكَفَّلَتْ أَعْناقُهُمْ
|
... إِبْطالَ مَفْعولِ المَشانِقْ!!!
|
|
|
نحنُ أَغْنى الميِّتينَ، وأَفْقَرُ الأَحياءِ،
|
نحنُ الواقفونَ على شِفاهِ البحرِ،
|
كانَ الماءُ يَبْلَعُنا وَيَلْفُظُنا،
|
ونَحنُ اليومَ نَبْلَعُهُ لِيَبْلُغَنا،
|
كِلانا جُرْحُهُ مَلاَّحَةٌ لا يسْتَريحُ بِها الظَّمَأْ
|
ها نحنُ نُعْلِنُ لِلْمَلأْ
|
أَنَّ الترابَ يُعانِقُ المَوْتى
|
إِذا اقْتَرَفوا حَياةً لا تُطِلُّ على الحياةِ،
|
|
وإِذا أَناخُوا حُلْمَهُمْ خَلْفَ احْتِمالاتِ القَلَقْ
|
كانتْ بَيادِرُنا تَذوبُ مِنَ العِناقِ
|
|
|
والْتَمَعَتْ عيونُ العاشِقينَ على حِكاياتِ السَّمَرْ
|
كانَ النَّدى يَغْفو على وَجْهِ الكُرومِ،
|
وفَوْقَ أَجْنِحَةِ الطُّيورِ الحالِماتِ بِمَوْسِمٍ أَحْلى
|
|
|
|
والأَرْضُ تَعْرِفُ أَنَّهُ دَمْعُ العيونِ الغَافِياتِ على طناطيرِ الشِّتاءِ،
|
يَمُرُّ في خَدِّ الشَّرَرْ
|
ما زالَ يَزْرعُ والمَنايا تَحْصُدُ | |
|
| وَيَداهُ تُبْدِعُ ما يُخَبِّئُهُ الغَدُ |
|
حتى تَرَنَّحَ مِنْ صلابَتِهِ الرَّدى | |
|
| وَسَرَتْ بِقَبْضَتِهِ إِلى وَطَنٍ يَدُ |
|
|
ها نحنُ نُنْبِئُ بِالْمُخَبَّأِ في مَكاتيبِ المَطَرْ
|
|
وَيَرْتَدُّ الرَّصاصُ إلى صُدورِ المُطْلِقينَ بِلا عَدَدْ
|
|
تُخَبِّئُهُ دِماءُ المُضْرِبينَ عَنِ السُّكوتِ،
|
وَتَنْتَهي مِنْ حُلْمِ رايَتِهِمْ
|
كَوابيسُ البَياضِ إلى الأَبَدْ
|
|
وَتَحْتَرِقُ المَسافَةُ بينَ أَنيابِ المَنافي والوَطَنْ
|
وَنَشُقُّ عَنْ أَجْسادِنا جَسَدًا
|
لهُ طَعْمُ المَرافِئِ والمَخابِئِ والعَفَنْ
|
|
ها نَحْنُ نُبْعَثُ مِنْ شَجَنْ
|
مِنْ رايَةٍ وَحِجارَةٍ .. وَقَصيدَةٍ مِنْ ذََوْبِ نُورْ
|
وَبِما نَشاءُ مِنُ الضَّحايا والقُبُورْ
|
|
حَصَدَتْ هَشيمَ الصَّبْرِ، واحْتَرَقَتْ على آفاقِنا
|
اُغْنِيَّةً ضَحِكَتْ لها أَعْراقُنا
|
وضَفيرَةً دارَتْ على أَعْناقِنا
|
.. ما أَطْيَبَ الموْتَ المُذَيَّلَ بِالحَياةِ وبالنِّشيدْ!
|
ها نحنُ نُبْعَثُ مِنْ جَديدْ
|
|
والنَّدى يَبْكيهِ دَمْعُ الواقِفينَ على مَحَطَّاتِ السَّراب،
|
يسائِلونَ القادِمينَ مِنَ الحدود:
|
مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟... لا جوابْ
|
صَدِئَ السُّؤالُ على الشِّفاهِ، وأَطْرَقَ المُتشائلون،
|
وهاجَرَ البَصَرُ المُؤَطَّرُ بالدُّموعِ إلى البعيدْ
|
وارْتَدَّ يَنْفُضُ عَن مَدامِعِهِ الخَرابْ
|
مِنْ أَينَ تَبْتَدِئُ الإِجابَةُ، والسُّؤالُ بِلا إطَارْ؟
|
آهٍ على هّمِّ الغريبِº يموتُ مِنْ وَجْدٍ إِذا يحيا،
|
وَيحيا إِذْ يَموتُ على مُناجاةِ الدِّيارْ
|
يَرنو إلى أُفُقٍ تُرَقِّشُهُ النُّجومُ الباهِتاتُ،
|
وَيَنْثَني مِزَقًا تُجاذِبُهُ الفِرارْ
|
|
كم أَلْهَبَتْ ظَمَأَ العصافيرِ الطَّريدَةِ..
