ما بالُ عَينِكَ مِنها الماءُ يَنسَكِبُ | |
|
| كَأَنَّهُ مِن كُلى مَفرِيَّة سَرِبُ |
|
وَفراءَ غَرفِيَّة أَثأى خَوارِزُها | |
|
| مُشَلشِلٌ ضَيَّعَتهُ بَينَها الكُتَبُ |
|
أَستَحدَثَ الرَكبُ عَن أَشياعِهِم خَبَرا | |
|
| أَم راجَعَ القَلبَ مِن أَطرابِهِ طَرَبُ |
|
مِن دِمنَة نَسَفَت عَنها الصَبا سُفَعا | |
|
| كَما تُنَشَّرُ بَعدَ الطَيَّةِ الكُتُبُ |
|
سَيلا مِنَ الدِعصِ أَغشَتهُ مَعارِفَها | |
|
| نَكباءُ تَسحَبُ أَعلاه فَيَنسَحِبُ |
|
لا بَل هُوَ الشَوقُ مِن دارٍ تَخَوَّنَها | |
|
| مَرّا سَحابٌ وَمَرّا بارِحٌ تَرِبُ |
|
يَبدو لِعَينَيكَ مِنها وَهيَ مُزمِنَةٌ | |
|
| نُؤيٌ وَمُستَوقَدٌ بال وَمُحتَطَبُ |
|
إِلى لَوائِحَ مِن أَطلالِ أَحوِيَةٍ | |
|
| كَأَنَّها خِلَلٌ مَوشِيَّةٌ قُشُبُ |
|
بِجانِبِ الزُرقِ لَم تَطمِس مَعالِمَها | |
|
| دَوارِجُ المورِ وَالأَمطارُ وَالحِقَبُ |
|
دِيارُ مَيَّةَ إِذ مَيُّ تُساعِفُنا | |
|
| وَلا يَرى مِثلَها عُجمٌ وَلا عَرَبُ |
|
بَرّاقَةُ الجيدِ وَاللَبّاتِ واضِحَةٌ | |
|
| كَأَنَّها ظَبيَةٌ أَفضى بِها لَبَبُ |
|
بَينَ النَهارِ وَبَينَ اللَيلِ مِن عَقَدٍ | |
|
| عَلى جَوانِبِهِ الأَسباطُ وَالهَدَبُ |
|
عَجزاءُ مَمكورَةٌ خَمصانَةٌ قَلِقٌ | |
|
| عَنها الوِشاحُ وَتَمَّ الجِسمُ وَالقَصَبُ |
|
زَينُ الثِيابِ وَإِن أَثوابُها اِستُلِبَت | |
|
| عَلى الحَشِيَّةِ يَوما زانَها السَلَبُ |
|
تُريكَ سُنَّةض وَجهٍ غَيرَ مُقرِفَة | |
|
| مَلساءَ لَيسَ بِها خالٌ وَلا نَدَبُ |
|
إِذا أَخو لَذَّةِ الدُنيا تَبَطَّنَها | |
|
| وَالبَيتُ فَوقَهُما بِاللَيلِ مُحتَجِبُ |
|
سافَت بِطَيِّبَةِ العِرنينِ مارِنُها | |
|
| بِالمِسكِ وَالعَنبَرِ الهِندِيِّ مُختَضِبُ |
|
تَزدادُ لِلعَينش إِبهاجا إِذا سَفَرَت | |
|
| وَتَحرَجُ العَينُ فيها حينَ تَنتَقِبُ |
|
لَمياءُ في شَفَتَيها حُوَّةٌ لَعَسٌ | |
|
| وَفي اللِثاتِ وَفي أَنيابِها شَنَبُ |
|
كَحلاءُ في بَرَجٍ صَفراءُ في نَعَجٍ | |
|
| كَأَنَّها فِضَّةٌ قَد مَسَّها ذّهَبُ |
|
