أَما عَلِمَت أَنَّ الشَفيعَ شَبابُ | |
|
| فَيَقصُرَ عَن لَومِ المُحِبِّ عِتابُ |
|
عَلامَ الصِبا غَضٌّ يَرِفُّ رُواؤُهُ | |
|
| إِذا عَنَّ مِن وَصلِ الحِسانِ ذَهابُ |
|
وَفيمَ الهَوى مَحضٌ يَشِفُّ صَفاؤُهُ | |
|
| إِذا لَم يَكُن مِنهُنَّ عَنهُ ثَوابُ |
|
وَمُسعِفَةٍ بِالوَصلِ إِذ مَربَعُ الحِمى | |
|
| لَها كُلَّما قِظنا الجَنابَ جَنابُ |
|
تَظُنُّ النَوى تَعدو الهَوى عَن مَزارِها | |
|
| وَداعي الهَوى نَحوَ البَعيدِ مُجابُ |
|
وَقَلَّ لَها نِضوٌ بَرى نَحضَهُ السُرى | |
|
| وَبَهماءُ غُفلُ الصَحصَحانِ تُجابُ |
|
إِذا ما أَحَبَّ الرَكبُ وَجهاً مَضَوا لَهُ | |
|
| فَهانَ عَلَيهِم أَن تَخُبَّ رِكابُ |
|
عَروبٌ أَلاحَت مِن أَعاريبِ حِلَّةٍ | |
|
| تَجاوَبُ فيها بِالصَهيلِ عِرابُ |
|
غَيارى مِنَ الطَيفِ المُعاوِدِ في الكَرى | |
|
| مُشيحونَ مِن رَجمِ الظُنونِ غِضابُ |
|
وَماذا عَلَيها أَن يُسَنِّيَ وَصلَها | |
|
| طِعانٌ فَإِن لَم يُغنِنا فَضِرابُ |
|
أَلَم تَدرِ أَنّا لا نَراحُ لِرَيبَةٍ | |
|
| إِذا لَم يُلَمَّع بِالنَجيعِ خِضابُ |
|
وَلا نَنشَقُ العِطرَ النَمومَ أَريجُهُ | |
|
| إِذا لَم يُشَعشَع بِالعَجاجِ مَلابُ |
|
وَكَم راسَلَ الغَيرانُ يُهدي وَعيدَهُ | |
|
| فَما راعَهُ إِلّا الطُروقَ جَوابُ |
|
وَلَم يَثنِنا أَنَّ الرَبابَ عَقيلَةٌ | |
|
| تَسانَدُ سَعدٌ دونَها وَرِبابُ |
|
وَأَن رُكِزَت حَولَ الخُدورِ أَسِنَّةٌ | |
|
| وَحَفَّت بِقُبِّ السابِحاتِ قِبابُ |
|
وَلو نَذِرَ الحَيّانِ غِبَّ السُرى بِنا | |
|
| لَكَرَّت عُظالى أَو لَعادَ كُلابُ |
|
وَلَيلَةَ وافَتنا تَهادى فَنَمتَري | |
|
| أَيَسمو حَبابٌ أَو يَسيبُ حُبابُ |
|
يُعَذِّبُّها عَضُّ السِوارِ بِمِعصَمٍ | |
|
| أَبانَ لَها أَنَّ النَعيمَ عَذابُ |
|
لَأَبرَحتُ مِن شَيحانَ حُطَّ لِثامُهُ | |
|
| إِلى خَفَرٍ ما حُطَّ عَنهُ نِقابُ |
|
ثَوى مِنهُما ثِنيَ النِجادِ مُشَيِّعٌ | |
|
| نَجيدٌ وَمَيلاءُ الوِشاحِ كَعابُ |
|
يُعَلِّلُ مِن إِغريضِ ثَغرٍ يَعُلُّهُ | |
|
| غَريضٌ كَماءِ المُزنِ وَهوَ رُضابُ |
|
إِلى أَن بَدَت في دُهمَةِ الأُفقِ غُرَّةٌ | |
|
| وَنُفِّرَ مِن جُنحِ الظَلامِ غُرابُ |
|
وَقَد كادَتِ الجَوزاءُ تَهوي فَخِلتُها | |
|
| ثَناها مِنَ الشِعرى العَبورِ جَنابُ |
|
كَأَنَّ الثُرَيّا رايَةٌ مُشرِعٌ لَها | |