|
هل تُراهُ يَعودُ مُعْتَذِرًا يُكّفِّرُ عَنْ شَقاوَتِهِ،
|
فَيَملأُ كَفَّهُ دَمْعًا وَيَسْقيها؟
|
كانتْ لَهُ أَحْلامُهُ فيها
|
كانتْ لَهُ نَبَّاطَةٌ كَمْ أَمْعَنَتْ تِيها!
|
|
هلْ يَقْوى على النَّوْمِ المُميتِ.. على الضَّجَرْ،
|
والغُرْبَةُ السَّوداءُ تُقْرِئُهُ دَفاتِرَهُ المَليئَةَ بالزَنابِقِ والزَّهَرْ؟
|
كانَتْ تُبادِلُهُ السَّلامَ إِذا خَلا الدَّرْبُ المُزَنَّرُ بالْخَطَرْ
|
|
إلا إِذا امْتَدَّتْ إِلى صَدْرِ الظَّلامِ رِسالَةٌ،
|
|
فَتَمُدُّ في وَجَلٍ يَدًا هي وحدها أَدرى بِها
|
.. ماذا إِذا أَحَدٌ رَآها؟!
|
كمْ تَمَنَّتْ لو تُفيقُ كَأَنَّما حُلُمٌ يَطوفُ بِبابِها
|
وَتَهُمُّ أَنْ تَمضي.. ولكنْ،
|
تلكَ زادُ غَدٍ إِذا جَلَسَتْ إلى أَتْرابِها!!
|
|
هل يَقْوى، وفيهِ حُطامُ مِشْيَتِها إذا انْتَفَضَتْ،
|
كَأَنَّ الدَّرْبَ تَشْرَبُها وَتُخْفيها
|
وَيَتْبَعُها بِروحٍ كُلُّها فيها؟!
|
آهٍ على وَجَعِ الغريبِ إِذا تَمادَتْ فيهِ غُرْبَتُهُ،
|
وَغَصَّ بها، وَوَطَّنَها الفُؤادْ
|
سيظَلُّ يصْرَعُ دَمْعَهُ.. والدَّمْعُ يَصْرَعُهُ،
|
|
|
|
ففي أحشائِهِ نارٌ تُضيءُ مَشارِفَ الماضي،
|
|
ما زالَ يحرصُ أنْ يُؤَجِّجَها، فَيُلْقِمَها الرَّمادْ
|
ما زالَ يُطعِمُها الكَفَنْ
|
|
كمِ مِنَ الأعوامِ يَلْزَمُ كي نَمُرَّ مِنَ الزَّمَنْ؟
|
|
كم مِنَ الأَزْمانِ يَلْزَمُ كي نَمُرَّ إِلى وَطَنْ؟
|
|
كَمْ مِنَ الأَوْطانِ يَكفي.. كي يَرُدَّ لَنا الثَّمَنْ؟!
|
هيَ حِسْبَةٌ مَعْقولَةٌ..
|
لكنَّها الأَرْقامُ تَسْقُطُ
|
حينَ نسْقُطُ في الطَّريقِ إِلى فِلسطينَ الوَطَنْ!!