وَالقُرطُ فُي حُرّةِ الذِفرى مُعَلَّقُهُ | |
|
| تَباعَدَ الحَبلُ مِنهُ فَهوَ يَضطَرِبُ |
|
تِلكَ الفَتاةُ الَّتي عُلِّقتُها عَرَضاً | |
|
| إِنَّ الكَريمَ وَذا الإِسلامِ يُختَلَبُ |
|
لَيسَت بِفاحِشَةٍ في بَيتِ جارَتِها | |
|
| وَلا تُعابُ وَلا تُرمى بِها الرِيَبُ |
|
إِن جاوَرَتهُنَّ لَم يَأخُذنَ شيمَتَها | |
|
| وَإشن وَشَينَ بِها لَم تَدرِ ما الغَضَبُ |
|
صَمتُ الخَلاخيلِ خَودٌ لَيسَ يُعجِبُها | |
|
| نَسجُ الأَحاديثِ بَينَ الحَيِّ وَالصَخَبُ |
|
وَحُبُّها لي سَوادَ اللَيلِ مُرتَعِداً | |
|
| كَأَنَّها النارُ تَخبو ثُمَّ تَلتَهِبُ |
|
واسَوأَتا ثُمَّ يا وَيلا وَيا حَرَبا | |
|
| إِنّي أَخو الجِسمِ فيه السُقمُ وَالكُرَبُ |
|
لَيالِيَ اللَهوُ يَطبيني فَأَتبَعُهُ | |
|
| كَأَنَّني ضارِبٌ في غَمرَة لَعِبُ |
|
لا أَحسَبُ الدَهرَ يُبلي جِدَّةً أَبَداً | |
|
| وَلا تُقَسِّمُ شَعباً واحِداً شُعَبُ |
|
زارَ الخَيالُ لَمَيّ هاجِعاً لَعِبَت | |
|
| بِهِ التَنائِفُ وَالمَهرِيَّةُ النُجُبُ |
|
مُعَرِّساً في بَياضِ الصُبحِ وَقعَتُهُ | |
|
| وَسائِرُ السَيرِ إِلاّ ذاكَ مُنجَذِبُ |
|
أخا تَنائِفَ أَغفى عِندَ ساهِمَةٍ | |
|
| بِأَخلَقِ الدَفِّ مِن تَصديرِها جُلَبُ |
|
تَشكو الخِشاشَ وَمَجرى النَسعَتَينِ كَما | |
|
| أَنَّ المَريضُ إِلى عُوّادِهِ الوَصِبُ |
|
كَأَنَّها جَمَلٌ وَهمٌ وَما بَقِيَت | |
|
| إِلاّ النَحيزَةُ وَالأَلواحُ وَالعَصَبُ |
|
وَالعيسُ مِن عاسِجٍ أَو واسِج خَبَباً | |
|
| يُنحَزنَ مِن جانِبَيها وَهيَ تَنسَلِبُ |
|
وَحُبُّها لي سَوادَ اللَيلِ مُرتَعِداً | |
|
| كَأَنَّها النارُ تَخبو ثُمَّ تَلتَهِبُ |
|
واسَوأَتا ثُمَّ يا وَيلا وَيا حَرَبا | |
|
| إِنّي أَخو الجِسمِ فيه السُقمُ وَالكُرَبُ |
|
لَيالِيَ اللَهوُ يَطبيني فَأَتبَعُهُ | |
|
| كَأَنَّني ضارِبٌ في غَمرَة لَعِبُ |
|
لا أَحسَبُ الدَهرَ يُبلي جِدَّةً أَبَداً | |
|
| وَلا تُقَسِّمُ شَعباً واحِداً شُعَبُ |
|
زارَ الخَيالُ لَمَيّ هاجِعاً لَعِبَت | |
|
| بِهِ التَنائِفُ وَالمَهرِيَّةُ النُجُبُ |
|