|
| جَبانٌ يُريدُ الطَعنَ ثُمَّ يَهابُ |
|
كَأَنَّ سُهَيلاً في رَباوَةِ أُفقِهِ | |
|
| مُسيمُ نُجومٍ حانَ مِنهُ إِيابُ |
|
كَأَنَّ السُها فاني الحُشاشَةِ شَفَّهُ | |
|
| ضَنىً فَخُفاتٌ مَرَّةً وَمَشابُ |
|
كَأَنَّ الصَباحَ استَقبَسَ الشَمسَ نارَها | |
|
| فَجاءَ لَهُ مِن مُشتَريهِ شِهابُ |
|
كَأَنَّ إِياةَ الشَمسِ بِشرِ بنِ جَهوَرٍ | |
|
| إِذا بَذَلَ الأَموالَ وَهيَ رِغابُ |
|
هُوَ البِشرُ شِمنا مِنهُ بَرقَ غَمامَةٍ | |
|
| لَها بِاللُها في المُعتَفينَ مَصابُ |
|
جَوادٌ مَتى اِستَعجَلتَ أولى هِباتِهِ | |
|
| كَفاكَ مِنَ البَحرِ الخِضَمِّ عُبابُ |
|
غَنِيٌّ عَنِ الإِبساسِ دَرُّ نَوالِهِ | |
|
| إِذا استَنزَلَ الدَرَّ البَكيءَ عِصابُ |
|
إِذا حَسَبَ النَيلَ الزَهيدَ مُنيلُهُ | |
|
| فَما لِعَطاياهُ الحِسابِ حِسابُ |
|
عَطايا يُصيبُ الحاسِدونَ بِحَمدِهِ | |
|
| عَلَيها وَلَم يُحبَوا بِها فَيُحابوا |
|
مُوَطَّأُ أَكنافِ السَماحِ دَنَت بِهِ | |
|
| خَلائِقُ زُهرٌ إِذ أَنافَ نِصابُ |
|
فَزَرهُ تَزُر أَكنافَ غَنّاءَ طَلَّةٍ | |
|
| أَرَبَّت بِها لِلمَكرُماتِ رَبابُ |
|
زَعيمُ المَساعي أَن تَلينَ شَدائِدٌ | |
|
| يُمارِسُها أَو أَن تَلينَ صِعابُ |
|
مَهيبٌ يُغَضُّ الطَرفُ مِنهُ لِآذِنٍ | |
|
| مَهابَتُهُ دونَ الحِجابِ حِجابُ |
|
لَأَبلَجَ مَوفورِ الجَلالِ إِذا احتَبى | |
|
| عَلا نَظَرٌ مِنهُ وَعَزَّ خِطابُ |
|
وَذي تُدرِإٍ يَعدو العِدا عَن قِراعِهِ | |
|
| غِلابٌ فَمَهما عَزَّهُ فَخِلابُ |
|
إِذا هُوَ أَمضى العَزمَ لَم يَكُ هَفوَةً | |
|
| يُؤَثِّرُ عَنها في الأَنامِلِ نابُ |
|
عَزائِمُ يَنصاعُ العِدا عَن مُمِرِّها | |
|
| كَما رُهِبَت يَومَ النِضالِ رِهابُ |
|
صَوائِبُ ريشُ النَصرِ في جَنَباتِها | |
|
| لُؤامٌ وَريشُ الطائِشاتِ لُغابُ |
|
حَليمٌ تَلافى الجاهِلينَ أَناتُهُ | |
|
| إِذِ الحِلمُ عَن بَعضِ الذُنوبِ عِقابُ |
|
إِذا عَثَرَ الجاني عَفا عَفوَ حافِظٍ | |
|
| بِنُعمى لَها في المُذنِبينَ ذِنابُ |
|
شَهامَةُ نَفسٍ في سَلامَةِ مَذهَبٍ | |
|
| كَما الماءُ لِلراحِ الشُمولِ قِطابُ |
|
بَني جَهوَرٍ مَهما فَخَرتُم بِأَوَّلٍ | |
|
| فَسِرٌّ مِنَ المَجدِ التَليدِ لُبابُ |
|
حَطَطتُم بِحَيثُ اسلَنطَحَت ساحَةُ العُلا | |
|
