ما للفؤادِ مشتّتَ الفكرِ؟
|
|
لا خوفَ حينَ ترى تقلُّبَهُ
|
فاسْمعْ: أبُحْ لكَ جلّة الخبرِ
|
كانَ الفؤادُ بغفلةٍ فأتتْ
|
من دونِ علمٍ قوةُ القَدرِ
|
|
|
|
|
أرنو إلى الصغرى وقد رقدتْ
|
بجبينها أَطلالةُ السَّحَرِ
|
ضجَّ الهوى في صدرِها نَزِقاً
|
وتمايلتْ كالمترَفِ البطِرِ
|
أهدى الشبابُ لها نضارَتَه
|
فتألقتْ بربيعها النَّضِرِ
|
|
|
ظلت إيادي الدَّهرِ تصقلُها
|
فتخلّصتْ من لونِها العَكِرِ
|
صارتْ بدُنيا الحُبِّ لاهبةً
|
كحرارةِ الإنضاجِ للثَّمرِ
|
|
ومجونها بالجَدِّ والهَذَرِ
|
إن كانتِ الخَمسون تُدركُها
|
يا روعةَ الخمسينَ بالنَّظرِ
|
|
فكأنها العشرونَ في العُمُرِ
|
يمشي الزَّمان بها معاكسةً
|
|
|
وهجُ الصِّبا ومفاتنُ الكِبَرِ
|
لم أدرِ منْ بالحسن تأسُرني
|
|
بين التَّردُّد عشتُ في لُجَجٍ
|
واحْترتُ بين الأنسِ والضَّجرِ
|
ما كنتُ يوماً جِدّ مُرتبكٍ
|
ما صرتُ فيه اليومَ من خطَرِ
|
إنْ ملتُ نحو الشَّمسِ ألثُمها
|
تُغري شِفاهي طلعةُ القَمرِ
|
قد ضاق صدري منهما جَلَداً
|
ضِدّانِ كالبارودِ والشَّررِ
|
|
أطرافُها مجهولةُ الصُّورِ
|
إنْ بحتُ في تفضيلِ واحدةٍ
|
لي مُهجةٌ أقسى مِن الحَجَرِ
|
كلّ البَريّةِ سوفَ تلعنُني
|
وتُشيرُ لي بالكاذبِ الأشِرِ
|
|
غِيبي عنِ الإدراكِ والبصرِ
|
|
مهما تَطَاوَلَ بالهوى سَهَري
|