مُعَرِّساً في بَياضِ الصُبحِ وَقعَتُهُ | |
|
| وَسائِرُ السَيرِ إِلاّ ذاكَ مُنجَذِبُ |
|
أخا تَنائِفَ أَغفى عِندَ ساهِمَةٍ | |
|
| بِأَخلَقِ الدَفِّ مِن تَصديرِها جُلَبُ |
|
تَشكو الخِشاشَ وَمَجرى النَسعَتَينِ كَما | |
|
| أَنَّ المَريضُ إِلى عُوّادِهِ الوَصِبُ |
|
كَأَنَّها جَمَلٌ وَهمٌ وَما بَقِيَت | |
|
| إِلاّ النَحيزَةُ وَالأَلواحُ وَالعَصَبُ |
|
وَالعيسُ مِن عاسِجٍ أَو واسِج خَبَباً | |
|
| يُنحَزنَ مِن جانِبَيها وَهيَ تَنسَلِبُ |
|
لا تَشتَكي سَقطَةً مِنها وَقَد رَقَصَت | |
|
| بِها المَفاوِزُ حَتّى ظَهرُها حَدِبُ |
|
كَأَنَّ راكِبَها يَهوي بِمُنخَرِقٍ | |
|
| مِنَ الجَنوبِ إِذا ما رَكبُها نَصِبوا |
|
تَخدي بِمُنخَرِقِ السِربالِ مُنصَلِتٍ | |
|
| مِثلِ الحُسامِ إِذا أَصحابُهُ شَحَبوا |
|
تُصغي إِذا شَدَّها بِالكورِ جانِحَةً | |
|
| حَتّى إِذا ما اِستَوى في غَرزِها تَثِبُ |
|
وَثبَ المُسَحَّجِ مِن عاناتِ مَعقُلَة | |
|
| كَأَنَّه مُستَبانُ الشَكِّ أَو جَنِبُ |
|
يَحدو نَحائِصَ أَشباهاً مُحَملَجَةً | |
|
| وُرقَ السَرابيلِ في أَلوانِها خَطَبُ |
|
لَهُ عَلَيهِنَّ بِالخَلصاءِ مَرتَعِهِ | |
|
| فَالفَودّجاتِ فَجَنبَي واحِفٍ صَخَبُ |
|
حَتّى إِذا مَعمَعانُ الصَيفِ هَبَّ لَهُ | |
|
| بِأَجَّةٍ نَشَّ عَنها الماءُ وَالرُطُبُ |
|
وَصَوَّحَ الَبقلَ نَأّاجٌ تَجيءُ بِهِ | |
|
| هَيفٌ يَمانِيَةٌ في مَرِّها نَكَبُ |
|
وَأَدرَكَ المُتَبَقّى مِن ثَميلَتِهِ | |
|
| وَمِن ثَمائِلِها وَاِستُنشِئَ الغَرَبُ |
|
تَنَصَّبَت حَولَهُ يَوماً تُراقِبُهُ | |
|
| صُحرٌ سَماحيجُ في أَحشائِها قَبَبُ |
|
حَتّى إِذا اِصفَرَّ قَرنُ الشَمسِ أَو كَرَبَت | |
|
| أَمسى وَقَد جَدَّ في حَوبائِهِ القَرَبُ |
|
فَراحَ مُنصَلِتاً يَحدو حَلائِلَهُ | |
|
| أَدنى تَقاذُفِهِ التَقريبُ وَالخَبَبُ |
|
كَأَنَّهُ مُعوِلٌ يَشكو بَلابِلَهُ | |
|
| إِذا تَنَكَّبَ عَن أَجوازِها نَكِبُ |
|
يَعلو الحُزونَ بِها طَوراً لِيُتبِعَها | |
|
| شِبهَ الضِرارِ فَما يُزري بِها التَعَب |
|