| وَأَوفَت لِإِخطارِ السَناءِ هِضابُ |
|
بِكُم باهَتِ الأَرضُ السَماءَ فَأوجُهٌ | |
|
| شُموسٌ وَأَيدٍ في المُحولِ سَحابُ |
|
أَشارِحَ مَعنى المَجدِ وَهوَ مُعَمَّسٌ | |
|
| وَعامِرَ مَغنى الحَمدِ وَهوَ خَرابُ |
|
مُحَيّاكَ بَدرٌ وَالبُدورُ أَهِلَّةٌ | |
|
| وَيُمناكَ بَحرٌ وَالبُحورُ ثِعابُ |
|
رَأَيتُكَ جاراكَ الوَرى فَغَلَبتَهُم | |
|
| لِذَلِكَ جَريُ المُذكِياتِ غِلابُ |
|
فَقَرَّت بِها مِن أَولِيائِكِ أَعيُنٌ | |
|
| وَذَلَّت لَها مِن حاسِديكَ رِقابُ |
|
فَتَحتَ المُنى مِن بَعدِ إِلهامِنا بِها | |
|
| وَقَد ضاعَ إِقليدٌ وَأُبهِمَ بابُ |
|
مَدَدتَ ظِلالَ الأَمنِ تَخضَرُّ تَحتَها | |
|
| مِنَ العَيشِ في أَعذى البِقاعِ شِعابُ |
|
حِمىً سالَمَت فيهِ البُغاثَ جَوارِحٌ | |
|
| وَكَفَّت عَنِ البَهمِ الرِتاعِ ذِئابُ |
|
فَلا زِلتَ تَسعى سَعيَ مَن حَظُّ سَعيِهِ | |
|
| نَجاحٌ وَحَظُّ الشانِئيهِ تَبابُ |
|
فَإِنَّكَ لِلدينِ الشَعيبِ لَمِلأَمٌ | |
|
| وَإِنَّكَ لِلمُلكِ الثَئِيِّ لَرِئابُ |
|
إِذا مَعشَرٌ أَلهاهُمُ جُلَساؤُهُم | |
|
| فَلَهوُكَ ذِكرٌ وَالجَليسُ كِتابُ |
|
نُعَزّيكَ عَن شَهرِ الصِيامِ الَّذي انقَضى | |
|
| فَإِنَّكَ مَفجوعٌ بِهِ فَمُصابُ |
|
هُوَ الزَورُ لَو تُعطى المُنى وَضَعَ القصا | |
|
| لِيَزدادَ مِن حُسنِ الثَوابِ مُثابُ |
|
شَهِدتُ لَأَدّى مِنكَ واجِبَ فَرضِهِ | |
|
| عَليمٌ بِما يُرضي الإِلَهَ نِقابُ |
|
وَجاوَرتَ بَيتَ اللَهِ أُنساً بِمَعشَرٍ | |
|
| خَشوهُ فَخَرّوا رُكَّعاً وَأَنابوا |
|
لَقَد جَدَّ إِخباتٌ وَحَقَّ تَبَتُّلٌ | |
|
| وَبالَغَ إِخلاصٌ وَصَحَّ مَتابُ |
|
سَيَخلُدُ في الدُنيا بِهِ لَكَ مَفخَرٌ | |
|
| وَيَحسُنُ في دارِ الخُلودِ مَآبُ |
|
وَبُشراكَ أَعيادٌ سَيَنمي اِطِّرادُها | |
|
| كَما اِطَّرَدَت في السَمهَرِيِّ كِعابُ |
|
تَرى مِنكَ سَروَ المُلكِ في قَشَفِ التُقى | |
|
| فَيَبرُقُها مَرأىً هُناكَ عُجابُ |
|
فَأَبلِ وَأَخلِف إِنَّما أَنتَ لابِسٌ | |
|
| يَهذي اللَيالي الغُرِّ وَهيَ ثِيابُ |
|
فَدَيتُكَ كَم أَلقى الفَواغِرَ مِن عِداً | |
|
| قِراهُم لِنيرانِ الفَسادِ ثِقابُ |
|
عَفا عَنهُمُ قَدري الرَفيعُ فَأَهجَروا | |
|
| وَبايَنَهُم خُلقي الجَميلُ فَعابوا |
|
وَقَد تُسمِعُ اللَيثَ الجِحاشُ نَهيقَها | |
|
| وَتُعلي إِلى البَدرِ النِباحَ كِلابُ |
