طَنِّبْ قِبَابَكَ هَذَا العِزُّ والشَّرَفُ | |
|
| واصْحَبْ شَبَابَكَ لا شَيْبٌ ولا خَرَفُ |
|
رَيْعَانُ مُلكٍ لِرَيْعَانِ الحَياةِ بهِ | |
|
| إِقامةٌ ولِماضِي العُمْرِ مُنْصَرَفُ |
|
وَطِيبُ عَصْرٍ جَنَاهُ الغَضُّ مُهْتَصَرا | |
|
| كَمَا حَلا منْ ثُغُورِ الحُورِ مُرْتَشَفُ |
|
رَقَّتْ وَراقَتْ حَوَاشِيهِ وَغُرّتُهُ | |
|
| فَلَيْلهُ بالصَّباحِ الطلقِِ مُلْتَحِفُ |
|
أَمَا تَرَى دَوْلةَ الإقْبالِ مُفْبِلَةً | |
|
| خَصْبٌ وَلا عَجَبٌ عَدْلٌ وَلا جَنَفُ |
|
وحَضْرَةُ السَّعْدِ فِي أبْهَى مَنَاظِرِها | |
|
| رَاحَتْ بِخِدْمَتِها الأَقْدارُ تَزْدَلِفُ |
|
تُزْهَى بِمَا أَخَذَتْ مِنْ زِينَةٍ صَلَفاً | |
|
| وَما لِراعِدَةٍ فِي جَوِّها صَلَفُ |
|
كأَنَّ يَحْيَى الرِّضَى آلَتْ إِيالَتُهُ | |
|
| أنْ يَشْملَ الخلقَ مِنْها الرِّفْقُ واللُّطُفُ |
|
مَلْكُ المُلوكِ الذِي دانَت بِطَاعَتِه | |
|
| زُلفَى تَقَاصَر عَنْ إِدْرَاكِها الزُّلَفُ |
|
واسْتَشْرَفَتْ طُمَّحاً مِنْ لَثْمِ رَاحَتِهِ | |
|
| إِلَى أَمَانِي فيها المَجْدُ والشَّرَفُ |
|
مُقِرَّةً بِمَعَالِيهِ التِي بَهَرَتْ | |
|
| وَالحَقُّ أَبْلَجُ لِلأَلْبَابِ مُنْكَشِفُ |
|
إِمَامُ دينٍ وَدُنْيا قامَ دُونَهُما | |
|
| والأَرْضُ تُنْقَصُ والأَطوادُ تُنْتَسَفُ |
|
وَشدَّ أَزْرَهُما طَلْقاً أَسِرَّتُهُ | |
|
| والنَّاسُ قدْ وَهَنُوا طُرّاً وَقَدْ ضَعفُوا |
|
في عَسْكرٍ لَجِبٍ مِنْ معْشَرٍ نُجُبٍ | |
|
| قاماتُهُمْ كَعَوالِيهم بِها قَضَفُ |
|
لا يَسْلُفونَ سِوَى مَجْدٍ إلَى كَرَمٍ | |
|
| صِيداً كِراماً أَبُو حَفص لَهُمْ سَلَفُ |
|
عِصابَةٌ تَطْلعُ الأَقْمَارُ إنْ طلَعوا | |
|
| وَتَدْلَفُ الضَّارِياتُ الغُلْبُ إنْ دَلَفُوا |
|
تَدَارَكَ الأَمْرُ مِنْهُ والأُمورُ سُدىً | |
|
| جَذْلانُ يَبْسَمُ والأَرْوَاحُ تُخْتَطَفُ |
|
بِمَظْهَر العَالَمِ العُلْوِيِّ مُتَّصِلٌ | |
|
| وَباتباعِ هُدى المَهْدِيِّ مُتَّصِفُ |
|
لِلحَقِّ مُمْتَعِضٌ في اللَّهِ مُرْتَمِضٌ | |
|
| بِاللَّهِ مُنْتَصِرٌ للَّهِ مُنْصَرِفُ |
|
وَجْهُ الحَنيفية البَيْضاءِ مُؤْتَلِقٌ | |
|
| بهِ وشَمْلُ النَّدَى والبَأْسُ مُؤْتَلِفُ |
|
ما بَيْنَ سِيرَتِهِ الحُسْنَى وسَوْرَتِهِ | |
|
| يُرْجَى وَيُخشَى التلافِي المَحْضُ والتَّلَفُ |
|
مُبارَكٌ عَصْرُه المَيْمُونُ مُعْتَدِلٌ | |
|
| وَعَن سِوى العَدْلِ والإحسانِ مُنْحَرِفُ |
|
مِنْ جَأشِهِ يَستَمِد الجَيْشُ مُحْتَفِلاً | |
|
| ثَباتَهُ وَمُتُونُ السُّمرِ تَنْقَصِفُ |
|
وَعَنْ سَعَادَتِهِ تَمْضِي السيوفُ إِذا | |
|
| كَلَّتْ وتُدْرِكُ شأْوَ السَّابِقِ العُطُفُ |
|
يُمْنُ النَّقِيبَة في أُولَى مَنَاقِبهِ | |
