إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
بِضْعُ نِساءٍ مِن بلادي |
كنَّ في المطارْ |
يُرْبِكْنَ قاعةَ المُغَادَرَهْ |
يَعْلِكْنَ أنظارَ المسافرينَ والمُوَدِّعِينَ، |
والأنوفُ حَوْلَهُنَّ تَرتوي |
مِن صَلَفِ السَّجائرِ المُعَطّرَهْ. |
سِرْبٌ من السيقانِ |
كان يَنْهَبُ العُيونَ كُلَّما الْتَوَى |
وكانتِ العيونُ |
في أوراقِ تُوتِهنَّ غائرهْ |
وبين لحظةٍ وديعةٍ |
ولحظةٍ مُغَايِرهْ |
كانتْ تَمُرُّ بينهنّ مَنْظَرَهْ |
وكانت الأصابعُ المطليةُ الْمُذَهَّبَهْ |
تَمُرُّ في رشاقةٍ شقيّةٍ على العقودِ والخدودِ |
والحواجبِ المرتَّبَهْ |
وفي الشعورِ .. والمشاعر المسافرهْ . |
بضعُ نساءٍ |
قيلَ: مِن مُجتمع الكِبارْ |
ثَرْثَرْنَ .. كَمْ ثَرثَرْنَ في المطارْ! |
وَقَفْنَ كَمْ وقَفنَ في مرمى زجاج الواجهاتِ |
يخْتلسنَ نظرةً |
إلى مَسَاقِطِ الصُّدور تارةً |
وتارةً للأذرُعِ المُسَفَّرهْ... |
*** |
دار الحديثُ في الشِّفاهِ الثَّرَّةِ المُحَمَّرَهْ |
وكانَ حولَ ما يُنَغِّصُ الطيورْ |
وحولَ ما يُشَاع عن تَضَخُّمٍ مُفْتََعلٍ |
في مُستوى المُهورْ |
وعن تدنّي جودةِ الخُمورِ .. والبخورِ .. والعطورْ |
وآخرِ الصَّيْحَاتِ في حدائقِ القُصورْ. |
كان الحديثُ ذا شُجونْ |
فَطَالَ آخرَ الفنونْ |
وآخر الأشرطةِ التي تُجَنِّنُ الجُنونْ! |
وكان للسياسةِ الرسميةِ الْمُبَسْتَرَهْ |
حِصَّتُهَا في الجَلْسَةِ النِّسْوِيَّة الْمُصََّغََرهْ . |
بضعُ نساءٍ |
طَائلاتِ الطَّرْفِ والكلامْ |
نَظَّرْنَ للقماشِ والسَّلامْ |
وَطِرْنَ يَعْتَِكفْنَ في عواصمِ الحَمامْ |
ويَعَْتصِمْنَ فوقَ بَاخِرَهْ |
حتى سُقوطِ كلِّ أشكالِ المؤامَرَهْ |
ووقفِ شَلاَّلِ الدماءِ في شوارعِ الخليلْ |
وفي جِنينَ في الجليلْ |
وفي المناطقِ الْمُجَاوِرَهْ! |
بِضْعُ نساءٍ من طُيُورِنا المهاجِرَهْ |
أَرْبَكْنَ قاعة المُغادرهْ |
وطِرْنَ خَلْفَ أغنياتِنا وأمنياتِنا المُحاصَرهْ |
وهنَّ يَحْتَرِقْنَ شوقاً للمُغامرهْ . |
تَرَكْنَ خَلْفَهُنَّ في البيوتْ: |
المالَ والبنينَ واليُخُوتْ |
والعطرَ والتُّخُوتْ |
وكنَّ يَرتدينَ أفخرَ الفِراءِ |
كُنَّ يرتدينَ طائِرَهْ |
غادرنَنَا بِخِطَّةٍ مُحْكَمَةٍ مُدَبَّرَهْ |
غادرنَ في مُهِمَّةٍ عاصِفةٍ مُثَوَّرهْ |
ولن يَعُدنَ قبلَ أن يُطْفِئْنَ نارَهُنَّ |
في العواصمِ الثلجية المُستَعْمَرَهْ |
وكلَّ يومٍ يَفْتَتِحْن النشرةَ الْمُصَوَّرهْ! |
بِضْعُ نساءٍ في بلادي |
كُنَّ في الحصارِ يَمْتَشِقْنَ رايةَ المُظاهَرَهْ |
يَرْصُفْنَ دَرْبَ الشَّمسِ |
بالحجارةِ الْمُنَوَّرَهْ |
ويَعَْتلِينَ صهوةً جامِحَةً بِحَنْجَرَهْ . |
سِربٌ من الحمامِ كانَ يَنْهَبُ الرَّصَاصَ، |
والرصاصُ ليسَ يُخِْطئُ الصدورْ |
وليسَ بينَهُ وبينهنَّ غيرُ بَسْمَةِ القبورْ |
ورِعْشَةٌ فاضِحَةٌ على أصابعِ الجُنُودِ |
والبنادقِ المُعَفَّرَهْ . |
بضعُ نساءٍ |
قيل: مِنْ مجتمعِ الصِّغَارْ |
نَجَحْنَ في خَلْخَلَةِ الحِصارْ |
شَرِبْنَ نَخْبَنَا على بَوَّابَةِ النهارْ |
وهنَّ يمتشقْنَ رايةَ المُظاهرهْ. |
بضع نساءٍ في بلادي |
كنَّ في الحصارْ |
تَرَكْنَ خَلْفَهُنَّ في البيوتْ: |
الخوفَ والسُّكوتْ |
وكلَّ شيءٍ شِئْنَ أن يَمُوتْ |
وكنَّ يَرتَدينَ أنْضَرَ العزاءِ، |
كنَّ يَرتدينَ ظَاهِرَهْ |
خَرَجْنَ في مَفَْرزَةٍ غاضِبَةٍ مُزَمْجِرَهْ |
ولن يَعُدْنَ قبلَ أنْ يَضَعْنَ في المَدارْ |
كُوفِيَّّةً مُظَفَّرهْ |
وقبلَ أن يُطْفِئْنَ بالدِّماءِ نارَ مَجْزَرَهْ |
وكل يومٍ يَقَْتحِمْنَ شَفْرَةَ المجنزَرَهْ |
ويقتحمْنَ صَمْتَنا ... |
في النَّشْرةِ المبتورةِ المُزوَّره! |
*** |
يا ربُّ: |
ما مِن اعتراضٍ أو مُحَاوَرَهْ |
ما مِنْ جِدالْ |
لكنَّهُ السؤالْ: |
مَنْ قال إنه سَتَلْتقي المياهُ والدِّمَاءُ |
في غَدٍ |
في رُقْعَةٍ مُحرَّرهْ؟ |
مَنْ قال سوف تلتقي، |
حتى ولَوْ .... |
في مَقبَرَه؟!! |