كَأَنَّهُ كُلَمّا اِرفَضَّت حَزيقَتُها | |
|
| بِالصُلبِ مِن نَهشِهِ أَكفالَها كَلِبُ |
|
كَأَنَّها إِبِلٌ يَنجو بِها نَفَرٌ | |
|
| مِن آخَرينَ أَغاروا غارَةً جَلَبُ |
|
وَالهَمُّ عَيُن أُثالٍ ما يُنازِعُهُ | |
|
| مِن نَفسِهِ لِسِواها مَورِداً أَرَبُ |
|
فَغَلَّسَت وَعَمودُ الصُبحِ مُنصَدِعٌ | |
|
| عَنها وَسائِرُهُ بِاللَيلِ مُحتَجِبُ |
|
عَيناً مُطَحلَبَةَ الأَرجاءِ طامِيَةً | |
|
| فيها الضَفادِعُ وَالحيتانُ تَصطَخِبُ |
|
يَستَلُّها جَدوَلٌ كَالسَيفِ مُنَصلِتٌ | |
|
| بَينَ الأَشاءِ تَسامى حَولَهُ العُسُبُ |
|
وَبِالشمَائِلِ مِن جِلاّنَ مُقتَنِصٌ | |
|
| رَذلُ الثِيابِ خَفِيُّ الشَخصِ مُنزَرِبُ |
|
مُعِدُّ زُرقٍ هَدَت قَضباً مُصَدَّرةً | |
|
| مُلسَ البُطونِ حَداها الريشُ وَالعَقَبُ |
|
كانَت إِذا وَدَقَت أَمثالُهُنَّ لَهُ | |
|
| فَبَعضُهُنَّ عَنِ الأُلاّفِ مُنشَعِبُ |
|
حَتّى إِذا الوَحشُ في أَهضامِ مَورِدِها | |
|
| تَغَيَّبَت رابَها مِن ريبةٍ رِيَبُ |
|
فَعَرَّضَت طَلَقا أَعناقَها فَرَقاً | |
|
| ثُمّ اِطَّباها خَريرُ الماءِ يَنسَكِبُ |
|
فَأَقبَلَ الحُقبُ وَالأَكبادُ ناشزَةٌ | |
|
| فَوقَ الشَراسيفِ مِن أَحشائِها تَجِبُ |
|
حَتّى إِذا زَلَجَت عَن كُلّ حَنجَرَةٍ | |
|
| إِلى الغَليلِ وَلَم يَقصَعنَهُ نُغَبُ |
|
رَمى فَأَخطأَ وَالأَقدارُ غالِبَةٌ | |
|
| فَاِنصَعنَ وَالويلُ هِجّيراهُ وَالحَرَبُ |
|
يَقَعنَ بِالسَفحِ مِمّا قَد رَأَينَ بِهِ | |
|
| وَقعاً يَكاد حَصى المَعزاءِ يَلتَهِبُ |
|
كَأَنَّهُنَّ خَوافي أَجدَلٍ قَرَمٍ | |
|
| وَلّى لِيَسبِقَهُ بِالأَمعَزِ الخَرَبُ |
|
أَذاكَ أَم نَمِشٌ بِالوَشيِ أَكرُعُهُ | |
|
| مُسَفَّعُ الخَدِّ غادٍ ناشِطٌ شَبَبُ |
|
تَقَيَّظَ الرَملَ حَتّى هَزَّ خِلفَتَهُ | |
|
| تَرَوُّحُ البَردِ ما في عَيشِهِ رَتَبُ |
|
رَبلاً وَأَرطى نَفَت عَنهُ ذَوائِبُهُ | |
|
| كواكبُ القَيظِ حَتّى ماتَتِ الشُهُبُ |
|
أَمسى بِوَهبينَ مُجتازاً لِمَرتَعِهِ | |
|
| مِن ذي الفَوارِسِ تَدعو أَنفَهُ الرِبَبُ |
|
حَتّى إِذا جَعَلَتهُ بَينَ أَظهُرِها | |
