إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
يا قُدسُ، |
يا مَدينَةَ البَشائِرْ |
يا قلْبَ كُلِّ صابِرٍ، |
وَرُوحَ كُلِّ ثائِرْ |
هذا خِطابُ لاجِئٍ بِروحِهِ يُقامِرْ |
مِنْ بعدِما أَفْنَتْ جميعَ ما لَدَيْهِ لُعبَةُ الخَسائِرْ |
تِلْكَ التي يُديرُها التُّجَّارُ في المَدائِنِ الضَّرائِرْ! |
*** |
يا قُدسُ، |
يا أُطْروحَةً تَرْغُو بِها الأَشْداقُ في المَنابِرْ |
إِيَّاكِ أَنْ تُصَدِّقي مَعارِكَ الحَناجِرْ |
إِياكِ أَنْ تُصَدِّقي حِكايَةَ النَّفيرْ |
فالحُلْمُ، |
حتَّى الحُلْمُ |
في أَوْطانِنا عَسِيرْ |
والْحُرُّ فيها، |
لم يَزَلْ لِعَبْدِها أَجِيرْ |
وكُلُّنا في مَوْكِبِ الكَبائِرْ |
نَسْعَى إِلى السَّعيرْ |
*** |
يا قُدسُ، |
يا مَدينَةَ البَشائِرْ |
إِيَّاكِ أَنْ تَسْتَمِعي لِنَخْوَةِ العَشائِرْ |
فَكُلُّ ما تَمْلكُهُ، |
هِراوَةٌ وَناقَةٌ عَقِيرْ |
يَقودُهَا على الطَّوى مُحارِبٌ ضَريرْ! |
إِيَّاكِ أَنْ تَنْتَظِري إِفاقَةَ الضَّمائِرْ |
فَهذِهِ القَبائِلُ التي تَكالَبَتْ على النَّذِيرْ |
يَنْقُصُها الضَّميرْ! |
*** |
يا قُدسُ، |
يا إِباءَنا الأَسيرْ |
هذا خِطابُ لاجِئٍ مُمْتَهَنٍ كَسِيرْ |
دارَتْ عليهِ في النَّوَى الدَّوائِرْ |
وََضاعَ دَرْبُهُ.. |
فَضَيَّعَ المًَصيرْ |
هذا خِطابُ لاجِئٍ ضاقَتْ عَلى خُطْوَتِهِ المَعابِرْ |
وَأَوْصَدَتْ بِوَجْهِهِ أَفْواهَها المَقابِرْ |
فَجَدَّ في المَسيرْ |
حَتّى تَجاوَزَتْ خُطاهُ حافَةَ الشَّفِيرْ |
إِيَّاكِ أَنْ تُفَكِّري بِعَوْدَةِ المُسافِرْ |
فقدْ قَضَتْ مَدائِنُ التَّخْديرْ |
أَلاَّ يُطيلَ بَيْنَها عُصْفُورُكِ المُهاجِرْ |
جَناحَهُ القَصيرْ! |
*** |
يا قُدْسُ، |
يا إِباءَنا الأَسيرْ |
لا تَسْأَلي التَّحريرْ |
لا تُكْثِري الدُّعاءَ في الشَّعائِرْ |
وَلْتَهْنَئِي بِأَسْرِكِ الصَّغيرْ |
فَهذِهِ العَواصِمُ الحَرائِرْ |
تَقْتاتُ مِنْ أَثْدائِها في أَسْرِها الكَبيرْ |
وَتَصْطَلِي حَرارَةَ الهَجِيرْ |
لِيَسْتَظِلَّ في قُصورِها، |
وَيَحْتَمي بِها الخَفيرْ |
وَعِنْدَما يَأْوي إِلى فِراشِهِ، |
يَطْلُبُها لِمَخْدَعِ العَشِيرْ |
فَتَسْتَحِمُّ في دُمُوعِها أَمامَ سادَةِ المَخافِرْ |
لِيَمْنَحُوها رُخْصَةَ المُرورِ للسَّريرْ! |
*** |
يا قُدسُ، |
لا تَسْتَنْجِدي، |
لا تَطْلُبي النَّصيرْ |
فهذِهِ عَواصِمُ القَصْديرْ |
في الرَّمَقِ الأَخيرْ |
وهذِهِ مَدائِنُ الصَّغائِرْ |
تَكْتُبُ تاريخَ الفَضاءِ مِنْ على البَعيرْ |
وَتَرْتَضي واقِعَها المَريرْ |
... في الزَّمَنِ الحَقيرْ!!! |