عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > فلسطين > هلال الفارع > 1949م عامُ اختراعِ اللاجئين

فلسطين

مشاهدة
928

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

1949م عامُ اختراعِ اللاجئين

م عامُ اختراعِ اللاجئين
أعوامُنا تَمُرُّ في خُوَائِنا
عامًا وَراءَ عامْ
مِنْ عامِ تِسْعَةٍ وأربعينْ
عامِ اخْتِراعِ اللاجئينْ
ونحنُ نرتدِي جُلُودَنا التي ضاقتْ على العظامْ
ونَرتُقُ الخِيامَ مِنْ تَوالِفِ الخِيامْ
وَنَمتَطِي ظِلالَنا،
ونَعلِكُ اللِّجامْ
ومنذُ ذلك الزَّمانْ
ونحنُ تائِهونَ في دُروبِنا،
نبحثُ عن هُوِيَّةٍ وعُنفُوانْ
وَعَنْ تَميمَةٍ،
أَوْدَعَها جَلالَةُ السُّلطانْ
ذاكِرَةَ النِّسْيانْ!!
***
مِن ذلكَ التاريخِ،
منذُ بدءِ رِحْلَةِ الحُطَامْ
وَنحنُ نَهذي خلْفَ رَبِّ نِعمَةِ النِّيام:
الأرضُ ... في مُقابِلِ السَّلامْ
تَواتَرَتْ أَنْظِمَةٌ،
تَصارَعَتْ.. تَصالَحَتْ،
تَوَضَّأَتْ مِنْ دَمِنا،
صَلَّتْ بِنا إِمامْ
أَطالَتِ الرُّكوعَ والسُّجُودَ والقِيامْ
أَجادَتِ الرَّقْصَ على مَخارِجِ الكَلامْ
ولمْ تَزَلْ..
ولمْ نَزَلْ..
وَلمْ يَزَلْ مَسْرَحُنَا يَغُصُّ بالكِرامْ
ولَمْ تَزَلْ أَجْسادُنا تَمتَدُّ في مَوائِدِ اللِّئامْ
ولمْ نَزَلْ نَدورُ في عَواصِمِ الرُّخامْ
كالنُّطْفَةِ الحَرامْ
نّذوبُ في الحُدودِ،
في موانِئِ الظَّلامْ
وفي المَطاراتِ التي تَرفُضُنا
بِتُهمَةِ السَّيْرِ إِلى الأَمامْ
وَلَمْ نَزَلْ...
حتَّى انْبَرَتْ حِجارَةُ الغَمَامْ
فَأَغلَقَتْ مَنافِذَ الكَلامْ
وَلَمْلَمَتْ تَوالِفَ الخِيامْ
وَخَلْخَلَتْ أَعمِدَةَ النِّظامْ!!
***
مِنْ عامِ تسعةِ وأربعينْ،
وتسعِمائةٍ وألفْْ
مِنْ عامِ نَكْبَةٍِ لها طُقُوسْ
وَنحنُ نُسْقَى الصَّبْرَ مِنْ مَذابِحِ البَسوسْ
وَنَعتَلي أَعصابَنا،
ونَقْهَرُ النُّفوسْ
تَطايَرَتْ رُؤوس..
تَساقَطَتْ رُؤوسْ..
وَفَصَّلوا لِكُلِّ مُسْتَدِيرَةٍ لَبُوسْ
وَلَمْ نَزَلْ نَمُرُّ في الثُّلوجِ،
كُلَّما تَسَعَّرَتْ جَهَنَّمُ المَجُوسْ
ولمْ نَزَلْ...
حتَّى تَفَجَّرَتْ حِجارَةُ الشُّمُوسْ
فَكَشَّفَتْ حَقيقَةَ التُّيُوسْ
وَأَوضَحَتْ مَعالِمَ الطَّريقِ،
مُنذُ أوَّلِ الدُّروسْ
وَدَوَّنَتْ في مُعجَمِ الجُلُوسْ:
النَّصْرُ كِلْمَةٌ،
تَخُطُّها على لَوحِ القُصورِ
... ريشَةُ الفُؤوسْ!!
***
تَحيَّةً لِهؤلاءْ
الرَّابِضينَ كالجِبالِ في مَعاقِلِ الإِباءْ
القادِمينَ مِنْ جُروحِ الأَنبياءْ
بِصُحْبَةِ الحِجارَةِ البَليغَةِ الخَرساءْ
تحيَّةً أَسمى مِنَ القَصائِدِ العَصماءْ
للواقِفينَ فوقَ حَدِّ السَّيفِ،
كيْ يُطاوِلوا الجَوزاءْ
تحيَّةً بِنكهَةِ الجُرحِ، ودَفْقَةِ الدِّماءْ
للثَّائِرينَ الأَنْقِياءْ
لِمُبدِعي أُسطورَةِ الصَّبرِ،
وقِصَّةِ البقاءْ
وَأَبْجَدِيَّةِ الصُّمودِ والفِداءْ
ليقرأَ الأمواتُ في الحياةِ
ما تَخُطُّهُ حِجارَةُ الأحياءْ!!
***
تَحيَّةً لمنْ يُلَقِّنُونَنا دُروسَ هذا الانتماءْ
وَيَسْقُطونَ واحِدًا .. فواحِدًا
لكيْ تَقومَ أُمَّةُ الإِسراءْ
لِكي يَفيقَ الأغبياءْ
والأشقياءْ.. والأَثرِياءْ
وَيَرفَعُوا رُؤوسَهُمْ
مِنْ تَحتِ بَصْمَةِ الحِذاءْ!!
***
تَحِيَّةً لِهؤلاءْ
لِمَنْ يُدَوِّنُونَ في كُرَّاسَةِ العُروبَةِ البيْضاءْ:
الكِبْرِياءَ الكِبْرِياءْ
تحيَّةً لهؤلاءْ..
تحيَّةً مِنْ خَدَمِ الأرضِ
... لأبناءِ السَّماءْ!!
هلال الفارع
بواسطة: محمد أسامة
التعديل بواسطة: محمد أسامة
الإضافة: الأحد 2007/05/20 07:01:48 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com