|
| مِن عُجَمةِ الرَملِ أَثباجٌ لها حِبَب |
|
ضَمَّ الظَلامُ عَلى الوَحشِيِّ شَملَتَهُ | |
|
| وَرائحٌ مِن نَشاصِ الدَلوِ مُنسَكِبُ |
|
فَباتَ ضَيفاً إِلى أَرطاةِ مُرتَكِمٍ | |
|
| مِنَ الكَثيبِ بِها دِفءٌ وَمُحتَجَبُ |
|
مَيلاءَ مِن مَعدِنِ الصيرانِ قاصِيَةٍ | |
|
| أَبعارُهُنَّ عَلى أَهدافِها كُثَبُ |
|
وَحائِلٌ مشن سَفيرِ الحَولِ جائِلُهُ | |
|
| حَولَ الجَراثيمِ في أَلوانِهِ شَهَبُ |
|
كَأَنَّما نَفَضَ الأَحمالِ ذاوِيَة | |
|
| عَلى جَوانِبِهِ الفِرصادُ وَالعِنَبُ |
|
إِذا اِستَهلَّت عَلَيهِ غَبيَةٌ أَرِجَت | |
|
| مَرابِضُ العينِ حَتّى يَأرَجَ الخَشَبُ |
|
كَأَنَّهُ بَيتُ عَطّارٍ يُضَمِّنُهُ | |
|
| لَطائِمَ المِسكِ يَحويها وَتُنتَهَبُ |
|
تَجلو البَوارِقُ عِن مُجرِمِّزٍ لَهِقٍ | |
|
| كَأَنَّهُ مُتَقَبّي يَلمَقٍ عَزَبُ |
|
وَالوَدقُ يَستَنُّ عَن أَعلى طَريقَتِهِ | |
|
| حَولَ الجُمانِ جَرى في سِلكِهِ الثُقَبُ |
|
يَغشى الكِناسَ بِرَوقَيهِ وَيَهدِمُهُ | |
|
| مِن هائِلِ الرَملِ مُنقاضٌ وَمُنكَثِبُ |
|
إِذا أَرادَ اِنكِراساً فيهِ عَنَّ لَهُ | |
|
| دونَ الأًرومَةِ مِن أَطنابِها طُنُبُ |
|
وَقَد تَوَجَّس رِكزاً مُقفِرٌ نَدُسٌ | |
|
| بِنَبأَةِ الصَوتِ ما في سَمعِهِ كَذِبُ |
|
فَباتَ يُشئِزُهُ ثَأدٌ وَيُسهِرُهُ | |
|
| تَذَؤُّبُ الريحِ وَالوَسواسُ وَالهِضَبُ |
|
حَتّى إِذا ما جَلا عَن وَجهِهِ فَلَقٌ | |
|
| هاديهِ في أَخرَياتِ اللَيلِ مُنتَصِبُ |
|
أَغباشَ لَيلٍ تِمامٍ كانَ طارَقَهُ | |
|
| تَطَخطُخُ الغَيمِ حَتّى ما لَهُ جُوَبُ |
|
غَدا كَأَنَّ بِهِ جِنّاً تَذاءَبَهُ | |
|
| مِن كُلِّ أَقطارِهِ يَخشى وَيَرتَقِبُ |
|
حَتّى إِذا ما لها في الجَدرِ وَاِتَّخَذَت | |
|
| شَمسُ النَهارِ شُعاعاً بَينَها طِبَبُ |
|
وَلاحَ أَزهَرُ مَشهورٌ بِنُقبَتِهِ | |
|
| كَأَنَّهُ حينَ يَعلو عاقِراً لَهَبُ |
|
هاجَت لَهُ جُوَّعٌ زُرقٌ مُخَصَّرَةٌ | |
|
| شَوازِبٌ لاحَها التَغريثُ وَالجَنَبُ |
|
غُضفٌ مُهَرَّتَةُ الأَشداقِ ضارِيَةٌ | |
|