|
طارُوا على حَجَرٍ إِلى الأَقْمارِ | |
|
| وَتَفَجَّروا في الأُفْقِ كالإِعصارِ |
|
مُرْدٌ يُطاوِلُ بَعْضُهُمْ بَعضًا إِذا | |
|
| وَفَدَتْ إِليهمْ بِعْثَةُ الأَقدارِ |
|
|
لا تَعُدَّ الماضِياتِ فَكُلُّها أَعوامُ جُوعْ
|
يا أَيُّها الوَطَنُ المُلَبَّدُ بالحِجارَةِ والمُسَيِّلِ للدُّموعْ
|
يا أَيُّها الجَسَدُ المُلَغَّمُ بالسَّواعِدِ والشُّموعْ
|
سَتَظَلُّ تَنْزِفُ كُلَّما انْهَمَرَتْ خُطاكَ على السُّفوحِ،
|
|
إلاَّ على جُثَثِ الدُّروعْ
|
مَنْ قالَ إِنَّ الموتَ في وَضَحِ النَّهارِ يُداهِمُ الموتى،
|
إِذا زَرَعوا الضِّياءَ على الثُّغورْ؟
|
سَتَظَلُّ تَنْزِفُ.. لا تَقِفْ
|
فالأَرضُ تَعْرِفُ زارِعيها إِنْ تَوَسَّدَتِ الوُجوهُ هَوى الثَّرى،
|
أَو مَرَّتِ الأَبْدانُ مِنْ موْتٍ إِلى مَوتٍ على حّدِّ الحديدِ
|
|
ما بالُ جَفْنِكَ جامدًا لا يَغْمِضُ | |
|
| إِنَّ الذي أَدمى جُفونَكَ مُعرِضُ |
|
جُثَثٌ يُدَثِّرُها القُنوطُ وإِنَّها | |
|
| لو فاجَأَتْها النارُ.. ليستْ تَنْهَضُ |
|
سَتَظَلُّ تَنْزِفُ.. لا تَقِفْ
|
لا تسْمَعِ الأَصواتَ إِنْ صَرَخَتْ بكَ الآلامُ،
|
لا تَحْفَلْ بِجُرْحِكَ إِنْ هَوى
|
جَرِّدْ جُروحَكَ كُلَّها،
|
وانْزعْ فَتيلَ مُكَبَّلٍ خلفَ الضُّلوعْ
|
إسْرِجْ يديكَ.. ولا تَقِفْ
|
قد أَوشكَ الفَجْرُ المُحَنَّى بالدِّماءِ على الطُّلوعْ
|
طالَ انتِظارُكَ، واحتَرَقْتَ على خَراطيشِ الهُتافْ
|
|
|
والنَّازِحونَ النَّازِفونَ على الشَّواطِئِ لا تُبُلِّلُهُمْ مِياهُ البَحْرِ
|
لا يَنْفَضُّ عَنْ أَعناقِهِمْ حَدُّ الجَفافْ
|
يا أَيُّها المُتَساقِطونَ على السُّفوحِ رُوَيْدَكُمْ
|
|
|
وليسَ مِنْ زادٍ على كفِّ السَّحابِ سوى السَّرابْ
|
يا أيها المُتَساقِطونَ تَشَبَّثُوا
|
إِنَّ الحياةَ مِنَ التُّرابْ
|
|
|
|
|
لا تَدْفِنوهم.. إِنَّ في أَعراقِهِمْ أَحلامَ كُلِّ اللاجِئينْ
|
سَيُبَرْعِمونَ على المَعابِرِ والسُّهولِ، وفي الجِبالْ
|
خيلاً يُسابِقُها الصَّهيلُ إلى ثُغورِ البُرتُقالْ
|
وَحِجارَةً كالبَرْقِ تَخْطِفُ ما تَيَسَّرَ مِنْ ظِلالْ
|
لا تَسْأَلوا مِنْ أَيْنَ تَبْتَدِئُ الحكايَةُ والمَدى
|
هل يُسْأَلُ الزًَّمَنُ المُسافِرُ في المَدامِعِ عَنْ مَداهْ؟
|
ماذا نَرى؟! هل شابَتِ الأَلوانُ | |
|
| أَمْ جَلَّلَتْ قِمَمَ الذُّرى الأَكْفانُ |
|
لا تَعْجَبوا..هذا البياضُ على الذُّرا | |
|
| قِطَعُ الضُّحى يسعى بِها الفِتيانُ!! |
|
|
لا يَزالُ الليلُ يُجْهِضُ طَلْعةَ الفجْرِ المُرَصَّعِ بالأغاني والحياهْ
|
|
والحجَرُ المُزَنَّرُ بالجُنونِ يطارِدُ الليلَ الكسيحْ
|
والليلُ يَغْرَقُ في دُجاهْ
|
ماذا نَقولُ إِذا وَقَفْنا في رِحابِ الجُرحِ للفجْرِ الجَريحْ؟!
|
ماذا تَبَقَّى مِنْ مَحاجِرِنا لِنَدْفِنَ في زَواياها كَآبَتَنَا،
|
وَنُلْحِفَها الجُفونَ وَنَسْتَريحْ؟!
|
|
وَمَلامِحُ الشُّهَداءِ في وَجْهِ الرَّصاصِ،
|
تَكادُ مِنْ سَأَمٍ تَفِرُّ إِلى الدُّروبِ،
|
وَيُوشِكُ الدَّمُ أَنْ يصيح
|
|
آهٍ على وَطَنٍ تُفَجِّرُهُ الحَناجِرُ في الوُجُوهِ.. ولا تَراهْ
|
وَطَنٍ يَدورُ على المَوائِدِ والجَرائِدِ والشِّفاهْ
|
وَعلى الأَكُفِّ المُشْرَئِبَّةِ في الصَّلاهْ
|
|
وهلْ وَطَنٌ لِمَنْ هَجَروا السُّروجَ إِلى الضَّريحْ
|
كي يُطْعِموا دُودَ القُبورِ سُيوفَهمْ
|
وَسَنابِكَ الخيْلِ القتيلَةِ تَحْتَ أَلواحِ الصَّفيحْ؟!