|
إِذا راقَ حُسنُ الرَوضِ أَو فاحَ طيبُهُ | |
|
| فَما ضَرُّهُ أَن طَنَّ فيهِ ذُبابُ |
|
فَلا بَرِحَت تِلكَ الضَغائِنُ إِنَّها | |
|
| أَفاعٍ لَها بَينَ الضُلوعِ لِصابُ |
|
يَقولونَ شَرِّق أَو فَغَرِّب صَريمَةً | |
|
| إِلى حَيثُ آمالُ النُفوسِ نِهابُ |
|
فَأَنتَ الحُسامُ الغَضبُ أُصدِئَ مَتنُهُ | |
|
| وَعُطِّلَ مِنهُ مَضرَبٌ وَذُبابُ |
|
وَما السَيفُ مِمّا يُستَبانُ مَضاؤُهُ | |
|
| إِذا حازَ جَفنٌ حَدَّهُ وَقِرابُ |
|
وَإِنَّ الَّذي أَمَّلتُ كُدِّرَ صَفوُهُ | |
|
| فَأَضحى الرِضا بِالسُخطِ مِنهُ يُشابُ |
|
وَقَد أَخلَفَت مِمّا ظَنَنتُ مَخايِلٌ | |
|
| وَقَد صَفِرَت مِمّا رَجَوتُ وِطابُ |
|
فَمَن لي بِسُلطانٍ مُبينٍ عَلَيهِمُ | |
|
| إِذا لَجَّ بِالخَصمِ الأَلَدِّ شِغابُ |
|
لِيُخزِهِمُ إِن لَم تَرِدنِيَ نَبوَةٌ | |
|
| يُساءُ الفَتى مِن مِثلِها وَيُرابُ |
|
فَقَد تَتَغَشّى صَفحَةُ الماءِ كُدرَةٌ | |
|
| وَيَغطو عَلى ضَوءِ النَهارِ ضَبابُ |
|
سُرورُ الغِنى مالَم يَكُن مِنكَ حَسرَةٌ | |
|
| وَأَريُ المُنى مالَم تُنَل بِكَ صابُ |
|
وَإِن يَكُ في أَهلِ الزَمانِ مُؤَمَّلٌ | |
|
| فَأَنتَ الشَرابُ العَذبُ وَهوَ سَرابُ |
|
أَيُعوِرُ مِن جارِ السِماكَينِ جانِبٌ | |
|
| وَيُمعِزُ في ظِلِّ الرَبيعِ جَنابُ |
|
فَأَينَ ثَناءٌ يَهرَمُ الدَهرُ كِبرَةً | |
|
| وَحِليَتُهُ في الغابِرينَ شَبابُ |
|
سَأَبكي عَلى حَظّي لَدَيكَ كَما بَكى | |
|
| رَبيعَةُ لَمّا ضَلَّ عَنهُ ذُؤابُ |
|
وَأَشكو نُبُوَّ الجَنبِ عَن كُلِّ مَضجَعٍ | |
|
| كَما يَتَجافى بِالأَسيرِ ظِرابُ |
|
فَثِق بِهِزَبرِ الشِعرِ وَاِصفَح عَنِ الوَرى | |
|
| فَإِنَّهُمُ إِلّا الأَقَلَّ ذُبابُ |
|
وَلا تَعدِلِ المُثنينَ بي فَأَ نا الَّذي | |
|
| إِذا حَضَرَ العُقمَ الشَوارِدُ غابوا |
|
يَنوبُ عَنِ المُدّاحِ مِنِّيَ واحِدٌ | |
|
| جَميعُ الخِصالِ لَيسَ عَنهُ مَنابُ |
|
وَرَدتُ مَعينَ الطَبعِ إِذ ذيدَ دونَهُ | |
|
| أُناسٌ لَهُم في حَجرَتَيهِ لُوابُ |
|
وَنَجَّدَني عِلمٌ تَوالَت فُنونُهُ | |
|
| كَما يَتَوالى في النِظامِ سِخابُ |
|
فَعُد بِيَدٍ بَيضاءَ يَصدَعُ صِدقُها | |
|
| فَإِنَّ أَراجيفَ العُداةِ كِذابُ |
|
وَحاشاكَ مِن أَن تُستَمَرَّ مَريرَةٌ | |
|
| لِعَهدِكَ أَو يَخفى عَلَيكَ صَوابُ |
|