إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
انْهَضْ يا عبدَ اللَّهِ الْمُقْعَدْ |
افتحْ عَيْنَيْكَ، |
فصَوْتُ الضَّوْءِ القادِمِ مِنْ وَجَعِ الصَّمتِ يُنَادِي: |
يا عبدَ اللهِ الْمُجْهَضْ |
هذا دَرْبُكَ مَرْصُوفٌ، |
للشَّمْسِ على مَرمَى حَجَرٍ، |
يَسْتَجْدي خَطْوَكَ أنْ يَعبُرَ.. |
فانْهَضْ |
أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ الآنَ |
بِكُلِّ الأَيْمانِ بِِأَنْ تَنْهَضْ، |
اِفتَحْ أُذُنَيْكَ، |
فهذا المارِدُ فيكَ، |
يَسُوقُ عليكَ اللهَ |
بِأَنْ تَتَمَرَّدْ |
حَرِّكْ أَوْصَالَكَ، |
نَهْرُ الكَوْنُ يفيضُ على الأَحرارِ زَبَرْجَدْ |
جَرِّبْ ثانِيَةً...ثالثةً... أو حتى ألْفًا، |
لا تَسْتَسْلِمْ للرَّهْبَةِ والْمَقْعَدْ |
أَعْلَمُ أَعْلَمُ أَعْلَمْ....... |
لا تُسْهِبْ في الشَّرحِ، |
وفي ذَرِّ الْمِلْحِ على الْجُرْحِ، |
فَإنّي أَعْلَمْ: |
جَلاَّدُكَ وَغْدٌ.. مِنْ وَغْدٍ.. |
مِنْ جَدٍّ أَوْغَدْ |
لكنِّي يا عبدَ اللهِ الْمُعْدَمْ |
أَعْلَمُ أيضًا |
أَنَّكَ مِنْ كُلِّ الْجَلاَّدينَ، |
أَشَدُّ وَأَصْلَدْ |
*** |
قُمْ عبدَ اللهِ.. تَجَلَّدْ |
قَامَتْ قائِمَةُ الإنسانِ، |
وهَاجَتْ دائِرَةُ السُّلطانِ، |
وَمَاجَ الخوفُ كثيرًا، |
والأَمْرُ تَصَعَّدْ |
ما زِلْتَ تَمُوتُ وَحِيدًا، |
مَحْشُوًّا بِالقَهْرِ، |
ومَسكُونًا بالذُّعْرِ، |
وَمَرهُونًا للبيتِ الأَسْوَدْ |
اِشْحَنْ مَخْزَنَكَ الْكَامِنَ عنْ آخِرِهِ الآنَ، |
وَفَتِّشْ عنْ رَأسِ الْخَيْبَةِ فيكَ، |
وَأَطْلِقْ... |
لا وَقْتَ لأََنْ تَتَرَدَّدْ |
لا وَقْتَ لِكَيْ تَتَوَضَّأَ بالماءِ، |
إليكَ الرَّفْضُ الْقَابِعُ فيكَ.. تَيَمَّمْ |
اِرْفَعْ رَأْسَكَ عبدَ اللهِ.. تَقَدَّمْ |
صَوِّبْ لِلْقِمَّةِ خُطْواتِكَ، |
واشْدُدْ رأْسَكَ بالشَّمْلَةِ.. وَاصْعَدْ |
اِخْلَعْ أَدْرَانَكَ عنكَ، |
تَزَنَّرْ بِالْكِلْمَةِ، |
واقْرَأْ فَاتِحَةَ الثَّوْرَةِ في كُلِّ صَلاةٍ... |
وَتَشَهَّدْ |
يا عَبْدَ اللهِ احْتَقَنَ الصَّدْرُ، |
وَجَدَّ الأَمْرُ، |