|
|
وَهَلْ وَطَنٌ لِمَنْ لا يَجْرُؤونَ على تَهَجِّي حُلْمِهِمْ،
|
وعلى كِتابَتِهِ على الآفاقِ بالحَجََرِ الفَصيحْ؟!
|
ذَرُّوا عَلَيْنا مِنْ دَمٍ عَبِقِ | |
|
| فَازَّيَّنَتْ إِطلالَةُ الأُفُقِ |
|
هذا الذي في أُفْقِنا دَمُهُمْ | |
|
| لكنْ يُسَمَّى حُمْرَةَ الشَّفَقِ!! |
|
|
ما زالَتْ جُموعُ الخارِجينَ على الهُمومِ إِلى النُّجومِ،
|
تُلَمِّعُ الدَّرْبَ المُطِلَّ على غَدٍ مُتَمَرِّدٍ،
|
لِتَمُرَّ خُطْوَتُنا البَدينَهْ
|
خَرَجوا لنا.. خَرَجُوا علينا،
|
هَلْ سَنُبْطِلُ خَوْفَنا المَوقوتَ فينا؟
|
هل سَنَنْفُضُ عَنْ سَواقينا الغُبارَ المُسْتَميتَ على مَساقِطِها الحَزينَهْ
|
أَمْ سَوْفَ نَبْحَثُ في مَدائِنِنا الكَفِيفَةِ عنْ مَدينَهْ
|
لا تَلْعَقُ التَّاريخَ مِنْ يَبَسٍ،
|
ولا تَجْتَرُّ مِيتَتَهَا اللَّعينَهْ؟!
|
|
وَعَلى مُحَيَّاهُمْ مَواويلُ الجُروحِ المُبْحِراتِ إِلى مَوانِئِنا العَقيمَهْ
|
|
وَيَجْتَزُّونَ مِنْ آفاقِنا أَعناقَ راياتِ الهَزيمَهْ
|
وَيُباغِتُونَ نُعاسَنا فينا،
|
وَيَنْتَشِلُونَنا مِنْ فائِضِ المَنْفى،
|
وَمِنْ فَحْوى جَنازَتِنا القَديمَهْ
|
خَرَجُوا عَلَينا عِندَ خَطِّ البَدْءِ،
|
واسْتَلُّوا حِجارَتَهُمْ، وَمَرُّوا فَوْقَ غَفْوَتِنَا
|
إِلى الحُلُمِ المُؤَجَّلِ في بَلاطِ القائِمينَ على جِراحاتِ الرَّبيعْ
|
مَرُّوا.. وكُنَّا مِنْ وَراءِ الرِّيحِ نَغْبِطُهُمْ،
|
نُحَدِّقُ في المَقاليعِ الأَخيرَةِ،
|
وهيَ تُمْطِرُ ما تَخَثَّرَ مِنْ أَمانينا على وَجْهِ الصَّقيعْ
|
|
والحُواةُ القائِمينَ على مَهَبِّ الذِّكرياتِ تَكَدَّسُوا في ظِلِّنا
|
لا شَيْءَ يَمْحُوهُمْ إِذا ضاقَ الخَيالُ على الجَسَدْ
|
خَرَجَ الضُّحَى مِنْ قَبْوِنا المسْلوكِ في كَبِدِ الرَّحيلِ،
|
|
لِيُبَدِّدَ الوَهْمَ المُمَدَّدَ في شِغافِ قُلُوبِنا
|
وَيُوَزِّعَ الأَنْهارَ فينا تَحْتَ رايَتِنا،
|
بِلا قَدَرٍ يُسَوِّغُهُ أَحَدْ
|
يَأْتي الصَّباحُ مُضَرَّجًا بِالفَجْرِ والضَّحِكاتِ والجُرْحِ العَميقْ
|
وَبِنَشْوَةِ الشُّعَراءِ إِذْ يَتَصَيَّدُونَ نَشيدَهُمْ،
|
وَقَصائِدَ الدَّم والحَريقْ
|
|
وفي يَدَيْهِ مِنَ الطُّيُورِ بَقِيَّةٌ،
|
وَمِنَ الدُّخانِ بَقِيَّةٌ،
