أَفاضَ سَماحُكَ بَحرَ النَدى | |
|
| وَأَقبَسَ هَديُكَ نورَ الهُدى |
|
وَرَدَّ الشَبابَ اِعتِلاقُكَ بَعدَ | |
|
| مُفارَقَتي ظِلَّهُ الأَبرَدا |
|
وَما زالَ رَأيُكَ فِيَّ الجَميلَ | |
|
| يُفَتِّحُ لي الأَمَلَ الموصَدا |
|
وَحَسبِيَ مِن خالِدِ الفَخرِ أَن | |
|
| رَضيتَ قُبوليَ مُستَعبَدا |
|
وَيا فَرطَ بَأوي إِذا ما طَلَعتَ | |
|
| فَقُمتُ أُقَبِّلُ تِلكَ اليَدا |
|
وَرَدَّدتُ لَحظِيَ في غُرَّةٍ | |
|
| إِذا اِجتُلِيَت شَفَتِ الأَرمَدا |
|
وَطاعَةُ أَمرِكَ فَرضٌ أَرا | |
|
| هُ مِن كُلِّ مُفتَرَضٍ أَوكَدا |
|
هِيَ الشَرعُ أَصبَحَ دينَ الضَميرِ | |
|
| فَلَو قَد عَصاكَ فَقَد أَلحَدا |
|
وَحاشايَ مِن أَن أَضِلَّ الصِراطَ | |
|
| فَيَعدونِيَ الكُفرُ عَمّا بَدا |
|
وَأُخلِفَ مَوعِدَ مِن لا أَرى | |
|
| لِدَهرِيَ إِلّا بِهِ مَوعِدا |
|
أَتاني عِتابٌ مَتى أَدَّكِر | |
|
| هُ في نَشَواتِ الكَرى أَسهَدا |
|
وَإِن كانَ أَعقَبَهُ ما اِقتَضى | |
|
| شِفاءَ السِقامِ وَنَقعَ الصَدى |
|
ثَناءٌ ثَنى في سَناءِ المَحَ | |
|
| لِّ زُهرَ الكَواكِبِ لي حُسَّدا |
|
قَريضٌ مَتى أَبغِ لِلقَرضِ مِنهُ | |
|
| أَداءً أَجِد شَأوَهُ أَبعَدا |
|
لَوِ الشَمسُ مِن نَظمِهِ حُلِّيَت | |
|
| أَوِ البَدرُ قامَ لَهُ مُنشِدا |
|
لَضاعَفَ مِن شَرَفِ النَيِّرَي | |
|
| نِ حَظّاً بِهِ قارَنَ الأَسعُدا |
|
فَدَيتُكَ مَولىً إِذا ما عَثَرتُ | |
|
| أَقالَ وَمَهما أَزِغ أُرشَدا |
|
رَكَنتُ إِلى كَرَمِ الصَفحِ مِنهُ | |
|
| فَآمَنَني ذاكَ أَن يَحقِدا |
|
وَآنَستُ سوقَ اِحتِمالٍ أَبى | |
|
| لِمُستَبضِعِ العُذرِ أَن يُكسِدا |
|
شَفيعي إِلَيهِ هَوى مُخلِصٍ | |
|
| كَما أَخلَصَ السابِكُ العَسجَدا |
|
وَمِن وُصَلي هِجرَةٌ لا أَعُدُّ | |
|
| لِحالي سِوى يَومِها مَولِدا |
|
وَنُعمى تَفَيَّأتُها أَيكَةً | |
|
| فَشُكري حَمامٌ بِها غَرَّدا |
|
تَبارَكَ مَن جَمَعَ الخَيرَ فيكَ | |
|
| وَأَشعَرَكَ الخُلُقَ الأَمجَدا |
|
مَضاءُ الجَنانِ وَظَرفُ اللِسانِ | |
|
| وَجودُ البَنانِ بِسَكبِ الجَدا |
|
رَأى شيمَتَيكَ لِما تَستَحِقُّ | |
|
| وَقَفّى فَأَظفَرَ إِذ أَيَّدا |
|
لِيَهنِكَ أَنَّكَ أَزكى المُلوكِ | |
|
| بِفَيءٍ وَأَشرَفُهُم سودَدا |
|
سِوى ناجِلٍ لَكَ سامي الهُمو | |
|
| مِ داني الفَواضِلِ نائي المَدى |
|
هُمامٌ أَغَرُّ رَوَيتَ الفَخارَ | |
|
| حَديثاً إِلى سَروِهِ مُسنَدا |
|
سَلَكتَ إِلى المَجدِ مِنهاجَهُ | |
|
| فَقَد طابَقَ الأَطرَفُ الأَتلَدا |
|
هُوَ اللَيثُ قَلَّدَ مِنكَ النِجادَ | |
|
| لِيَومِ الوَغى شِبلَهُ الأَنجَدا |
|
يُعِدُّكَ صارِمَ عَزمٍ وَرَأيٍ | |
|
| فَتُرضيهِ جُرِّدَ أَو أُغمِدا |
|
وَما اِستَبهَمَ القُفلُ في الحادِثا | |
|
| تِ إِلّا رَآكَ لَهُ مِقلَدا |
|
فَأَمطاكَ مِنكَبَ طَرفِ النُجومِ | |
|
| وَأَوطَأَ أَخمَصَكَ الفَرقَدا |
|
فَلا زِلتُما يَرفَعُ الأَولِيا | |
|
| أَ مُلكُكُما وَيَحُطُّ العِدا |
|
وَنَفسي لِنَفسَيكُما البِرَّتَي | |
|
| نِ مِن كُلِّ ما يُتَوَقّى الفِدا |
|
فَمَن قالَ أَن لَستُما أَوحَدَي | |
|
| نِ في الصالِحاتِ فَما وَحَّدا |
|