ما نامَ بعدَ البين يَستَحلي الكرى | |
|
| إِلّا ليطرُقَه الخَيالُ إِذا سَرى |
|
كَلِفٌ بِقُربكَمُ فَلمّا عاقَهُ | |
|
| بُعدُ المَدى سَلَك الطَريقَ الأَخصَرا |
|
وَإِذا تَصوَّرَ أَن يُصورك الكَرى | |
|
| فَمِن الظَلالِ لمقلَةٍ أَن تَسهَرا |
|
كَم نافِرٍ لا يُستَطاعُ كَلامُه | |
|
| داريتَه بكرىً فَزارَ وَما دَرى |
|
وَمُهَفهِفٍ ثِمِل القَوامِ وَحَقُّ مَن | |
|
| حَملَ المُدامَةَ دائماً أَن يَسكَرا |
|
رَيّانَ أَورقَ بالظَلامِ قَضيبُهُ | |
|
| حُسناً فأزهر بِالصَباحِ وَنَورا |
|
عَنفَ العَذولُ وَما رآهُ جَهالَةً | |
|
| وَأَغارُ وَجداً أَن يَراهُ فَيُعذَرا |
|
وَأَطالَ عَتبي لاحياً وَلَو أَنَّهُ | |
|
| عَرفَ الَّذي يُلحي عَليهِ لأقصرا |
|
فارَقته وَعدمتُ صَبري بَعدَهُ | |
|
| فَفَقَدتُهُ وَفَقدتُ أَن أَتَصَبَّرا |
|
لا تَنكرن فيضَ الدُموعِ فمنكَرٌ | |
|
| أَن لا يَكونَ نَواهُ نَوءاً مُمطِرا |
|
أَبكي لِذِكرِ العيشِ عِزَّ طِلابِهِ | |
|
| وَالعَيشُ ما أَبكاكَ أَن يُتَذَكَرّا |
|
يا طالِباً بالبين قَتلي عامِداً | |
|
| أَحسَبتَني أَبقى عَلى أَن تَهجُرا |
|
وَموَدُعٍ أَم التفرّقُ دمعَهُ | |
|
| وَنَهَتهُ رِقبَةُ كاشِحٍ فَتَحيَّرا |
|
يَبدو هِلالٌ مِن خِلالِ سُجوفِه | |
|
| لَو مُراقبةُ العُيونِ لأَبدَرا |
|
حَذر العُيونِ فَلَيسَ يُلقى سافِراً | |
|
| مِن حُسنِ وَجهٍ لَيسَ يَفتأ مُسفِرا |
|
مَنَعَت مُحاذَرةُ الوِشاةِ ظُهورَهُ | |
|
| فَأَبى خَفيُّ الوَجدِ أَن لا يَظهَرا |
|
وَرَمى فَأنفذ في الحَديدِ مُسرّداً | |
|
| سَهماً وَما نَفَذ الحَريرَ مُسَتَرا |
|
سَحَرت وَقَد قَتَلت لِحاظ جُفونُه | |
|
| أَوَما كَفاها القَتل حَتّى تَسحَرا |
|
فَحَذارِ أُسدَ الغابِ رَبربَ عالِجٍ | |
|
| وَحَذارِ ثُمَّ حَذارِ ذاكَ الجؤذَرا |
|
وَيلاهُ مِن واهي القُوى ذي رِقَّةٍ | |
|
| قَويت عِلاقَةُ حُبّه فَتَحَيَّرا |
|
فسأغتدي مِن يُوسُفيٍ مُقتَدٍ | |
|
| بِعَزيز مصرٍ يوسُفٍ مستَنصرا |
|
مَلِكٌ اذا أَبصرتَه فَلَقيتَهُ | |
|
| أَبصرتَ بِشراً بالنَجاحِ مُبشِّرا |
|
ردفُ الأَكارِم في مَدى بَذلِ النَدى | |
|
| وَجَزى فَكانَ السابِقَ المُتأخِّرا |
|
وَفَتىً اذا عَدوا السِنينَ فانَّهُم | |
|
| عدوا السنى فَكانَ الأَكبَرا |
|
كسبَ الَكارِمَ فاكتَساها لابِساً | |
|
| مُلكاً وَكانَت تُستَعارُ وَتُشتَرى |
|
في وَجهِهِ اِجتَمَعَ الجَمالُ وَسَيفُهُ | |
|
| حَتفٌ وَكَفُّهُ غَيث الوَرى |
|