|
وَمِنَ الغُيومِ السَّائِماتِ على الدُّرُوبِ بَقِيَّةٌ
|
تَرْوي الحِكايَةَ لِلطَّريقِ عَلى الطَّريقْ
|
خَرَجُوا لَنا.. خَرَجُوا علينا
|
هلْ سَيَنْطَفِئُ الظَّلامُ المُسْتَبِدُّ على اشْتِعالاتِ الغَريقْ؟
|
هل يَنْتَهي الحُزْنُ المُسافِرُ طَيَّ غُرْبَتِنا التي كَبِرَتْ
|
على صَمْتِ المَلاجِئِ والمَوانِئِ والدِّماءْ؟
|
تَتَساقَطُ الأَشْلاءُ مِنْ وَلَهٍ على صَدْرِ الثَّرى المَعْجُونِ
|
بالدَّمِ والنُّبُوَّةِ والحَنينِ إِلى الضِّياءْ
|
وَتَعُودُ في ثَمَرِ الحقُولِ حِجارَةً
|
تَمْتَدُّ مائِدَةً أَمامَ زُنُودِنا،
|
لِنَمُدَّ أَيْدِيَنا، وَنَقْطِفَ ما نَشاءْ
|
|
فَيُضْرِبُ التُّجَّارُ عَنْ بَيْعِ السِّلاحِ،
|
فَنَكْتَفي بِعِظامِنا عنها،
|
وَنَحْصُدُ ما تَثاءَبَ في الحُقُولِ مِنَ السَّنابِلِ والإباءْ
|
|
لا نَزالُ نُواصِلُ الحُلُمَ الجَميلَ على أنينِ النَّايِ والسَّفَرِ الطَّويلْ
|
ونَشُدُّ للتِّيهِِ المُخيفِ رِحالَنا،
|
وَنُذيبُ في هُوجِ الخُيولِ صَدى الرَّحيلْ
|
في كًلٍّ أُغْنِيَةٍ لَنا وَتَرٌ،
|
يُرَجِّعُ ما تَراجَعَ مِنْ نَشيدْ
|
وَبِكُلِّ قافِلَةٍ لَنا حادٍ،
|
يُلَوِّحُ للبعيدِ مِنَ البعيدْ
|
يَأْتي الصَّباحُ وليسَ فيهِ سِوى سَواعِدِنا
|
تَهُبُّ مَعَ الرِّياحِ المُبْحِراتِ إِلى الجُنونِ..
|
|
|
مَنْ يَسْتَوْقِدُ المَنْفى،
|
وَيَقْفِزُ في الظَّلامِ على أَهازيجِ الحِصارْ
|
وَيُعيدُ للقَمَرِ انْطِلاقَتَهُ على جَسَدِ البيادِرِ وانعِكاساتِ النُّضارْ؟!
|
مَنْ غَيْرُهُ يَسْتَوْقِفُ الشُّهَداءَ كي يروي لَهُمْ
|
قِصَصَ النَّزيفِ المُسْتَفَزِّ وَراءَهُمْ،
|
وَيُعيدُ فيهِمْ ما تَلاهُ اللاحِقُونَ،
|
وما اسْتَجَدَّ مِنَ التَّهَجِّي والعِثَار؟!
|
مَنْ غَيْرُهُ لمْ يُطْفِئِ المِصباحَ بَعْدُ، ولمْ يَضِعْ
|
ما بينَ أَوْهامِ اليمينِ ووهْمِ إِلْهامِ اليَسارْ؟
|
مَنْ غَيْرُنا حَمَلَ الجِراحً بِِِِِِِِِِِِِِِِلا ضُمُدْ؟
|
|
هل نُصَدِّقُ أَنَّنا اجْتَزْنا الحَواشيَ والإطارَ بلا مَدَدْ؟
|
أمْ هل نُصَدِّقُ أَنَّنا عُدْنا على حَجَرٍ
|
مِنَ المَنْفى القَتيلِ.. إلى الخليلِ.. إلى صَفَدْ؟!
|
وَمِنَ احْتِراقاتِ الرَّحيلِ.. إِلى الصَّهيلِ..
