أَقَرَّ بَعَيني أَنَّهُ عَقَّ أُمَّهُ | |
|
| دَعَتهُ فَولّاها اِستَهُ وَهوَ يَهرُبُ |
|
وَقالَ عَلَيكِ الصَبرَ كَوني سَبيَّةً | |
|
| كَما كُنتِ أَو مَوتي فَذَلِكَ أَقرَبُ |
|
وَقَد هَتَفَت هِندٌ بِماذا أَمرتي | |
|
| أَبن لي وَخَبرِّني إِلى أَينَ أَذهُبُ |
|
فَقالَ اِقصِدي لِلأَزدِ في عَرَصاتِها | |
|
| وَبَكرٍ فَما إِنَّ عَنهُمُ مُتَجَنَّبُ |
|
أَخافُ تَميماً وَالمَسالِحُ دونَها | |
|
| وَنيرانُ أَعدائي عَلَيَّ تَلَهَّبُ |
|
وَوَلّى وَماءُ العَينِ يَغسِلُ وَجهَها | |
|
| كَأَن لَم يَكُن وَالدَهرُ بِالناسُ قُلَّبُ |
|
وَلَو لَم يَفُت رَكضاً حَثيثاً لَحَلَّقَت | |
|
| بِأَشلائِهِ في الجَوِّ عَنقاءُ مغرِبُ |
|
بِما قَدَّمَت كَفّاكَ مالَكَ مَهرَبٌ | |
|
| إِلى أَيِّ قَومٍ وَالدِماءُ تَصّبَّبُ |
|
فَكَم مِن كَريمٍ قَد جَرَرتَ جَريرَةً | |
|
| عَلَيهِ فَمَقبورٌ وَعانٍ يُعَذَّبَ |
|
وَمِن حُرَّةٍ زَهراءَ قامَت بِسُحرَةٍ | |
|
| تُبَكّي قَتيلاً أَو فَتىً يَتأَوَّبُ |
|
وَغادَرتَ مَسعوداً رَهينَةَ حَتفِهِ | |
|
| يَمُجُّ نَجيعَ الخَوفِ وَهوَ مُلحَّبُ |
|
فَصَبراً عُبَيد بِنَ العَبيدِ فَإِنَّما | |
|
| يُقاسي الأُمورَ المُستَعِدُّ المُجَرِّبُ |
|
وَذُق كَالَّذي قَد ذاقَ مِنكَ مَعاشِرٌ | |
|
| لَعِبتَ بِهُم إِذ أَنتَ بِالناسِ تَلعَبُ |
|
وَلَو كُنتَ صلبَ العودِ أَو ذا حَفيظَةٍ | |
|
| عَطَفتَ عَلى هِندٍ وَهِندٌ تُسَحَّبُ |
|
وَقاتَلتَ حَتّى لا تَرى لَكَ مَطمَعاً | |
|
| بِسَيفِكَ في القَومِ الَّذينَ تَحزَّبوا |
|
وَقُلتَ لِأُمِّ العَبدِ أُمِّكَ إِنَّني | |
|
| وَإِن كَثُرَ الأَعداءُ حامٍ مُذَبِّبُ |
|
وَلَكِن أَبى قَلبٌ أُطيرَت بَناتُهُ | |
|
| وَعِرقٌ لَكُم في آلِ مَيسانَ يَضرِبُ |
|