سِحرُ نهديها بِلا كأسٍ سَقانا
|
فتنةً من غيها مَن ذا دهانا
|
أقبلتْ والحُبُّ غنّى كلَّ لَحنٍ
|
حينما مالتْ وغصنُ الرّندِ بانا
|
كلما أبدى الهوى مِنها دلالاً
|
زادتِ الأشواقُ فينا عُنفوانا
|
أيّ قلبٍ فوقَ نارِ الحُبِّ يبقى
|
مثلَ قلبينا وإن قاسى وعانى
|
أشعلتْ فينا لظاها واسْتبَدَّتْ
|
لم نَحدْ عن حُبِّها مهما صَلانا
|
إنْ مَضَتْ أعوامُنا عرضاً وطولاً
|
لمْ يزدْنا سَبرها إلا اتّزانا
|
نَحنُ في حُبٍّ وشَوقٍ ما انْقطعنا
|
لمْ نَزَلْ بالوصلِ ضمَّاً واحْتضانا
|
فوقَ نارِ الشّوقِ لا نلقى اصْطباراً
|
حينما تَبغي التحاماً شَطْرَتانا
|
كمْ أزحتُ السِّترَ عن ماضٍ تولى
|
جادَ فيهِ الدَّهرُ يوماً واصْطفانا
|
ذكرياتٌ من روايا الأمسِ مرَّتْ
|
ذاتَ يومٍ ميَّزتْنا عن سِوانا
|
ليسَ بالدُّنيا سوى خِلٍ وفِيٍّ
|
إنْ جفاني الدَّهرُ أو بالعيشِ لانا
|
إذْ يُواسيني ويُفضي كلَّ سِرٍ
|
في عُبابِ الرُّوحِ أُعطيهِ مَكانا
|
هلْ تَباعَدنا وأيامُ التَّلاقي
|
ما لها يا دَهرُ تَنأى عن هَوانا
|
كمْ أقَمنا بالهوى أعراسَ حُبٍّ
|
مَهرجاناً كانَ يَتلو مَهرجانا
|
ليسَ وجهُ الحَقِّ أن نلقى نَجَاحاً
|
أينما سِرنا وساقتنا خُطانا
|
لا نبالي إنْ أصَبنا اليومَ عيشاً
|
أمْ صُروفُ الدَّهرِ أدْمَتنا امْتحانا
|
صدرُنا للحُبِّ رَحبٌ ذو عِمادٍ
|
قد بنى الأخلاصُ فيهِ صَوْلَجانا
|
قد بنينا فوقَ عرشِ الشِّعرِ بيتاً
|
وارْتفعنا في سَماءِ الفِكرِ شانا
|
وامْتطينا بالهوى مَتنَ القوافي
|
هكذا فالشِّعرُ قد أمسى حِصانا
|
يَحتوينا حِينما نَهوى التَّلاقي
|
أهِ ... ما أحلى التَّلاقي في رُبانا
|