| مِثلُ السَراحينِ في أَعناقِها العَذَبُ |
|
وَمُطعَمُ الصَيدِ هَبّالٌ لِبُغيَتِهِ | |
|
| أَلفى أَباهُ بِذاكَ الكَسبِ يَكتَسِبُ |
|
مُقَزَّعٌ أَطلَسُ الأَطمارِ لَيسَ لَهُ | |
|
| إِلاّ الضَراءَ وإِلاّ صَيَدها نَشَبُ |
|
فَاِنصاعَ جانِبَه الوَحشِيَّ وَاِنكَدَرَت | |
|
| يَلحَبنَ لا يَأتَلي المَطلوبُ وَالطَلَبُ |
|
حَتّى إِذا دَوَّمَت في الأَرضِ راجَعَهُ | |
|
| كِبرٌ وَلَو شاءَ نَجّى نَفسَهُ الهَرَبُ |
|
خَزايَةً أَدرَكَتهُ بَعدَ جَولَتِهِ | |
|
| مِن جانِبِ الحَبلِ مَخلوطاً بِها الغَضَبُ |
|
فَكَفَّ مِن غَربِهِ وَالغُضفُ يَسمَعُها | |
|
| خَلفَ السَبيبِ مِنَ الإِجهادِ تَنتَحِبُ |
|
حَتّى إِذا أدرَكَتهُ وَهوَ مُنحَرِفٌ | |
|
| أَو كادَ يُمكِنُها العُرقوبُ وَالذَنَبُ |
|
بَلَّت بِهِ غَيرَ طَيّاشٍ وَلا رَعِشٍ | |
|
| إِذ جُلنَ في مَعرَكٍ يُخشى بِهِ العَطَبُ |
|
فَكَرَّ يَمشُقُ طَعناً في جَواشِنِها | |
|
| كَأَنَّهُ الأَجرَ في الإِقبالِ يَحتَسِبُ |
|
فَتارَةً يَخِضُ الأَعناقَ عَن عُرُضٍ | |
|
| وَخضاً وَتُنتَظَمُ الأَسحارُ وَالحُجُبُ |
|
يُنحي لَها حَدَّ مَدرِىٍّ يَجوفُ بِهِ | |
|
| حالاً وَيَصرُدُ حالاً لَهذَمٌ سَلِبُ |
|
حَتّى إِذا كُنَّ مَحجوزاً بِنافِذَةٍ | |
|
| وَزاهِقاً وَكِلا رَوقَيهِ مُختَضِبُ |
|
وَلّى يَهُزُّ اِنهزِاماً وَسطَها زَعِلا | |
|
| جَذلانَ قَد أَفرَخَت عَن رَوعِهِ الكُرَبُ |
|
كَأَنَّهُ كَوكَبٌ في إِثرِ عِفرِيَةٍ | |
|
| مُسَوَّمٌ في سَوادِ اللَيلِ مُنقَضِبُ |
|
وَهُنَّ مِن واطِئٍ ثِنيَي حَوِيَّتِهِ | |
|
| وَناشِجٍ وَعَواصي الجَوفِ تَنشَخِبُ |
|
أَذاكَ أَم خاضِبٌ بِالسِيِّ مَرتَعُهُ | |
|
| أَبو ثَلاثينَ أَمسى وَهوَ مُنقَلِبُ |
|
شَختُ الجُزارِةِ مِثلُ البَيتِ سائِرُهُ | |
|
| مِنَ المَسوحِ خِدَبٌّ شَوقَبٌ خَشِبُ |
|
كَأَنَّ رِجلَيهِ مِسماكانِ مِن عُشَرٍ | |
|
| صَقبانِ لَم يَتَقَشَّر عَنهُما النَجَبُ |
|
أَلهاهُ آءٌ وَتَنّومٌ وَعُقبَتُهُ | |
|
| مِن لائِحِ المَروِ وَالمَرعى لَهُ عُقَبُ |
|
يَظَلُّ مُختَضِعا يَبدو فَتُنكِرُهُ | |