|
مِنَ الخُواءِ إِلى الجَلَدْ؟
|
|
هذا حَقْلُنا مُتَسَرْبِلٌ بِسَنابِلِ الوَجَعِ الأَصيلِ،
|
وفي أَيادينا المَناجِلُ والمَعاوِلُ والحَرائِقُ والبَرَدْ
|
|
هذا حَقْلُنا مُتَبَرِّجٌ بِدَمِ النَّجيلِ،
|
|
تَلْهُو بِدَوْراتِ المقاصِلِ والقنابِلِ والزَّرَدْ
|
|
وَفَوْقَ أَفْنانِ الكَمَدْ
|
أَلْقَتْ عَنادِلُنا تفاعيلَ الخليلِ
|
مِنَ الخَفيفِ إلى الثَّقيلِ.. إلى الطَّويلِ
|
|
|
|
أم تَراجَعَ دربُهُ شيئًا فشيئًا للوراءْ؟
|
|
أم أبقاهُما قيدَ الموانئِ
|
|
عامانِ يَخْتَصِرانِ تاريخَ الخُواءْ
|
ما بينَ رائِحَةِ الرَّصاصِ ولونِ موْتٍ هارِبٍ مِنْ طَعْمِ غَدْ
|
أوْ طَعْمِ صَوتٍ خائِفٍ مِنْ لَونِ غَدْ
|
|
من هذا الذي الذي أَسْرى على خيلِ المَحاجِرِ،
|
كي يُقَنِّنَ ما نَراهُ مِنَ المَجازِرِ والبَدَدْ؟
|
في عَزْمِهِ شيءٌ مِنَ الفُصحى،
|
وبعضٌ مِنْ شهيقِ الشَّمسِ في وَجْهِ الزَّبَدْ
|
وعلى مُحَيَّاهُ انْهِماكٌ في التَّبَعْثُرِ،
|
|
وامْتِلاءٌ بالتَّهَوُّرِ والجُنونْ
|
قُلْ: مَن تُراهُ يكونُ هذا الجامِحُ الصَّادي
|
|
|
وفي أَعراقِهِ حقلٌ مِنَ الأَلغامِ يَزْرَعُهُ العِدا والخائِنون
|
|
هذا درْبُكَ المملوءُ بارودًا،
|
يُفَتِّشُ عَنْ خُطاكَ .. فهلَ تُحاذِرْ؟
|
|
|
كي تتلو على أسماعِنا قَلَقَ المقابِرْ؟
|
|
مَنْ أَفشاكَ في وَضَحِ النَّهارِ على المنابِرْ؟
|
يَسْتَعْجِلونَكَ كي تُوَزِّعَهُمْ على كفَّيْكَ،
|
عُدَّ يَدَيْكَ ثانِيَةً..
|
إذا صافَحْتَ تُجَّارَ العَشائِرْ
|
|
ولستَ مَعْنِيًّا بأنْ تُصغي لِفَلْسَفَةِ القبيلَهْ
|
كَفَّاكَ أَمْضى مِنْ لِسانٍ،
|
لا يُفَرِّقُ بينَ أَفواهٍ مُصَوَّبَةٍ،
|
|
|
ولستَ مَعْنِيًّا بَأَصواتٍ
|
تُفَتِّشُ عنْ لُغاتٍ مُسْتَحيلَهْ
|
|
مَنْ يُحاوِلُ أَنْ يَفُكَّ رُموزَ رايَتِنا المُدَمَّاةِ الجميلَهْ؟
|
أم مَنْ يُحاوِلُ أَنْ يَرانا مثلما نَبْدو،
|
إِذا عَصَفَتْ بِنا الكُرَبُ الجَليلَهْ؟
|
ها نحنُ نَقْطُرُ خَلْفَنا
|
جَبَلاً مِن َالأَحزانِ أَزْمانًا طَويلَهْ
|
وَنُميتُ فينا كُلَّ نَبْضٍ،
|
|
|
ها نحنُ نُلْغي ظِلَّنا كي لا نُرَى،
|
وَنَفِرُّ مِنْ أَحلامِنا،
|
حتى إِذا اتَّسَعَتْ دَوائِرُها على خُطُواتِ قَتلانا الثَّقيلَهْ
|
سِرْنا إلى حُلُمٍ يُفَسِّرُ خَطْوَنا فينا،
|
وَيبحثُ عن دوائِرهِ البديلَهْ
|
ها نحنُ نخرُجُ مِنْ مَدافِنِنا إلى ساحاتِنا،
|
أَسَلاً مُثَقَّفَةً، وأَسيافًا صَقيلَهْ
|
ونسيرُ.. نبدأُ مِنْ حَقائِقِنا،
|
ونَشْطُبُ كلَّ شيءٍ عنْ كُلَيْبٍ والجليلََهْ
|
وَنَحُزُّ مِنَّا كُلَّ كَفٍّ،
|
لا تُحاوِلُ اَنْ تُجَرِّبَ حَدَّها بِيَدٍ عَميلَهْ!!
|
|
|
ما زِلْنا نُوَزِّعُ بيننا البَسَماتِ،
|
كي نَاْسو بِها الطَّعَناتِ،
|
ما زِلْنا نُحارِبُ بالهواءِ وبالحرائِقِ والحَجَرْ
|
والأَرضُ تُخْفينا إِذا انْفَضَحَتْ ملامِحُنا،
|
|
|
والأَرْضُ تَحْفَظُ طَعْمَهُ عن ظهْرِ قلبٍ،
|
ليس تُخْطِئُهُ إِذا هَجَّتْ بشائِرُهُ،
|
|
كمْ يَعْشَقُ الرَّمْلُ المطرْ!!
|
كمْ يعشقُ الرملَ المطرْ!!
