عَذلُوهُ في تَشْبِيبِهِ ونَسيبِه | |
|
| من ذا يُطيقُ تَنَاسِياً لحَبيبِهِ |
|
ومَضَوْا عَلى تَأنيبِهِ وبِحَسْبِهِم | |
|
| تأبِينُه مَحياهُ في تأنيبِهِ |
|
أو ليسَ من خَضَب البياض مموها | |
|
| كَصَريعِ مُشْتَجر القَنا وخضيبِهِ |
|
ركدت صَبا عَصْر الصّبا وهُبوبُها | |
|
| وهَفا النَسيم لِنَوحه وهبوبِهِ |
|
تاللّهِ ما جَوْرُ الفَتى من كَوْرِهِ | |
|
| وَكَفاهُ وَهْنُ قراهُ في تَجريبِهِ |
|
والْعُمْرُ ليس قَشيبُه كَدَريسِه | |
|
| كاليوم لَيْسَ شُروقُهُ كغُروبِهِ |
|
من شارف الخَمسينَ ضَيّقَ عُذْرَهُ | |
|
| تَعْدَادُهُ في الشّيبِ عَن تَشبيبِهِ |
|
لَكِنها حَدَقُ المَهَا خَبَأت لَهُ | |
|
| مِنْ سِحْرها ما جَدّ في تَحبيبِهِ |
|
فالقَلبُ محتَملٌ صِلاءَ شُجونِهِ | |
|
| والجِسْم مُشْتَمِلٌ مُلاء شُحوبِهِ |
|
واهاً لَه حَسِبُوا المَشيبَ يَصُدُّهُ | |
|
| عَنْ ذكر أيّامِ الحِمَى وكَثيبِهِ |
|
وإذا العَميدُ نَضا رداءَ شَبابِهِ | |
|
| أغراهُ بِالتّهْيام لِبْسُ مَشيبِهِ |
|
هَيهات يَصْحو أو يفيقُ مِنَ الهَوى | |
|
| مُسْتَعْذِبُ البُرَحاء في تَعذيبِهِ |
|
يا حَبَّذا نَجدٌ وسَالِفُ عَهْدِهِ | |
|
| فيهِ استَفَدنا طيبَها من طِيبِهِ |
|
ومَجالُنا مِن رَوْضهِ بغَديرِهِ | |
|
| في ظِلّ مائِسِ دَوْحِهِ وَرطيبِهِ |
|
وصَباً تَحَمّلُ من تضَوّعِ رَندِه | |
|
| وعَرَارِهِ ما زادَ في وَصبي بِهِ |
|
لَم يَلْبثِ المَكروهُ فيها أنْ نَأى | |
|
| لمّا دَنا المَحبوبُ دونَ رَقيبِهِ |
|
هِبة الزمانِ قَضى بِها دَيْن المُنى | |
|
| لو لم يَعُدْ مِنْ بَعد عن موهوبِهِ |
|
شتّان بَينَ مُجَرِّر لِذُيولِهِ | |
|
| طَرَباً وبَيْنَ مُمَزّقٍ لِجُيوبِهِ |
|
ومِنَ العَجائِبِ أن يَتمّ تَمَتُّعٌ | |
|
| لأخي هَوى بأَنيقِهِ وعَجيبِهِ |
|
كانَت مَتَاعاً لَوْ يَدومُ وإنّما | |
|
| ضَحِكُ الزمانِ ذريعَةٌ لِقُطوبِهِ |
|
ولئِنْ تَقضّت لَيسَ يَنسَى عَهْدَها | |
|
| كَلِفٌ بَسيطُ الحُبّ في تَركيبِهِ |
|
مِنْ دونِ سَلْوتِها نَوازِعُ لَوْعَةٍ | |
|
| قَرَّ الفؤادُ بها فُوْيقَ وجِيبِهِ |
|
رَحُبَتْ حَياتي عندَ يَحيى المُرْتَضى | |
|