|
| يَرْمِي فَيُصمِي وَغاياتُ المُنَى هَدَفُ |
|
حَتَّى الرِّياحُ إِذا هَبَّتْ بِأَسْعُدِهِ | |
|
| هَبَّتْ سَوَاجِيَ لا هُوجٌ وَلا عُصُفُ |
|
مُحَمِّلاً وَقْدَها مِنْ عُرفِهِ بَرَداً | |
|
| مَا لا تَزَالُ بِهِ الآصالُ تَعْتَرِفُ |
|
قَد شادَ سُلْطانَهُ ما شاءَ مُخْتَرِعاً | |
|
| وَالدهْرُ ثاوٍ علَى الإِسْعَادِ مُعْتَكِفُ |
|
مَصانِعاً ضَلَّت الأَمْلاكُ صَنعَتها | |
|
| لا القَصْدُ وافٍ بِها وَصْفاً وَلا السَّرَفُ |
|
وَضاحة حَلت الأَنوارُ ساحَتَها | |
|
| فأَوْضَعَتْ رِحْلَةً عَن أُفْقِها السدُفُ |
|
كأَنَّ رَأْدَ الضُّحَى مِمَّا يُغَازِلُها | |
|
| عَنِ الغَزَالَةِ هَيْمَانٌ بِها كَلِفُ |
|
تَجَمَّعَتْ وَهيَ أَشْتَاتٌ مَحاسِنُها | |
|
| هَذا الغَديرُ وهَذِي الرَّوضَةُ الأُنفُ |
|
حَيْثُ القُصُورُ عَلَيْها الحُسْنُ مُقْتَصِرُ | |
|
| فَوقَ البُحَيرَةِ مِنْها البَحْرُ مُغْتَرِفُ |
|
وَحَيْثُ حَفَّتْ سُقَاةُ المُزْنِ أَكؤُسَها | |
|
| لِلطَّيرِ تَشْدُو ولِلأَغصانِ تَنْعَطِفُ |
|
والزَّهْرُ مُنْشَقَّةٌ عنْهُ كَمَائِمُهُ | |
|
| كالجَّوهَرِ انشَقَّ عَن شَفَّافِه الصدَفُ |
|
يُضاحِكُ النُّورَ فيها النَّوْرُ عنْ كَثَبِ | |
|
| مَهْمَا بكَتْ لِلغَوادِي أَعْيُنٌ ذُرُفُ |
|
خُضْرٌ خَمَائِلُها زُرْقٌ جَدَاوِلُها | |
|
| فالحُسْنُ مؤْتَلِفٌ فيها ومُخْتَلِفُ |
|
دَوْحٌ وَظِلّ يِلَذُّ العَيشُ بَيْنَهُما | |
|
| هَذا يَرِفُّ كَما تَهْوَى وَذا يَرِفُ |
|
يَجْرِي النَّسيمُ عَلى أَرْجَائِها دَنِفاً | |
|
| وَمِلؤُهُ أَرَجٌ يُشْفَى بهِ الدَّنِفُ |
|
حَاكَ الرَّبيعُ لَهَا منْ صَوْبِهِ حِبراً | |
|
| كأَنَّها الحُلَلُ الأَفْوافُ والصحُفُ |
|
غَرِيرَةٌ مِنْ بَنَاتِ الرَّوْضِ نَاعِمَةٌ | |
|
| يَثْنِي معَاطِفَها في السنْدُسِ التَّرفُ |
|
صَافَ الجَنَى الغَضُّ في أَدِوَاحِها وشَتَا | |
|
| فَتَجْتَنِي اليَدُ ما شاءَتْ وتَقْتَطِفُ |
|
بِكْرُ الحَدائِقِ والأَحْداقُ شَاهِدَةٌ | |
|
| لا عانِسٌ جَهْمَةُ المَرأَى وَلا نَصَفُ |
|
تَنْدَى أَصَائِلُها صُفْراً غَلائِلُها | |
|
| كأَنَّ ماءَ نُضارٍ فَوْقها يَكِفُ |
|
في حَبْرَةٍ وأَمَانٍ مَنْ تَبَوَّأَها | |
|
| كَجَنَّة الخُلْدِ لا رَوْعٌ وَلا أَسَفُ |
|
تَظَلُّ مِنْ تحْتِها الأَنْهَارُ جارِيةً | |
|
| يَرُوقُ مُنْعَرَجٌ مِنْها ومُنْعَطَفُ |
|
أَضْحَتْ إلَى غُرَفِ الرِّضوانِ دَاعِيةً | |
|
| تِلكَ المحَاريبُ والأَبياتُ والغرفُ |
|
تُلهِيكَ عَنْ زُخرفِ الدُّنيا زَخارِفُها | |
|
| وَعَن أَغانِي الغَوانِي وُرقها الهُتُفُ |
|
يا حبَّذَا المَجْلِسُ الوَضَّاحُ مَيسَمُه | |
|
| كأَنَّهُ عَلَمٌ يَسْمُو بهِ شَغَفُ |
|