|
|
كيفَ نُصَنِّفُ الأَعوامَ إَِنْ ضاقتْ بها خاناتُنا،
|
وازْوَرَّ خِنْجَرُها منَ الطَّعَناتِ،
|
كيفَ نَمرُّ في أَجسادِنا،
|
لنُخيطَ منها ما تثاءَبَ مِنْ جروحٍ واسْتَتَرْ؟
|
كيفَ السَّبيلُ إلى العِناقِ،
|
|
|
يَتصاعَدُ الإيقاعُ مِنْ كَفٍّ إلى كفٍّ،
|
|
وَمِنْ أَلَمٍ إلى حُلُمٍ،
|
يَشُقُّ على سِوانا أنْ يُوالِفَهُ،
|
إذا ما داهَمَتْ رُؤياهُ غَفْوَتَهُ،
|
لدى زَمَنٍ بِحَجْمِ رَصاصَةِ المطَّاطِ،
|
أو لَوْنِ الرَّصاصِ الحَيِّ،
|
وَهو يُوَزِّعُ الأَقدارَ في عَبَثٍ جُنونِيِّ الصفاتْ
|
يَتَصاعَدُ الإيقاعُ مِنْ صَوْتٍ إلى موتٍ إلى بَعْثٍ،
|
وتَختَلِطُ الأُمورُ على مواقيتِ المَواتْ
|
|
ويدٌ تُسّطِّرُهُ على صَدْرِ الهواءِ المُستحيلِ
|
وطنًا بِلَونِ الفجرِ، أَو سِحْرِ الأًصيلِ
|
|
وفي نَواياهُمْ مُداهَمَةُ الرِّياحِ على مَداخِلِ حُلْمِهِمْ
|
|
وَطَنٍ تَقَطَّرَ مِنْ سُكوتٍ مُستَقيلِ | |
|
| مُتَوَضِّئٍ بِدَمٍ خُرافِيٍّ جَميلِ |
|
حتّى إِذا مالَتْ بِهِمْ ريحُ النَّوى | |
|
| قالوا لها:إنّا هُنايا ريحُ ميلي!! |
|
يَتصاعَدُ الإيقاعُ مِنْ ضَجَرٍ إلى حَجَرٍ،
|
يُقَبِّلُ إنْ هَوى خَدَّ السَّبيلِ
|
وَلَهُ صَبابَتُهُ إِذا مَرَّتْ عليْهِ خُطى الصَّبايا
|
إِنْ صَبَوْنَ إِلى المَشاويرِ الطَّويلَةِ،
|
وافْتَرَضْنَ خُلُوَّهَا مِمَّنْ يُرِدْنَ،
|
وَطَوَّحَتْ أَيْدِ بِما سَتَرَ الشُّموسَ عَنِ الشُّروقِ،
|
وَرُحْنَ في نَشْرِ الهديلِ
|
يَتَصاعَدُ المِقلاعُ مِنْ نَفَقٍ إِلى أُفُقٍ،
|
لِيَرْصُفَ دربًنا للشمسِ،
|
|
على دَرْبِ الفِدى والعُنفُوانْ
|
|
وَيَدٌ تَذَرُّ على رَتابَتِنا انْفِجاراتِ الزَّمانْ
|
حُلُمٌ تَطيرُ بِهِ يَدانْ
|
يَسْتَحْضِرانِ الغيبَ مِنْ وَكَناتِهِ،
|
ويُلَمْلِمانِ الغيمَ في كَفَّيْهِما،
|
لِتَقرَّ عينُ الأُقْحُوانْ
|
|
يا مُوغِلاً في النَّزْفِ قد ضاعَ الصَّدى
|
فاضَ الزَّمانُ وَهَزَّ أَوْصالَ الثَّرى | |
|
| فَنَمَتْ حِجارَتُهُ رَصاصًا أَخْضَرا |
|
وَتَخَطَّفَتْهُ يَدٌ تَعالَتْ كَفُّها | |
|
| سَلَكَتْهُ في دَمِها.. فَأَدْمى العَسْكَرا |
|
|
لا تَلْتَفِتْ.. ماتَ الصَّدى
|
حُلُمٌ على عَلَمٍ تَنَشَّرَ واشْتَعَلْ
|
وعلى المداخِلِ والمخارِجِ مُعْتَقَلْ
|
يَتَدافَعُونَ إليكَ بالتَّصريحِ والتَّلْميحِ بالفَمِ والقُبَلْ
|
|
يا فارِدًا كَفَّيْكَ في وَجْهِ المَدى
|
شيئانِ يَلْتَقِيانِ فيكَ إِذا سَرَجْتَ على المقاليعِ اليَدا
|
شيئانِ يلْتِقيانِ فيكَ إذا طَلَعْتَ على العِدا
|
|
|
فَتَضوعُ حَولَكَ هالَةٌ مِنْ خالِصِ الدَّمِ والدُّخانْ
|
تَسْتَقْطِبُ الإِشفاقَ والإِغْراقَ،
|
والنَّعيَ المُلَفَّعَ بالأَسى والفَخْرِ:
|
آلُ.. وكلُّ آلِ..وَشَعْبُنا.. ينعونَ بالحُزْنِ العميقِ شَهيدَنا..