ومَا زالَتْ أَنْفَاسُكَ تُمْعِنُ في أَوْرامِ الْكَبْتْ |
مَا زالتْ آهَاتُكَ تُوغِلُ في مَوْتِ الصَّوْتْ |
وَتَكادُ تَمَيَّزُ مِنْ هَوْلِ الغَيْظ، |
فلا تَجْرُؤُ |
مِنْ فَرْطِ الذُّلِّ |
على أنْ تَتَنَهَّدْ |
هَلْ صَنَمٌ أَنْتْ؟ |
حَتَّى الأَصْنامُ احْتَالَتْ |
عبدَ اللهِ على الصَّمْتِ |
وكانتْ آلِهَةً تُعْبَدْ!! |
هل تَخْشَى المَوْتْ؟ |
اِنْهَضْ... فَالْمِيتَةُ واحِدَةٌ، |
مُتْ في زَفَّةِ مَيْدَانٍ |
حِينئذٍ.. تَحيا مِنْ مَجْدِ الْمَشْهَدْ |
*** |
يا عبدَ اللهِ الْمُجْهَدْ |
ما زالَ على صَدْرِ جِدَارِكَ |
مِنْ زَمَنِ الثَّوْرَةِ هِنْدِيٌّ لَمْ يُغْمَدْ |
ماذا تَنْتَظِرُ الآنَ.. تَحَرَّكْ |
مُدَّ يمينَكَ للسَّيْفِ...تَحَرَّكْ.. وتَجَدَّدْ |
اِشْرَبْ نَخْبَ أبيكَ، ونخْبَ أخيكَ |
ونخْبَ امرأَةٍ ما عادَتْ راغبةً فيكَ، |
ونخبَ زمانٍ يا عبدَ اللهِ تَهَوَّدْ |
حَاذِرْ.. وَتَعَلَّمْ |
فَعَلى بابِكَ عَدَّادٌ لِلنَّبْضِ، |
فَحَاذِرْ أَنْ تَفْتَحَ بابَكَ، |
مِنْ دُونِ صَهيلِ الْقَلْبِ... فَتَنْدَمْ |
قَلِّبْ جَنْبَيْكَ قَليلاً.. |
وَاقْفِزْ مِنْ نَافِذَةِ الْبَيْتِ الْخَلْفِيَّةِ، |
فالكلبُ البَاسِطُ في السَّاحَةِ |
خَلْفََ البابِ ذِرَاعَيْهِ، |
لِلقلْبِ تَسَدَّدْ |
اُخْرُجْ عِنْدَ أَذَانِ الْفَجْرِ، |
وَلا تُعْلِنْ عَنْ وُجْهَتِكَ الأُولَى |
واسْتَخْدِمْ بَوْصَلَةَ الْقَلْبِ، |
سَيَهْدِيكَ القلبُ إلى الغَارِ، |
وَقَدْ تَلْقَى في الْغَارِ مُحَمَّدْ |
قُلْ، |
مَهْلاً يا عبدَ اللهِ...تَأَدَّبْ |
هذا النُّورُ السَّاطِعُ في الغارِ، |
كما أنتَ، |
وأَكْثَرَ منكَ تَعَذَّبْ |
قُلْ: |
يا حِبَّ اللهِ أَتَيْتُ السَّاعَةَ مِنْ وَطَنِي |
هَاجَرْتُ السَّاعَةَ مِنْ كَفَنِي |
وَتَرَكْتُ ورائي قُدْسِي |
تَلْتَحِفُ الغُصَّةَ، |
ما مِنْ شيءٍ أحمِلُ في الهِِجْرَةِ إلاَّ نفسي |
وتَرَكْتُ عِراقي |
يا حِبَّ اللهِ... فَأَيْنَ بُرَاقِي؟ |
سَيُشِيرُ وَتَفْهَمُ بالقَلْبِ |
إِلَى مَجْدٍ مَهْجُورٍ مِنْ زَمَنٍ.. |
يَدْعُوكَ لِكَيْ تَصْعَدَ |
... فاصْعَدْ!! |