ما حَلَّ رَبعَ المحلِ أَغبرَ قاتِماً | |
|
| إِلّا وَأَصبَحَ مِن نَداهُ أَخضَرا |
|
أَو سَلَّ يَومَ الرَوع أَبيضَ صارِماً | |
|
| إِلّا وَعادَ مِن الأَعادي أَحمَرا |
|
أَو هَزَّ في الهَيجاءِ أَسمَرَ ذابِلاً | |
|
| إِلّا وَآلَ بِرأسِ طاغٍ مُثمِرا |
|
تُردي الكَتائِبَ كُتبُه فاذا مَضَت | |
|
| لم نَدرِ أَنَفَذ أَسطُراً أَم عسكرا |
|
لَم يحسُنِ الأَترابُ فَوقَ سُطورِها | |
|
| إِلّا لأَنَّ الجَيش يَعقُد عِثيرا |
|
يا شاري المَدحِ الثَمين مُغالِياً | |
|
| لَولاكَ أَصبحَ كاسِداً لا يُشتَرى |
|
أَفنيت مالك واِقتنيتَ مَحامِداً | |
|
| تَبقى مَدى الدُنيا وَتُفني الأَعصُرا |
|
فسموتَ مُنتعِل السِماك وَتارِكاً | |
|
| تَحتَ الثَرى مَن ماله تَحتَ السَرى |
|
وَجعلتَ للآدابِ رَبعاً آهلاً | |
|
| بنَدى يَدَيكَ وَكانَ رسماً مقفِرا |
|
بَهَرَت صِفاتُكَ مادِحيك وَطالَما | |
|
| وَقَد جاوَزَ الاحصاءَ أَن لا يبهرا |
|
فَأَتاكَ مُقلا واِنثَنى المُشنى | |
|
| المبرز قاصِراً لا مُقصِرا |
|
وَالشامُ قَد أَضحى حِمىً بِكَ بَعدَما | |
|
| أَشفى وَأَمّلت العِدى أَن تَظفِرا |
|
أَمسى لِنورِ الدينِ لَيلاً مُظلِماً | |
|
| حَتّى أَتيتَ فَكانَ صُبحاً نَيّرا |
|
فَكأَنَّهُ داعٍ أُجيبَ دُعاؤُهُ | |
|
| أَو كانَ خُيِّرَ في الوَرى فَتَخيّرا |
|
وَأَتاكَ منشورُ الخَلافَةِ شاكِراً | |
|
| لَكَ أَن أَعدتَ الحَقَّ حَيّاً منشرا |
|
لما أعدتَ الحقَّ في أَربابِهِ | |
|
| وَرددتَ لِلمستَوجبيهِ المِنبَرا |
|
بَعث الامامُ لكَ الشعارَ مُصوِّراً | |
|
| لِلناسِ أَنَّكَ في الضَميرش مُصورا |
|
وَأَراهُم أَنَّ الخِلافَةَ مُقلَةٌ | |
|
| أَصبحتَ أَنتَ سَوادَها وَالمحجَرا |
|
فاِفخر بِما فَعَل الامامٌ عَلى الوَرى | |
|
| وَكَفى بِما فَعَلَ الخَليفَةُ مفخرا |
|
خِلَعٌ أَتَتكَ وَللعُلى في طَيِّها | |
|
| نَشرٌ وَطَيّ عِداك في أَن تنشرا |
|
وَأَحَقُّ مَن خَلعت عَلَيهِ مؤيد | |
|
| خِلَعَ الَّذين بَغَوا عليهم أَعصُرا |
|
أَضحى بَنو العَبّاسِ يَضحك مُلكُهُم | |
|
| أَمناً وَأَنتَ سَدادُهُ أَن يُثغَرا |
|
ما زَفَّ في عَصرٍ لِلَلِكٍ مثلَما | |
|
| زَفَّ الحِسانُ إِلَيك بِكراً مُعصِرا |
|
عِقدٌ ثَمين أَنتَ عارِفُ قَدرِهِ | |
|
| وَلَدَيكَ قَومٌ يَعرِفونَ الجَوهَرا |
|
ما مَن يَرى ضدَّ الَّذي قَد قالَه | |
|
| مِثلَ الَّذي ما قالَ إِلّا ما سَرى |
|
مِدح المُلوكِ فِرىً وَيوسفُ يوسِفٌ | |
|
| ما مَدحُهُ الوافي حَديثاً يفترى |
|