إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
شعري وحبي فيكَ يلتقيانِ |
وعلى المسير إليكَ يتَّفقانِ |
فتحا ليَ الباب الكبيرَ، وعندما |
فَتحا، رأيتُ خمائلَ البستانِ |
ورأيتُ نَبعاً صافياً وحديقةً |
محفوفةً بالشِّيحِ والرَّيحانِ |
ورأيتُ فيها للخُزامى قصةً |
تُروَى موثَّقةً إلى الحَوذانِ |
ودخلتُ عالمَكَ الجميلَ فما رأت |
عينايَ إلاَّ دَوحةَ القرآنِ |
تمتدُّ فوق السالكين ظِلالُها |
فيرون حُسنَ تشابُكِ الأغصانِ |
ورأيتُ بستانَ الحديثِ، ثمارُه |
تُجنى لطالب علمِه المتفاني |
ورأيتُ واحات القصيم فما رأت |
عينايَ إلاّ منزلي ومكاني |
لما دخلتُ رأيتُ وجهَ عُنيزةٍ |
كالبدر ليلَ تمامِه يلقاني |
ورأيتُ مسجدَها الكبيرَ وإِنما |
أبصرتُ صرحاً ثابتَ الأركانِ |
ورأيتُ محراباً تزيَّنَ بالتُّقى |
وبصدق موعظةٍ وحُسنِ بيانِ |
وسمعتُ تكبير المؤذِّن، إنني |
لأُحبُّ صوتَ مؤذِّنٍ وأذانِ |
الله أكبر تصغر الدنيا إذا |
رُفعت، وتكبرُ ساحةُ الإيمانِ |
الله أكبر عندها يَهمي النَّدَى |
ويطيب معنى الحبِّ في الوجدانِ |
يا شيخُ، قد ركضت إليكَ قصيدتي |
بحروفها الخضراءِ والأوزانِ |
في ركضها صُوَرٌ من الحبِّ الذي |
يرقى بأنفسنا عن الأضغانِ |
في خيمة الحبِّ التقينا، مثلما |
تلقى منابعَ ضَوئها العينانِ |
يا شيخ، هذا نَهرُ حبي لم يزل |
يجري إليكَ معطَّرَ الجَرَيانِ |
ينساب من نَبع المودَّةِ والرِّضا |
ويزفُّ روحَ الخصب للكثبانِ |
حبٌّ يميِّزه الشعور بأننا |
نرقى برُتبَتِه إلى الإحسانِ |
والحبُّ يسمو بالنفوس إذا غدا |
نبراسَها في طاعة الرحمنِ |
هذي فتاواكَ التي أرسلتَها |
لتضيءَ ذهنَ السائلِ الحيرانِ |
فيها اجتهدتَ، وحَسبُ مثلكَ أن يُرى |
منه اجتهادٌ واضح البرهانِ |
فَلأَنتَ بين الأجر والأَجرين في |
خيرٍ من المولى ورفعةِ شانِ |
يحدوك إيمانٌ بأصدقِ ملَّةٍ |
كَمُلَت بها إشراقةُ الأَديانِ |
فَتوَاكَ ترفُل في ثيابِ أَمانةٍ |
وتواضُعٍ للخالق الديَّانِ |
فَتواكَ ترحل من ربوع بلادنا |
عَبرَ الأثيرِ مضيئةَ العنوانِ |
سارت بها الرَّكبانُ من يَمَنٍ إلى |
شامٍ، إلى هِندٍ إلى إيرانِ |
وصلت إلى أفريقيا بجنوبها |
وشمالها، ومضت إلى البلقانِ |
ومن الولايات البعيدة أبحرت |
من بَعدِ أوروبا إلى الشيشانِ |
فَتواكَ نورٌ في زمانٍ، أُلبِسَت |
فيه الفتاوى صِبغَةَ الهَذَيانِ |
وغَدَا شِعارُ اللَّابسين مُسُوحَها: |
فَتوايَ أمنحُها لمن أعطاني |
يا ويلهم دخلوا من الباب الذي |
يُفضي بداخله إلى الخُسرانِ |
يا شيخُ، ما أنتم لأمتنا سوى |
نَبعٍ يُزيل غشاوةَ الظمآنِ |
علَّمتمونا، كيف نجعل همَّنا |
في خدمة الأرواحِ لا الأبدانِ |
علَّمتمونا، كيف نُحسن ظنَّنا |
بالله في سرٍّ وفي إعلانِ |
علَّمتمونا أنَّ وَعيَ عقولنا |
يسمو بنا عن رُتبَةِ الحَيَوانِ |
يا شيخَنا، أَبشر، فعلمكُ واحةٌ |
فيها ثمارٌ للعلومِ دَوانِ |
حَلَقاتُ مسجدك الكريمِ منارةٌ |
للعلم، تمسحُ ظُلمَةَ الأَذهانِ |
بينَ الحديثِ وبينَ آي كتابنا |
تمضي بكَ السَّاعاتُ دونَ تَوَانِ |
وعلوم شرع الله خيرُ رسالةٍ |
في الأرض ترفع قيمة الإنسانِ |
يا شيخَنا، دعواتُنا مبذولةٌ |
رُفِعت بها نحو السَّماءِ يَدَانِ |
نرجو لكم أجرا وسابغَ صحَّةٍ |
وسعادةً بالعفو والغفرانِ |
يا شيخُ، لا والله ما اضطربت على |
ثغري حروفي، أو لَوَيتُ لساني |
هو حبُّنا في الله أَثمَرَ غُصنُه |
شعراً يبثُّ كوامنَ الوُجدانِ |
هذا بناءُ الخير أنتَ بَنَيتَه |
وعلامةُ التوفيق في البنيانِ |