يَجولُ ماجِلُه كالطِّرف من فَلَقٍ | |
|
| فَمَا لهُ وَسطهُ ساجٍ وَلا طَرِفُ |
|
يَرْتاحُ لِلريحِ أَعْطَافاً إذَا نَسَمَتْ | |
|
| كأَنَّهُ مُسْتَهَامٌ قَلْبُهُ يَجِفُ |
|
مِلْءَ الفَضَاءِ طَمُوحُ المَوْجِ مُزْبِدُهُ | |
|
| يَعُبُّ مُنْفَرِدٌ منهُ وَمُرْتَدَفُ |
|
يَمُدّهُ للفُراتِ العَذْبِ مُطَّرِدٌ | |
|
| خُضْرُ البحارِ إِذا قيسَتْ بهِ نُطَفُ |
|
كَأَنَّ أَمْواجَهُ الأَبْطَالُ دَارِعَةً | |
|
| كَرَّت تُلاقِي وَلا بِيضٌ وَلا جُحَفُ |
|
وَحبَّذَا القُبَّةُ العَلْياءُ شَامِخَةً | |
|
| بِأَنْفِهَا يَزْدَهِيها العِزُّ والأَنَفُ |
|
حفَّتْ بحَافَتِها الأَشْجارُ تَكْلَؤُها | |
|
| كَما تَقُومُ علَى سَادَاتِها الوُصُفُ |
|
كأَنَّ مِنْ وَشْي صَنْعَاءَ بِها شيَةً | |
|
| فَلِلْعُيونِ بِصُنْعٍ زَانَها شَغَفُ |
|
قَعِيدَةٌ للعُلَى قامَتْ علَى عَمَدٍ | |
|
| مَصْفُوفَة حسْنُها يُزرِي بِمَنْ يَصِفُ |
|
كأَنَّهُنَّ العَذَارَى الغِيدُ نَاضِيَةً | |
|
| شُفُوفُها عَنْ قُدُودٍ كُلُّها هَيَفُ |
|
مَطَالِعٌ لِلنُّجُومِ السَّعْدِ يَكْنفُها | |
|
| قَصْرُ الإمَارَةِ نِعْمَ القَصْرُ والكَنَفُ |
|
لَوْ تَهْتَدِي الشَّمْسُ أَنْ تَخْتَارَها فَلَكاً | |
|
| لِسَيْرِها لمْ تكُنْ تَخْفَى وتَنْكَشِفُ |
|
مَا خُلدُ بغْدَادَ أوْ زَهْراءُ أنْدَلُس | |
|
| والمُلك مُقْتَبِلٌ فيها وَمُؤْتَنفُ |
|
وَأيْنَ إيوانُ كسْرَى مِنْ سَرَارَتِها | |
|
| وكَالأَكَاليلِ في هَامَاتِهِ الشّرَفُ |
|
تَحَدَّثُوا بُرْهةً عَنها ولو عَرَفوا | |
|
| مَبَانِيَ المُرْتَضَى يَحْيَى لَمَا هَرَفُوا |
|
وهَذِهِ خَلَفَتْ تِلْكَ التِي سَلَفَتْ | |
|
| ولَيْسَ مِنها وَلا مِنْ حُسْنِها خَلَفُ |
|
بُشْرَايَ فُزْت بِها أُمْنِيَةً أَمَماً | |
|
| لمَّا حَدَتْنِي إلَيْها نِيَّةٌ قُذُفُ |
|
آوَتْنِيَ الحَضْرَةُ العُظْمَى وقَدْ كَلَفَتْ | |
|
| بِيَ الخُطوب وآدَتْنِي لَها كُلَفُ |
|
وَأَوْسَعَتْنِي تَشْريفاً بِخدْمَتِهَا | |
|
| فَخَيْرُها متْلَدٌ عِنْدِي ومُطَّرفُ |
|
حَسْبِي مِنَ الفَخْرِ أَنِّي عِنْدَها وكَفَى | |
|
| بمُثْبِتٍ لِيَ حيناً لَيْسَ ينْحَذِفُ |
|
لي عَائِدٌ مِنْ عَطَايَاهَا ولِي صِلَةٌ | |
|
| سَحَّتْ سَحَاباً فَلا مَحْلٌ وَلا شَظَفُ |
|
فَرَوْضَةُ الأَمْنِ في أَفْنَانِها غَضَفٌ | |
|
| ودِيمَةُ المَنِّ في أَثنائِها وَطَفُ |
|
مَكارِمٌ عَاقَنِي عَنْ حَصْرِها حَصَرٌ | |
|
| واقْتَادَنِي لَهَجٌ واعْتَادَنِي لَهَفُ |
|
جَلَّت وَدَقَّ بَيانٌ أَنْ يُعَدِّدَها | |
|
| والبَحْرُ لَيْسَ منَ الأَوْشَالِ يُنْتَزَفُ |
|
أَيْنَ الإِجادَةُ إِلا أنْ يُجادَ بِها | |
|
| مِنْ مُعْجَمَاتِ قَوَافٍ دونها تَقِفُ |
|