سَاَلْتُ عنكَ، فَقالوا عَنْك مُنْشَغِلُ | |
|
| فَقُلْتُ أَكْتُبُ نَبْضِي، عَلََّهُ يَصِلُ |
|
وَأَسْتَمِيحُ حُروفَ الضَّادِ قافِيَةً | |
|
| تَأْتِيكَ صادِقَةً، بِالشَّوْقِ تَكْتَحِلُ |
|
وَيَشْهَدُ اللهُ أَنَّ الْوُدَّ يَدْفَعُني | |
|
| إِلى عَزِيزٍ، لَهُ في مُهْجَتي نُزُلُ |
|
أَدري بِأَنَّكَ تَعْدو خَلْفَ قافِلَةٍ | |
|
| مِنَ الْمَشاغِلِ تَغْدو، ثُمَّ لا تَصِلُ |
|
باتَ الزَّمانُ لَدَى كَفَّيْكَ مُرْتَهَنًا | |
|
| يَمْضِي وَتَمْضِي إِلى أَنْ يَتْعَبَ الْكَلَلُ |
|
فَيا جَمالُ، رَعاكَ اللهُ يا رَجُلُ | |
|
| يا دَوْحَةً، في بَهاها الشِّعرُ يُرْتَجَلُ |
|
عِنْدي كَما عِِِنْدَكَ الأَيَّام قاسِيَةٌ | |
|
| كَاَنَّها السَّيْفُ، يَجْلُو حَدَّهُ الأَجَلُ |
|
كَاَنَّ بَيْني وبَيْنَ الدَّهْرِ اُحْجِيَةً | |
|
| عَمْياءَ تَسْعى على أَهدابِها الْحِيَلُ |
|
يا صاحِبي باتَ هذا العَيْشُ مَهْزَلَةً | |
|
| يَشْقى بِها الحُرُّ، أَو يَرْقى بهِ السَّفَلُ |
|
آتٍ عَلَيْكَ زَمانٌ لا يُعانِقُهُ | |
|
| إلا شُموخُكَ، أَو إِخْفاقُكَ الْجَلَلُ |
|
فَاسْرِجْ يَدَيْكَ، وَغادِرْ بوْحَ راجِفَةٍ | |
|
| واحْذَرْ إِذا هَمَّ أَنْ يَغْتالَكَ الْخَلَلُ |
|
أَما وَقَفْتَ على بَغْدادَ مُحْتَرِقًا | |
|
| والْحُزْنُ في نَبْضِكَ المَهزومِ يَعْتَمِلُ؟ |
|
وهلْ شَبِعْتَ بُكاءً مالِحًا وَدَمًا | |
|
| أَمْ أَنَّ جُرْحَكَ مِثْلي، ليسَ يَنْدَمِلُ؟ |
|
وهلْ رَأَيْتَ هَوى الزَّوْراءِ مُنْكَسِرًا | |
|
| والماجِداتِ بدمع العين تَغْتَسِلُ؟ |
|
تِلْكَ الحَرائِرُ ظَلَّتْ تَرْتَجي بَطَلاً | |
|
| حَتى اسْتَكانَتْ، وَأَدْمى حُلْمَها البَطَلُ |
|
ما ذَلَّ ذو شَرَفٍ إِلاّ بِمُنْصَرَفٍ | |
|
| عَنْ هَبَّةِ الخيْلِ تَعْلو رَأْسَها الأَسَلُ |
|
وما اسْتُبِيحَ حِمى قَوْمٍ يُسَيِّجُهُ | |
|
| نَزْفُ الصُّدورِ، وَسَيْفٌ هَزَّهُ رَجُلُ |
|
آهٍ مِنَ الزَّفْرَةِ الحَمراءِ تَحْرِقُني | |
|
| آهٍ مِنَ الصَّمْتِ يَخْزَى دُونَهُ الْخَجَلُ |
|
إنِّي أُفَتِّشُ عَنِّي خَلْفَ رامِحَةٍ | |
|
| فَلا أَرَى غَيْرَ تِيهٍ، صَاغَهُ الزَّلَلُ |
|
كَأَنَّما الْحُزْنُ مَرْهونٌ بِأَوْرِدَتي | |
|
| وفي الْحَنايا بَقايا هَدَّهَا الْوَجَلُ |
|
هذا الْمُنَشَّرُ يا بغدادُ مِنْ دَمِنا | |
|
| ضاقَتْ بِهِ الأَرْضُ والآفاقُ والسُّبُلُ |
|
وَنَحْنُ صَرْعى حَيارى في مَخادِعِنا | |
|
| يَقْتاتُنا الجُوعُ والإِعياءُ والْخَبَلُ |
|
ما زالَ في الْعَيْنِ دَمْعٌ يُسْتَجارُ بِهِ | |
|
| حَتَّامَ تَبْكي، وَيُدمي عَيْنَكَ الثَّكَلُ؟! |
|
فاقْبِضْ دُموعَكَ واسْفَحْ دَمْعَ أَعْيُنِهِمْ | |
|
| ولا تَقِفْ خانِعًا يَسْتافُكَ الفَشَلُ |
|
وَسَمِّ بِاللهِ، وامْدُدْ في أَعِنَّتِها | |
|
| فَخَيْلُ رَبِّكَ مَعْقودٌ بِها الأَمَلُ |
|