|
بُشرى لأمَّتِنا.. نَزُفُّ لها الشَّهيدَ الأَلْفَ..
|
عَهْدًا أنْ نُواصِلَ دَرْبَنا.. دَرْبَ الشَّهادَةِ..
|
تُقْبَلُ الْ.. نَسْتَقْبِلُ الْ..
|
شيئانِ يلتقيانِ فيكَ مِنَ البِدايَةِ
|
|
|
فَتَمُرُّ فيكَ قَصائِدُ الشُّعَراءِ،
|
تَسْتَجْدي مَزيدًا مِنْ صَلابَةِ ساعِدَيْكَ،
|
وَنُعْلِنُ الإضْرابَ والإِعرابَ والتَّأْريخَ،
|
هل يعني انتظارُكَ أَيَّ شيءٍ
|
|
يا حامِلاً وِزْرَ الحقيقةِ في يَدٍ،
|
|
ودمي.. وأَوزارَ المَضارِبِ..
|
كم يَدًا ستَمُدُّ في صَحرائِنا،
|
لِتَمُدَّ روحَكَ فوقَها سُحُبًا ونارْ؟!
|
كم مرَّةً ستُضيءُ روحَكَ مِنْ لَظَى الظَّلْماءِ،
|
كي يسْتَأْنِسَ الغَدُ والنَّهارْ؟!
|
عامانِ مَرَّا لم تَنَمْ..
|
وعلى المَداخِلِ والمَخارِجِ لم يزلْ يَعلو الجِدارْ
|
يَتَدافَعونَ إِليكَ بالتَّنْظيرِ والتَّفْسيرِ والفُرَصِ الكبيرَةِ
|
هل تُصَدِّقُ ما يَدورُ على المَوائِدِ،
|
أمْ تُصَدِّقُ ما تَراهُ على الشَّواهِدِ،
|
هل ترى غيرَ الحِجارَةِ والرَّدى؟!
|
|
|
|
تتَدافَعونَ إلى الوراءِ، ووَحْدَنا
|
نبني سماءً للأَمامِ بِلا عَمَدْ
|
لكُمُ الفُحولَةُ والسُّيُولَةُ والهَوى
|
وَسَرائِرُ الليلِ المُعَطَّرِ بالهِباتِ..
|
|
خَيْلٌ مُسَوَّمَةٌ.. وأسيافٌ مُدَلَّلَةٌ،
|
ونِفْطٌ ليسَ يُحْصى.. لا حَسَدْ
|
|
|
لكُمُ الحَياةُ.. ولا حَسَدْ
|
فَدَعُوا لَنا حُلُمًا تُطَرِّزُهُ لنا..
|
|
وَدَعُوا لَنا ما تَكْرَهُونَ،
|
فَنَحْنُ نَعْشَقُ ما يُوَرِّثُنا النَّكَدْ
|
باضَ الحَمامُ على الوَتَدْ
|
أَنتُمْ وما تَتَخَرَّصُونَ.. فَنَحْنُ أَصحابُ البَلَدْ
|
وَلَسَوْفَ نَدْخُلُهُ كما يَحْلو لنا،
|
مِنْ بعدِ ما لاكَتْ قَواطِعُنا المَسَدْ
|
وَتَخَلَّلَتْ أَقدامُنا وجْهَ السُّكوتِ المُسِتَحيلِ،
|
.. وما تَخَلَّلَنَا أَحَدْ!!
|
أَرَأَيْتَ ما جادَتْ بِهِ كَفُّ المِحَنْ؟ | |
|
| حَجَرًا فَصيحًا لا يُغالِبُهُ الوَسَنْ |
|
فاعْطِبْ يَدَيْكَ إِذا تَوَسَّدَها الكَرى | |
|
| واحْطِبْ يَديْنِ مِنَ الصُّخورِ بلا وَهَنْ |
|
|
كم مِنَ الأَعوامِ يَلْزَمُ،
|
كي نَمُرَّ مِنَ الزَّمَنْ؟!
|
|
كم مِنَ الأَزمانِ يَلزَمُ،
|
|
|
|
كي يَرُدَّ لنا الثَّمَنْ؟!
|
|
لكنَّها الأَرْقامُ تَسْقُطُ
|
|
|
... إلى فِلِسْطينَ الوَطَنْ!!!
|