إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
هو الحجرُ |
وما أدراكَ ما الحجرُ |
شهابٌ ثاقبٌ يمضي، |
وفي أعقابهِ الشَّرَرُ |
وثأرٌ أَنْضَجَتْهُ مَراجِلُ التَّفتيتِ والتَّشْتيت ِ، |
واسْتشفَى به الضَّجرُ |
هو الحجرُ |
هو الغَضَبُ الفلسطينيُّ يَنْفَجِرُ |
فلا يُبقي ... ولا يَذَرُ |
*** |
هو القَمَرُ |
يَصُولُ على عَبَاءاتِ الليالي، |
يُوقظُ الدَّربَ المُضَيَّعَ في مَتاهاتِ الأزقَّةِ وهو مُبْتَدِرُ |
فيصْهَرُها .. وينصَهِرُ |
ويفتحُ في جدارِ الفجرِ فَوْهَةَ أُغنياتٍٍ صَبَّها السَّمَرُ |
هو المطرُ |
تَرَجَّلَ من غَمامٍ يابسٍ |
لما شَدا بالصَّخرِ من مِقلاعنا وَتَرُ |
إلى أفُقٍ يُفَصِّلُهُ على حاجاتِنا الخَفَرُ |
هو الحجرُ |
تَخَلَّقَ في مَسَاحاتِ الأَكُفِّ وظلَّ ينتظرُ ... |
إلى أن شَبَّ في أطفالِنا القَدَرُ!! |
*** |
لقد كَبِروا |
وطاروا فوقَ حدِّ الليلِ وانتظروا |
ونادَوْا: أيُّها المُتَوَضِّئُونَ القائمونَ إلى صلاةِ الليلِ، |
لاحَ الفجرُ ... فابْتَدِروا |
فَقُلْنا: إننا معكم .. فشُدُّوا العزمَ .. وانتظِروا |
فَشَدُّوا العزمَ .. وانتَظَرُوا |
ودُرْنا حولنا نَسْعَى بِعُتْمَتِنا، ونَعْتمِرُ |
وصلَّينا صلاةَ الليلِ .. ثم الليلِ .. ثم الليلِ ... |
حتى مَلَّنا السَّحَرُ |
وضاعَ على مهاوي ليلِنا البَصَرُ |
لقد كبِروا |
وفَرُّوا مِنْ سُجونِ الصَّمْتِ ... وانْفَجَرُوا |
ونحنُ على جدارِ الصًّمتِ نَنْكَسِرُ |
ونادَوْنا ... ونادونا، فأَطْرَقْنَا |
... ولا حِسٌّ .. ولا خَبَرُ!!! |
*** |
هو الحجرُ |
أَدِرْ كأسَ التُّرابِ، فليس مثلي ظامِئٌ خَمِرُ |
بأمْرِ الأرضِ يأتَمِرُ |
أدرْ كأسَ الترابِ، فِدَى التُّرابِ الشِّعرُ والشعراءُ |
ما نَظَموا .. وما شَعَروا |
وكلَُّ الصامتين الخانعينَ، |
فداهُ من كَبُروا .. ومَنْ صَغُروا |
ومَنْ مِنْ صوتِهم ذُعِروا |
ومَنْ في صمتِهم قُبِروا |
ومَن طَالُوا .. ومن قَصُروا |
.. ومن غابوا .. ومن حَضروا |
وكلُّ المُدَّعينَ الرافضينَ لغيرِ ما أُمِروا |
فإنْ نادى المنادي: |
أينَ تلكَ البِيضُ والسُّمُرُ؟ |
أطلَّ بوجهِهِم دُبُرُ |
...وشَدُّوا العزم َ، وانْدَحَرُوا!! |
هو الحجرُ |
أَدِرْ كأسَ الحجارةِ |
ليس مِثلَ الصخرِ مُقتدِرُ |
أدرْهُ فدىً لِمَنْ بالصخر يَأْتَزِرُ |
جيوشٌ .. في رقابِ الشَعبِ والحاناتِ تنتصرُ!!! |
*** |
هو الحجرُ |
له في لوحِنا المحفوظِ آياتٌ .. لَهُ صُوَرُ |
هو الوطنُ الذي في القلبِ يَنْهَمِرُ |
وفي الشِّريانِ يَعْتَمِرُ |
هو الْقَدَرُ: |
لكلِّ الناسِ أوطانٌ لهم فيها مصائِرُهُمْ |
لهم فيها مآرِبُ جَمَّةٌ أُخَرُ |
ولي وطنٌ ... |
شَقِيتُ بعشقِ روعتِهِ، |
وأضناني له السَّفرُ |
ولمَََّا زالَ يُخْتَصَرُ! |
هو القدرُ: |
لكل الناسِ أوطانٌ يدوسُ ترابَها الْبَشَرُ |
وتَجْثُمُ فوقَها الأحجارُ والشَّجرُ ... |
وتَصْطَبِرُ |
ولي وطنٌ: |
يدوسُ تُرابُهُ شفتي، |
فألثِمُهُ، وَأَصْطَبِرُ |
ويُدمي صَخْرُهُ كَفِّي، |
فأُغْمِضُ فوقَهُ كَفِّي، وَأَصْطَبِرُ |
ويَخْطُرُ فوقَ جسمي البُرتقالُ كأنَّهُ إِبَرُ |
فأحْضِنُهُ، وأصطبرُ |
هو القدرُ: |
لكلِّ الناسِ أوطانٌ ثَرَاها الطِّينُ والكَدِرُ |
ولي وطنٌ.. |
ثَرَاهُ فُتاتُ أجسادِ النَّبِيِّينَ الأُلَى في صدرِه عَبَروا |
ومن كانتْ مواطِنُهُ |
ثَرًى من أَكْرَمِ الأجسادِ يَنْحَدِرُ |
إِذَنْ... لا بُدَّ يصطبرُ!! |
*** |
هو الحجرُ |
وما أدراكَ ما الحجرُ |
شِهابٌ ثاقبٌ يمضي ويَسْتَعِرُ |
ويهوي .. ثم ينفجرُ |
فلا يُبْقي .. ولا يَذَرُ |
ويكتبُ فوقَ صَوْتِ القارئينَ لسورَةِ النَّصْرِ الشَّهيدةِ: |
سوف ننتصرُ |
... سننتصرُ |
فكلُّ غِلالِنا في بَيْدَر الإصرارِ تَبْتَهِلُ، |
تُسبِّحُ باسمِ من بَذَرُوا: |
... سننتصرُ |
وكلُّ مآذنِ الأحجارِ تشدو، وهي تَدَّكِرُ: |
... سننتصرُ |
وكلُّ سَواعِدِ الأطفالِ تكتُبُ وهي تنكسرُ: |
سننتصرُ .. سننتصرُ ... سننتصرُ . |