إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
من سيهز الآن اللحظة |
وسقط الظل بخلف الشمس وجف البحر .. |
الصبر استشهد حين تولّت سبل الفرح |
وذبل الدهر |
يا حزن الغابة و الأشجار و رمل النهر .. |
لو انى اعرف كيف اقود |
شعاع القمرِ و اركب زهوا ً |
موج اللحظة و الاحساس .. |
لو انى أدرك ان الزمن الخارج |
من عينيك لكل الدنيا |
ينزع منّا وجد الناس |
لهربت اليك و حولى سحبك |
تمطر جوفى بالايناس |
وصعدت مدارَك علِّى اصدح |
فوق سمائك كالأجراس |
من أين اتيت وكيف تولّى وجهك عنّى |
يا من فتح المجد اليك طريق النور .. |
الطيب يفوح على اغصانك |
والمستقبل حفّ طريقك بالبلور |
يا قصب السبق أراك تبلّل |
وجه الماء ببعض حبور |
السبب النائم تحت فراشك |
غلّف حدسى بالاعصار .. |
والمطر ينوء و ريح حنينى و التيار |
لا زال الجرح الدامى عندى |
ينضح أملا و استنفار |
يا صدف البحر ارى عينيك |
تغازل حزنى |
تشدد خطوى صوب النار |
حولىِ ماؤك ثلج بكائى |
ذهب القدرة و الإصرار |
دارى دارك والاسوار قلاع جدارك |
شط جحيمك و الأقدار |
والأنسام و جزر الغيب |
تلوّن صمتى بالأسرار |
فكيف يذوب صباح الشوق |
وكيف تفيق ربوع الدار |
يا هذا الشبح الساكن زمن الفرقة و التبريح .. |
افرد ثوبك للأيام و قم و استقبل |
صوت الريح |
القلم الرابض بين يمينى |
خنق عبيرى بالتلميح |
حدِّث اشواقك ان تبتاع |
ربيع العمر حديقة لحن |
آه َ جريح .. |
من ينبئك بغابة صبرى |
وتر الصحوة ردد طربا لحن الشوق .. |
الزمن يدور على كفّيك |
وجفن الغفو على أطلالك |
عاد يظلّل بهو التوق |
من يتوسد رمل المطر الراحل عنا |
مسلك تيه و استجداب .. |
لست أخالك يا أحزانى |
حزمة ضوء تعبر دارى كى تنساب |
عدت فقيراً فقر الزمن الخارج منا |
للمستقبل بهو يباب |
حيرىَ سُبلى و الأنفاس تسيل حنانا |
دمع نام على الأهداب |
جرجر تيهى سبع الوله |
وكفكف وجهى حزن الغاب |
والأزهار و جدول عشقى |
حولك ترشف ماء سراب |
قم يا جرحى و استقبلنى |
بعضى منك بحار عذاب |
وبعضى نهر من إطْراب |
سال عليك فهام و ذاب |
صمتى تاه و جف سؤالى |
غام نهارى خلف شهاب |
يا زمن الغيب الآتى سراً |
جئت اليك و كُلّى و له و استلهام .. |
فجّر عفوك نبع الوحى |
وأشعل همسك نار هيام |
صدر الأرض انشطر بريقا |
افق السحر بطرفك نام |
والأغصان السكرى رقصت |
زهوا لهوا و استقدام |
رام الزمن الجارف غضبىِ |
والمستنقع و الأيام |
حتى الموتى و الأحجار |
وحطب الثورة و الآلام |
ضاء الكون بوجهك حسنا |
شاب الطلل على الأنسام |
جرَف المدُ تراب الوقت |
وشفق الغيم توسّد بينى سطح الحزن .. |
صار الزمن بقايا حرف |
يرضع ولهاً صدر المُزن .. |
غط َّ رحيلك عرش الرؤيا |
فجّر بصرك وجه الليل .. |
نهض الموكب حين اشتبكت |
فى الأهوال خيوط الويل |
اخفق طيرك حين تولى |
فرس النهر قطيع الخيل |
تستقبلك رُبا السافنا |
والأوراق و وله الميل |
كنت أعود اليك برحل |
يسبق نحوك زحف السيل |
كان جفاؤك طفل الظلم |
وعطف سماحك قدح الكيل |
كان الناتئ منك الأنفُ |
ووجهك كان بخلف الظهر |
وفوق الجبهة برز الذيل |
سقط عليك الرطب النامى |
والأنهار دموع الرهبة و الخفقان .. |
ظل الجمر حصاة البوح |
وعبق البرهة ولهاً كان |
كنت أخالك يوم البدء جيوش الرقة |
تل عطاء موج حنان |
كنت أخالك سحب العزة |
وهج نضارٍ و استحسان .. |
رحل الوعد و ذاب السعد |
وتاهت فيك رؤى الانسان |
رسم الشعر عليك حروفى |
جرسا يقدح بالأشجان |
فاشدد رحلى و استودعنى |
بعدك اهجر كل مكان |
فهل ستهز الآن اللحظة |
تثقب جدرى بالعصيان |
وهل ستعانق سفنك شطّى |
كنف ينضح بالغفران |
لست اكذب حدسى بعدك |
ليس العشق سهول أمان |
وليس الفرح سواك ملاذ |
ليس العمر رحى الأزمان . |