|
| حالا وَيَسطَعُ أَحيانا فَيَنتَسِبُ |
|
كَأَنّهُ حَبَشِيٌّ يَبتَغي أَثَراً | |
|
| أَو مِن مَعاشِرَ في آذانِها الخُرَبُ |
|
هَجَنَّعٌ راحَ في سَوداءَ مُخمَلَة | |
|
| مِنَ القَطائِفِ أَعلى ثَوبِهِ الهُدَبُ |
|
أَو مُقحَمٌ أَضعفَ الإِبطانَ حادِجُهُ | |
|
| بِالأَمس فَاِستَأخَرَ العِدلانِ وَالقَتَبُ |
|
أَضَلَّهُ راعِيا كَلبِيَّة صَدَرا | |
|
| عَن مُطلِب وَطُلى الأَعناقِ تَضطَرِبُ |
|
فَأَصبحَ البِكرُ فَردا مِن حَلائِلِهِ | |
|
| يَرتادُ أَحِليَة أَعجازُها شَذَبُ |
|
عَلَيهِ زادٌ وَأَهدامٌ وَأَخِفَيةٌ | |
|
| قَد كادَ يَستَلُّها عَن ظَهرِهِ الحَقَبُ |
|
كُلٌّ مِنَ المَنظَرِ الأَعلى لَهُ شَبَهٌ | |
|
| هَذا وَهَذانِ قَدُّ الجِسمِ والنُقَبُ |
|
حَتّى إِذا الهيقُ أَمسى شامَ أَفرُخَهُ | |
|
| وَهُنَّ لا مُؤيِسٌ نَأيا وَلا كَثَبُ |
|
يَرقَدُّ في ظِلِّ عَرّاصٍ وَيَطرِدُهُ | |
|
| حَفيفُ نافِجَةٍ عُثنونُها حَصِبُ |
|
تَبري لَهُ صَعلَةٌ خَرجاءُ خاضِعَةٌ | |
|
| فَالخَرقُ دونَ بَناتِ البَيضِ مُنتَهَبُ |
|
كَأَنَّها دَلوُ بِئر جَدَّ ماتِحُها | |
|
| حَتّى إِذا ما رَآها خانَهُ الكَرَبُ |
|
وَيلُمِّها رَوحَة وَالريحُ مُعِصفَةٌ | |
|
| وَالغَيثُ مُرتَجِزٌ وَاللَيلُ مُقتَرِبُ |
|
لا يَذخَرانِ مِنَ الإيغالِ باقِيَة | |
|
| حَتّى تَكادُ تَفَرّى عَنهُما الأُهُبُ |
|
فَكُلَّما هَبَطا في شَأوِ شَوطِهِما | |
|
| مِنَ الأَماكِنِ مَفعولٌ بِهِ العَجَبُ |
|
لا يَأمَنانِ سِباعَ الَليلِ أَو بَرَدا | |
|
| إِن أَظلَما دونَ أَطفال لَها لَجَبُ |
|
جاءَت مِنَ البَيضِ زُعرا لا لِباسَ لَها | |
|
| إِلاّ الدَهاسُ وَأُمٌّ بَرَّةٌ وَأَبُ |
|
كَأَنَّما فُلِّقَت عَنها بِبَلقَعَة | |
|
| جَماجِمٌ يُبَّسٌ أَو حَنَظلٌ خَرَبُ |
|
مِمّا تَقَيَّضَ عَن عوجٍ مُعَطَّفَةٍ | |
|
| كَأَنَّها شامِلٌ أَبشارَها جَرَبُ |
|
أَشداقُها كَصدوع النَبعِ في قُلَل | |
|
| مِثلِ الدَحاريجِ لَم يَنبُت لَها زَغَبُ |
|
كَأَنَّ أَعناقَها كُرّاثُ سائِفَةٍ | |
|
| طارَت لَفائِفُهُ أَو هَيشَرٌ سُلُبُ |
|