| في رَحْبِ نائلِهِ وفي تَرحيبِهِ |
|
مَلِكٌ أقامَ الحَقّ عندَ قُعودِهِ | |
|
| وأَعادَ فَيْضَ الجُودِ بَعد نُضوبِهِ |
|
حَسّت خلافَتُهُ الخلافَ وصيّرت | |
|
| مِنْ حِزْبِه مَنْ لَجّ في تحزيبِهِ |
|
وكذاكَ من لَحِظ العَواقِبَ لُبُّه | |
|
| حَذِر العِقاب فكفّ عن تأليبِهِ |
|
لاَ يَسْلُبُ الجَبّارَ بَيْضَةَ مُلكِهِ | |
|
| إلا إذَا هوَ حاد عَن أسْلوبِهِ |
|
تَتَقمّنُ الأقْدارُ خادِمةً لَهُ | |
|
| سَرّاءه في سِلْمِهِ وحُروبِهِ |
|
وعَلى مَيامِنِهِ الكَوافِلِ بِالمُنى | |
|
| تأمِينُ ظَبْي القَفْر عَدْوةَ ذيبِهِ |
|
وافَى الزمانُ بهِ إماماً عادِلاً | |
|
| والجَوْرُ قَد عَمّ الوَرى بِضُروبِهِ |
|
وَخليفَةً في الأرضِ لكِن بَيْتَه | |
|
| فَوْق السماء يُمَدُّ في تَطْنِيبِهِ |
|
يَرْمِي فيُصمي قاصِياتِ مَرامِهِ | |
|
| مِن رَأيهِ بِسَديدِهِ ومُصيبِهِ |
|
خَلَعَتْ مَناسِبُه الكَريمَةُ عِتْقَها | |
|
| وزكاءَها حتى عَلى يَعْبُوبِهِ |
|
فإِذا امتَطاهُ سَما النُّجومَ بِجيدِه | |
|
| وشَأى الرياح بِحَضْره ووثوبِهِ |
|
لو أنَّ لِلأملاكِ فَضْلَ نِصابِهِ | |
|
| مَلَكوا مِن الأمداحِ مِثْل نَصيبِهِ |
|
تَخريبُ بَيْتِ المالِ عادَةُ جُودِه | |
|
| وحَصَانَةُ العَلياءِ في تَخْريبِهِ |
|
ضَمِنَتْ لَهَاهُ ضَرَائِبٌ حَفْصِيّةٌ | |
|
| قَد أعْدَمَتْ فِيهَا وُجودَ ضَريبِهِ |
|
إنَّ الهُدى لمّا شَكا لِضَنىً بِهِ | |
|
| ما شَكّ في إبْلالِه بِطَبِيبِهِ |
|
جَرّ الجُيوشَ مُصَمّماً في رَفْعِه | |
|
| مِلْءَ الملا هَضَبَاتِهِ وَسُهوبِهِ |
|
وجَنَى جَنِيّ النّصْرِ في تَشريقِه | |
|
| مِنْ غَدْر خَاذلهِ وفي تَغْريبِهِ |
|
لَمْ يُبْقِ مِنْ شُعبِ الضلالَة شُعْبَةً | |
|
| بالصَّيدِ من أحيائِه وَشُعُوبِهِ |
|
مُتَبسّماً ورِماحُهُ تَبْكِي دَماً | |
|
| في اليَوْمِ تُحْجَبُ شَمْسُه بِكُعوبِهِ |
|
حَيثُ المُهنَّدُ مُسمعٌ بِصليلِهِ | |
|
| والمَوْتُ ساقٍ للكُماةِ بِكوبِهِ |
|
تِلْك الخِلافَة في يَديْهِ وعَهْدُها | |
|
| لِسليلِه رَبّ النّدى ورَبِيبِهِ |
|
ثَبَتَتْ معاقِدُها علَى تَأريبِهِ | |
|
| وَرَسَت قَواعِدُها على ترْبيبِهِ |
|