بَدَت لَنا الراحُ في تاجٍ مِنَ الحَبَبِ | |
|
| فَمَزَّقَت حالَةَ الظُلماءِ بِاللَهَبِ |
|
بِكرٌ إِذا زُوَّجَت بِالماءِ أَولَدَها | |
|
| أَطفالَ دُرٍّ عَلى مَهدٍ مِنَ الذَهَبِ |
|
بَقِيَّةٌ مِن بَقايا قَومِ نوحٍ إِذا | |
|
| لاحَت جَلَت ظُلمَةَ الأَحزانِ وَالكُرَبِ |
|
بَعيدَةُ العَهدِ بِالمِعصارِ لَو نَطَقَت | |
|
| لَحَدَّثَتنا بِما في سالِفِ الحِقَبِ |
|
باكَرتُها بِرِفاقٍ قَد زَهَت بِهِمُ | |
|
| قَبلَ السُلافِ سُلافُ العِلمِ وَالأَدَبِ |
|
بِكُلِّ مُتَّشِحٍ بِالفَضلِ مُتَّزِرٍ | |
|
| كَأَنَّ في لَفظِهِ ضَرباً مِنَ الضَرَبِ |
|
بَل رُبَّ لَيلٍ غَدا في الآهِباتِ غَدَت | |
|
| تَنقَضُّ فيهِ كُؤوسٌ وَهيَ كَالشُهُبِ |
|
بَذَلتُ عَقلي صَداقاً حينَ بِتُّ بِهِ | |
|
| أُزوِّجُ اِبنَ سَحابٍ بِاِبنَةِ العِنَبِ |
|
بِتنا بِكاساتِها صَرعى وَمِضرَبُنا | |
|
| يُعيدُ أَرواحَنا مِن مَبدَإِ الطَرَبِ |
|
بَعثٌ أَتانا فَلَم نَدرِ لِفَرحَتِنا | |
|
| مِن نَفخَةِ الصورِ أَم مِن نَفحَةِ القَصَبِ |
|
بِرَوضَةٍ طَلَّ فيها الطَلُّ أَدمُعَهُ | |
|
| وَالدَهرُ مُبتَسِمٌ عَن ثَغرِهِ الشَنِبِ |
|
بَكَت عَلَيهِ أَساكيبُ الحَيا فَغَدا | |
|
| جَذلانَ يَرفُلُ في أَثوابِهِ القُشُبِ |
|
بُسطٌ مِنَ الرَوضِ قَد حاكَت مَطارِفَها | |
|
| يَدُ الرَبيعِ وَجارَتها يَدُ السُحُبِ |
|
باتَت تَجودُ عَلَينا بِالمِياهِ كَما | |
|
| جادَت يَدُ المَلِكِ المَنصورِ بِالذَهَبِ |
|
بَحرٌ تَدَفَّقَ بَحرُ الجودِ مِن يَدِهِ | |
|
| فَأَصبَحَ المُلكُ يَزهو زَهوَ مُعتَجِبِ |
|
بادٍ بِبَذلِ النَدى قَبلَ السُؤالِ وَمَن | |
|
| في دَولَةِ التُركِ أَحيا ذِمَّةَ العَرَبِ |
|
بَدرٌ أَضاءَ ثُغورَ المُلكِ فَاِبتَسَمَت | |
|
| بِهِ فَكانَ لِثَغرِ المُلكِ كَالشَنَبِ |
|
بَنى المَعالي وَأَفنى المالَ نائِلُهُ | |
|
| فَالمُلكُ في عُرُسٍ وَالمالُ في حَرَبِ |
|
بِبَأسِهِ أَضحَتِ الأَيّامُ جازِعَةً | |
|
| فَلا تُصاحِبُ عُضواً غَيرَ مُضطَرِبِ |
|
بَأسٌ يُذَلَّكُ صَعبُ الحادِثاتِ بِهِ | |
|
| فَأَصبَحَ الدَهرُ يَشكو شِدَّةَ التَعَبِ |
|
بِهِ تَناسَيتُ ما لاقَيتُ مِن نَصَبٍ | |
|
| وَلَذَّةُ الشِبعِ تُنسي شِدَّةَ السَغَبِ |
|
بادَرتُهُ وَعُقابُ الهَمِّ يَطرُدُني | |
|
| فَاليَومَ قَد عادَ كَالعَنقاءِ في الهَرَبِ |
|
بِكُم تَبَلَّجَ وَجهُ الحَقِّ يا مَلِكاً | |
|
| بِهِ تَشَرَّفَ هامُ المُلكِ وَالرُتَبِ |
|
بَنَيتَ لِلمَجدِ أَبياتاً مُشَيَّدَةً | |
|
| وَلَم يُمَدُّ لَها لَولاكَ مِن طُنُبِ |
|
بَسَطتَ في الأَرضِ عَدلاً لَو لَهُ اِتَّبَعَت | |
|
| نَوائِبُ الدَهرِ لَم تُعذَر وَلَم تَنُبِ |
|
بَلَّغتَ سَيفَكَ في هامِ العَدوِّ كَما | |
|
| أَنشَيتَ سَيفَ العَطا في قِمَّةِ النَشَبِ |
|
باشِر غَرائِبَ أَشعاري فَقَد بَرَزَت | |
|
| إِلَيكَ أَبكارُ أَفكاري مِنَ الحُجُبِ |
|
بَدائِعٌ مِن قَريضٍ لَو أَتيتُ بِها | |
|
| في غَيرِكُم كانَ مَنسوباً إِلى الكَذِبِ |
|
بَقيتَ ما دارَتِ الأَفلاكُ في نِعَمٍ | |
|
| مَحروسَةٍ مِن صُروفِ الدَهرِ وَالنُوَبِ |
|