خليليَّ ما لِلعَيش لَيسَ بطيّبِ | |
|
| وَما لي فيهِ امرداً مِثلُ اشيَبِ |
|
تمرُّ اللَيالي بي طِوالاً من الاسى | |
|
| كأَنَّ طِوالاً من قَناً قد مَررنَ بي |
|
وأحتَقر اللذات حتىّ كانَّني | |
|
| تَضلَّعتُ منها منذُ ما لَم ازَل صبي |
|
ارى هَذِهِ الدنيا فتُخدَشُ مقلَتي | |
|
| كأَنَّ شِعاعَ الشمس تبلُ مُذَرِّبِ |
|
نَعَم انما الدنيا بعيني خبيرها | |
|
| قَذىً وهيَ كحلٌ ذُرَّ في مقلة الغبي |
|
أَلَم تَرَ ما فيها من العجب الَّذي | |
|
| تجيئُك منهُ كل يومٍ باعجبِ |
|
تحجَّبُ فيها الشمس عن اعين المَهى | |
|
| وَقَد رقَبتها عينُ حرباءِ تَنضُبِ |
|
وَتُغمَر في لُجِّ البحار زَعانِفٌ | |
|
| وَقَد فاتَ منها قطرةٌ كلَّ مِخلَبِ |
|
لحى اللَه دنياك الَّتي جُلُّ ما بها | |
|
| طِلاءُ جَمالٍ فوقَ قبحٍ محجَّبِ |
|
فانى يَطيب العيشِ فيها لمن يَرى | |
|
| بِعينَيهِ ذاك القبحَ غيرَ منقَّبِ |
|
واقبَحُ ما فيها أَمانٍ تَرومُها | |
|
| فَتَغدو وقاها اللَه أَمنَعَ مطلبِ |
|
ثَرى الشيءَ مَبذولاً فان رمتَهُ غدا | |
|
| واقرب من لقياهُ عنقاءُ مُغربِ |
|
كانك منها تَبتَغي سلبَهُ وقد | |
|
| احبَّتهُ حبَّ المستهام المعذَّبِ |
|
يَمُرُّ بفيها ثمَّ ان رمتَهُ حلا | |
|
| لها شأنَ طفلٍ جاهِلٍ متقلّبِ |
|
فاقربُ دانٍ منك كُلُّ مبغضٍ | |
|
| وابعدُ نآءٍ عنك كُلُّ محبَّبِ |
|
وَبي غُصَّةٌ لَيسَ الزَمان يُسيغُها | |
|
| اذا نَشِبَت في حلقِه بعضَ منشَبِ |
|
وَما غُصَّتي الّا الَّتي تُعجز الإِسا | |
|
| فَلَم أَكُ أَشجى بالشَراب المطيَّبِ |
|
فَيا غصَّةً بين الزُلال وَبينها | |
|
| مَهامِه يُعيي طيرَها بعضُ مشرَبِ |
|
اذا حدَّثتني النَفسُ عنها إِخالها | |
|
| تحدِّثني بالمَستحيل المغيَّبِ |
|
وان انا بالسِلوان حدَّثتُها فَما | |
|
| حديثي لديها غير جَهلٍ مركَّبِ |
|
فَواحَيرتا وَالدهر يَعبَثُ بالفَتى | |
|
| وَيُركبهُ في الامر احشَنَ مركَبِ |
|
يحسن في عينيهِ ما لن يَنالَهُ | |
|
| وَما دونهُ حدُّ الحُسام المشطَّبِ |
|
فَلا هوَ سالٍ لا ولا هوَ نائِلٌ | |
|
| فقل ما تشا في حالهِ وتعجبِ |
|
وَلكنَّ هَذا الخَلقَ سنَّ لِنفسِهِ | |
|
| شَرائعَ لم يُنزِل بها اللَه من نَبي |
|
شَرائعَ تَفريقٍ لما اللَهُ جامِعٌ | |
|
| وَما ثَمَّ من داعٍ ولا من مسبِّبِ |
|
لَقَد فرَّقوا بين الجواهر لاسمها | |
|
| كَما لَو فَرَقنا بين غربٍ وَمَغرِبِ |
|
وإِن تلكُمُ الّا أَسامٍ عجيبَةٌ | |
|
| دعوتم بها انتم مع الجَدّ والابِ |
|
فوارغُ لم يُنزِل بها اللَهُ آيةً | |
|
| وَلَو أَوَّلوها في الكتاب المكتَّبِ |
|
كُراتٌ من العاج ابتَدرتم لصِبغها | |
|
| بشتىَّ من الالوانِ فِعلَ المرغبِّ |
|
وَجئتم تَقولونَ اتَّقوا ما بأَحمرٍ | |
|
| صَبغنا وأُموا ما صَبَغنا باصهبِ |
|
وايّاكُم ان تجمعوا بين هَذِهِ | |
|
| وَهذي ومن يقرُب لهاتيك يُذنِبِ |
|
وَما ثمَّ بُرهانٌ فكُلُّ كُراتِكم | |
|
| من العاج إِن تُغفَل وان تتخضَّبِ |
|
وان كانَ فَرقٌ بينهنَّ فربما | |
|
| رديئتها ذات الطِلآءِ المذهَّبِ |
|