ألَمْ تَرَها تَسْمو لأشرَفِ غَايَةٍ | |
|
| وتَسبِقُ سَبْق المقرباتِ الشَوازِبِ |
|
إذا أصْدَرَتْ غُبْرُ السّباسِبِ وافِداً | |
|
| لَها أوْرَدَتْ شرْواه خُضْرُ الغَوارِبِ |
|
سَعادَةُ آفاقٍ بِها شَقِيَ العِدَى | |
|
| كبت بمَجاريها مجرّ الكَتائِبِ |
|
أَجابَتْ نِداء الحَقّ تَبْغي نَجاتَها | |
|
| فأَعْقَبَها التّوفيقُ حُسْنَ العَواقِبِ |
|
وَكانَتْ عَلى الكُفّارِ غَير مُعانَةٍ | |
|
| فَسُرعان ما قَدْ صُرّعوا بِالقَواضِبِ |
|
هُوَ الزّمَنُ المَضروبُ للنّصْرِ مَوْعِداً | |
|
| ومازالَ وَعْدُ اللّهِ ضَرْبَةَ لازِبِ |
|
لَقَد رَاقَبَتْ عام الجَماعَةِ بُرْهَةً | |
|
| فَلَمْ يَعْدُها إِقرارُ عَيْنِ المُراقِبِ |
|
هَنيئاً لأَهلِ العُدْوَتَينِ عِدَادُهُمْ | |
|
| بإِخلاصِهِم في المُخْلِصِين الأطايِبِ |
|
أَطاعُوا الإِمام المُرْتَضَى وَتَسابَقوا | |
|
| إلى سَنَنٍ يهدي إِلى الرُّشد لاحِبِ |
|
إلى مَذْهَبٍ سنّتْه سبْتةُ قاصِدٍ | |
|
| بِهِ عَدَلُوا عَنْ زَائِعاتِ المَذاهِبِ |
|
ألا هَذِه حِمْصٌ تُناسِبُ طاعَة | |
|
| سِجلماسة في رَفْضِها لِلمناصِبِ |
|
وَما خالَفَت غرْناطةٌ رَأي رَيّة | |
|
| لتَشْمُلَ أنْوارَ الهُدى كُل جانِبِ |
|
وَجَيّانُ لم تَبْرح كشلْبٍ وطَنجَةٍ | |
|
| مُبارِيةً هُوجَ الصَبا والجَنائِبِ |
|
لتسْعد بالرّضوانِ بَيْعاتُها التي | |
|
| كَفى شَاهِدٌ مِنْه تَأمّلَ غَائِبِ |
|
وَهَلْ قَدَحتْ إلا لِفَوْزٍ قِداحُها | |
|
| فَلا غَرْوَ أن تَحظَى بِكُبرَى المَواهِبِ |
|
كذا الخُلَفَاءُ الأَكرَمونَ مَنَاسِباً | |
|
| تُنالُ بِهِم عَفواً كِرامُ المَطالِبِ |
|
مَمَالِكُ ألْقَت خُضّعاً بِقِيادِها | |
|
| إلى مَلِكٍ في العِزِّ سامي الذّوائِبِ |
|
بهِ اعْتَصَمَتْ مِمّا تَخافُ عَلى النَوى | |
|
| فلَيْسَ مَرُوعا سِرْبُها بالنّوائِبِ |
|
سَتَظْمأ مِنْ وِرْدِ الرّدى جَنَباتُها | |
|
| وإنْ رويتْ قِدما بِصَوْب المَصائِبِ |
|
وَيَثْنِي مُلوُك الرّوم عمّا تَرُومُه | |
|
| بِعَزْمة رَاض للدّيانة غَاضِبِ |
|
وَمن يَرهَبُ الجُلّى وَهَذا جَلالُه | |
|
| عَلى الأَمْنِ مَحْمولٌ بِهِ كُل راهِبِ |
|
لأندَلُسَ البُشرى بِنَصْرِ خَليفَةٍ | |
|
| ضَروبٍ بِنصْل السيف زاكي الضَرائِبِ |
|
قَريبٌ عَليهِ نيْلُ كُلّ مُحاوِلٍ | |
|
| وَلو كانَ بُعداً في مَحَلّ الكَواكِبِ |
|
تَعَوّدَ إمْلاء النّوادِرِ بَأسُه | |
|
| بِحَيثُ تَعِيها صارِخاتُ النّوادِبِ |
|
غَرائِبُ مِن نَظْمِ الكُماةِ بِنَثْرِهِ | |
|
| كُعُوبَ القنا واهاً لتِلك الضّرائِبِ |
|
وقامَ بِحِزْبِ اللّهِ يَنْصُرُ دينَهُ | |
|
| فلَمْ تَهَبِ الدُّنيا طُروقاً لِحازِبِ |
|
وَقَدْ جَعل الهَيْجا رِياضاً خِلالَها | |
|
| يُفجِّر أنْهارَ الدّماء الصّوائِبِ |
|
أمَدّ بِجدٍّ صَاعِدٍ جُرَعَ الرّدى | |
|
| عِدَاه فمَغْلُوبٌ بِهِ كُلُّ غَالِبِ |
|
ومَن كانَ بالإحسانِ والعَدْل قَائِماً | |
|
| فلَيسَ يُقِرُّ العَضْبَ في يَد غَاصِبِ |
|
بِمَطْلَعِ يَحيى غار كلُّ مخالِف | |
|
| ومِنْهُ اسْتماح السّلمَ كلُّ مُحارِبِ |
|
وكَمْ أظهَرَ الماضونَ شَوْقاً لعصْرِهِ | |
|
| بِما خَبّروه في العُصورِ الذّواهِبِ |
|
إمَامَتُهُ أَلْوَتْ بِكُلّ إِمَامةٍ | |
|
| وَبِالصُّبْحِ وَضّاحاً جَلاءُ الغَياهِبِ |
|
هيَ العُرْوَة الوُثْقى ومنْ يعتصم بها | |
|
| فلَيسَ يُبالي ناجِياً بالمَعاطِبِ |
|
بنورِ هُداها يَقْتدِي كُلُّ تَائِه | |
|
| وَمَحْضَ رِضاها يَقْتَني كُلُّ تائِبِ |
|
أيَقْصُر عنْ فَتْح المشارِق بعْدَما | |
|
| تَقاضى بِأَمْرِ اللّهِ فَتْح المَغارِبِ |
|
وَسارَ إِلَيها في المقانِب زاحِفاً | |
|
| وَلَو شاءَ لاسْتَغْنَى بِزُهْرِ المَناقِبِ |
|
يُضارِب في ذاتِ الإلَهِ وَلَم يَكُنْ | |
|
| لِيُخفِقَ في الأيامِ سَعْيُ المُضارِبِ |
|
مَديد الغِنى من كَفِّه مُتقارِبٌ | |
|
| لِمُنْتَزَحٍ عَن بابِهِ وَمُصاقِبِ |
|
أجارَ من الإظْلامِ ثاقِبُ نُورِهِ | |
|
| فَلا زالَ جاراً لِلنجومِ الثّواقِبِ |
|