أَقدِم كَما قَدِمَ الرَبيعُ الباكِرُ | |
|
| وَاِطلُع كَما طَلَعَ الصَباحُ الزاهِرُ |
|
قَسَماً لَقَد وَفّى المُنى وَنَفى الأَسى | |
|
| مَن أَقدَمَ البُشرى بِأَنَّكَ صادِرُ |
|
لِيُسَرَّ مُكتَئِبٌ وَيُغفِيَ ساهِرٌ | |
|
| وَيَراحَ مُرتَقِبٌ وَيوفِيَ ناذِرُ |
|
قَفَلٌ وَإِبلالٌ عَقيبَ مُطيفَةٍ | |
|
| غَشِيَت كَما غَشِيَ السَبيلَ العابِرُ |
|
إِن أَعنَتَ الجِسمَ المُكَرَّمَ وَعكُها | |
|
| فَلَرُبَّما وُعِكَ الهِزَبرُ الخادِرُ |
|
ما كانَ إِلّا كَاِنجِلاءِ غَيابَةٍ | |
|
| لَبِسَ الفِرَندَ بِها الحُسامُ الباتِرُ |
|
فَلتَغدُ أَلسِنَةُ الأَنامِ وَدَأبُها | |
|
| شُكرٌ يُجاذِبُهُ الخَطيبَ الشاعِرُ |
|
إِن كانَ أَسعَدَ مِن وُصولِكَ طالِعٌ | |
|
| فَكَذاكَ أَيمَنَ مِن قُفولِكَ طائِرُ |
|
أَضحى الزَمانُ نَهارُهُ كافورَةٌ | |
|
| وَاللَيلُ مِسكٌ مِن خِلالِكَ عاطِرُ |
|
قَد كانَ هَجري الشِعرَ قَبلُ صَريمَةً | |
|
| حَذَري لِذاكَ النَقدُ فيها عاذِرُ |
|
حَتّى إِذا آنَستُ أَوبَكَ بارِئاً | |
|
| صَفَتِ القَريحَةُ وَاِستَنارَ الخاطِرُ |
|
عَيٌّ قَلَبتَ إِلى البَلاغَةِ عِيَّهُ | |
|
| لَولا تُقاكَ لَقُلتُ إِنَّكَ ساحِرُ |
|
لَقَّحتَ ذِهني فَاِجنِ غَضَّ ثِمارِهِ | |
|
| فَالنَخلُ يُحرِزُ مُجتَناهُ الآبِرُ |
|
كَم قَد شَكَرتُكَ غِبَّ ذِكرِكَ فَاِنتَشى | |
|
| مُتَذَكِّرٌ مِنّي وَغَرَّدَ شاكِرُ |
|
يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي عَلياؤُهُ | |
|
| مَثَلٌ تَناقَلُهُ اللَيالي سائِرُ |
|
يا مَن لِبَرقِ البِشرِ مِنهُ تَهَلُّلٌ | |
|
| ما شيمَ إِلّا اِنهَلَّ جودٌ هامِرُ |
|
أَنتَ اِبنُ مَن مَجدَ المُلوكَ فَإِن يَكُن | |
|
| لِلمَجدِ عَينٌ فَهُوَ مِنها ناظِرُ |
|
مَلِكٌ أَغَرُّ اِزدانَتِ الدُنيا بِهِ | |
|
| وَأَعَزَّ دينَ اللَهِ مِنهُ ناصِرُ |
|
أَبناكَ في ثَبَجِ المَجَرَّةِ قُبَّةً | |
|
| فَهَناكَ أَنَّكَ لِلنُجومِ مُخاصِرُ |
|
وَتَلَقَّ مِن سِمَتَيكَ صِدقَ تَفاؤُلي | |
|
| فَهُما المُؤَيَّدُ بِالإِلَهِ الظافِرُ |
|