إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
حظر التجول وأحلام طبق الحمّص |
يمسك طبقاً .. يحضن أملاً .. حلماً .. أن يحظى بعشاء الحمص
|
توصيه الأم بألا يخدعه البائعْ |
يوصيه الأب بأقصى الحرص من الجيش |
حظر تجول |
عُدْ قبل مغيب الشمسْ |
عُدْ قبل مغيب الشمسْ |
قبل مغيب الشمسْ |
مغيب الشمسْ |
الشمسْ |
الله يخلى لك عمود بيتك
|
الله يخلى لك نوارة بيتك |
الله يخلي لك شمعة بيتك |
الطفل يهرولْ |
عند البائع مد الطبق بلهفةْ |
يمنعه زحامْ |
يخنقه زحامْ |
يصرخ .. يلعنْ |
يتضارب وغلامْ |
يصل اخيراً للبائعْ |
نفد الحمصْ |
يجرى .. يجرى |
وتكاد تفرّ الأنفاس |
والقلب يكاد يفارق ذاك الجسد المهزول |
يجرى .. يجرى |
دكان آخر |
مغلقْ |
لنفاد الكمية |
يجرى .. يجرى |
دكان ثالث |
نفد الحمص |
ينظر للشمس الذهبية |
عُدْ قبل مغيب الشمسْ |
ينظر بمرارة |
الشمس تغوص ببط ء فى الأفق المقهور |
الشمس حديث خرافة |
لن تبقى .. لن تفهم |
يجرى .. يجرى |
الدكان الباقى فى السوق بعيدٌ فى اطراف البلدة |
ستغيب الشمسُ الشمسُ الشمسْ |
ويحس بإرهاق |
ويحس دبيباً فى القدمين |
قالت أمه: |
كى نتعشى .. لايخدعك البائع |
قال أبوه: |
حظر تجول |
عند مغيب الشمس |
حاذر! |
حاذر من دبابة |
حاذر من سيارة |
حاذر من ظل الجندي |
حاذر! |
يجرى .. يجرى |
ضاعت أغنية الشمس الثكلى فى سمع الأفق المحزون |
لادكان .. لامطعم |
حظر تجول |
ماذا يفعل؟ |
كيف يعود بدون الحمص؟ |
كيف يعود أساساً؟ |
يتجمد خلف شجيراتٍ يابسةٍ كانت يوماً خضراء |
دبابةْ |
سيارةْ |
بعض جنودٍ يمشون بصَلَفٍ وتعاظُمْ |
يجرى فى حذرٍ .. يتوقفْ |
رتلٌ يتحرك بحثاً عن مخلوقٍ شاردْ |
عن مقهورٍ ضائعْ |
يتربص خلف حطام الدور |
يمشى منحنياً ملتصقاً بالأرض السمراء الصامتة بغلٍ، يحفل باطنها بحكايات وحكاياتْ |
يجرى .. يجرى |
الصدر يكافح أنفاساً هاربةً مخذولة |
يجرى .. يجرى |
القلب .. يدق كطيرٍ يُمسكه الصيادْ |
يتمنى لو يتوقف كى يرتاح من الأيام المسودّة |
جنديان على الناصية اليمنى |
يرقد خلف نفايات وزجاج متحطم |
يا بيتى
|
يا بويتاتى |
يا مستّر كل عيوباتى |
فيك بوكّل وبشرّب وفيك بكبّر لقماتى |
يمشى فى حذر لاهثْ |
جنديان يسيران ببطء عند الناحية اليسرى |
يحكى أحدهما شيئا عن أجمل فتيات كتيبتهم |
النظرات .. |
الأثداء .. |
الأرداف .. |
يتجمد ظلا بين ظلال البؤسْ |
يجرى .. يجرى |
يجرى .. يجرى |
يجرى .. يجرى |
يجلس منهوكا .. يتنفس فى بط ءٍ.. كيف يعود بلا حمصْ؟ |
آه .. كيف ينامون بلا حمص؟ |
وأخوه الأصغر كيف ينام؟ |
ليلى .. الحلوة |
كيف تنام؟ |
مْنا، مْنا لبانٌ ابيض..منا منا لبانٌ احمر..
|
منا منا لبانٌ ازرق.. |
منا منا لبانٌ اصفر. |
يرقد بين حطام عمارة |
يسمع صوتاً لجنود أتٍ من آخر درب بعد البيت المهدود.. |
يظهر بعض الجند |
وبسرعة |
وبأنفاس مكدودة |
يجمع أحجاراً شتى .. |
يقفز فى وجه الجند المدهوشين |
يقذفهم |
ويصيح خذوا |
يقذفهم |
ويصيح: |
الله على الكافر |
يقذفهم بجنون |
لمين هالدار الكبيرة
|
هللى ع راس الطريق |
هى إلك يا ابو فلان |
والعطشان يبل الريق |
يقذفهم بجنون |
دامت عينك يا عابد
|
بانى بيتك ع الدربين |
ياللى قهوتك بتدق |
وفناجيلك ع الصفين. |
خذ .. خذ .. خذ |
خذ .. خذ |
خذ |
يا امّه مويل الهوى
|
يا امّه موويليّا |
ضرب الخناجر ولا |
حُكْم النَدِلْ فيّ |
تسرى الطلقة بثبات فى قلب فضاء عربيٍ تملؤه حمامات الأيكِ .. نجومُ العمرِ .. نسيمُ الأوطان الحلوْ |
فى قلب فضاء مسلوبْ |
فى قلب فضاء متجهمْ |
يقطر دمعا فوق غصون الأشجارْ، |
تسرى الطلقةُ قدراً محتوماً |
يرقد فى صمتٍ أبديٍ فوق تراب الوطن المعشوقْ |
لا حمصْ! |
لا طفلْ! |
لا أحد هناك سوى بعض جنود يحكون بصخب عن أحلام أجازات السبت .. يسيرون بعيداً عن تلك الجثة والطبق الفارغ . |
خلتلى ايه يازمن |
غير الدمعه فى قلبى؟ |
خليتنى ادفع ثمن |
على ذنب مش ذنبى |
مين كان يقول يا زمن |
دا كله يجرالى؟ |
آه منك آه يا زمن |
شغلتلى بالى |