إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
قادما من بياض السريرة |
ذاهبا فى بقايا الرماد |
يستر الليل عريه |
والمنافي بلاد |
يأتي علانية |
بلا لغة |
فيخلع روحه في الليل |
يلبس قبره |
ويسير متكأ على أضلاعه |
كالرمح يدخل أبجديات المدن |
بيديه جثته الأخيرة |
وهو يركض فى فضاء ليّنٍ |
تحدوه نرجستان |
من شفق ٍوماء |
طفل القرنفل |
جاء من بدء التشكل |
فارعاً كالحزن |
رهّاجاً ..كفاتحة الغناء |
كان يغرس عمره |
ويمر فيه |
مرصعاً بدم المهاري |
والبراري |
حين يدخل فى شقوق الأرض |
يخرج من حوافيها نوارس |
ترتدي مطراً |
وتصعد |
راحلاً |
نحو الأماسي البعيدة |
والقصيدة أخته |
متمازجان |
وآمران |
كأنهم فى زهوة الريحان |
والتيجان |
سيدة وسيد |
ينحلّ من ليل العراق |
صبابة |
ويهل ّ فى جسر الرصافة |
للمها وعيونهن |
فتى ..حسيني الهوى |
خصب التوجد |
ناداه حلمٌ |
عندها |
مسّ النهار جبينه المحتدّ |
أيقظ قلبه المسكون بالأخضر |
وكان النهر يسبقه |
ويوسع فى الظما الممتد |
كي يعبر |
قدماه سنبلتان |
والنبع القديم على فراغٍ |
يبتعد |
وسليم فاصلة الندى |
للهاجس المائي |
آس النهر |
ميزان البراءة |
نطفة منة خصب |
روح لايلائمها جسد |
وسليم مشكولٌ على جرحين |
مسفوح ٌعلى أفقين |
حدّهما..غمامٌ |
أو زبد |
ويظل يكبر |
كالمآذن فى تبتلها |
كأوجاع البلاد |
كرعشة الصوفي |
عند مداخل الأوراد |
ثم يشف |
حتى ينتهي فى اللاأحد |
وسامراء عشب الروح |
حالٌ يقبل الضدين |
ساقية على قلبين |
تنزح من حنين الروح لؤلؤه |
وتسكب رهجها الأزلي |
في جهة ..بزاوية الأبد |
لكأمها كأسان في موال |
راغا من أباريق الغناء |
ولوّنا مرج العواصم |
وسامراء أول طعنة |
فى خصر عاشقة |
تذهّبها مفاتنها |
وآخر ماتكسر من مواسم |
وسليم قادم |
مثل أول عاشقٍ |
وشم القوافل بالحداء |
متوجاَ بالاشتهاء |
سبيكة ٌتدنو |
شمّر فؤادك |
موسم النار اقترب |
والليل أوّله خرافة |
ثم آخره غضب |
لم يقترف وطناً |
ولم يسحبه طفل الريح |
نحو الريح |
أشرف من فضاء الارض سهواً |
بينما العشاق يفترشون أحلام الصبايا |
فاكترى حلما..ونام |
مثل نهرٍمن عقيق |
زبرجدٍ غطّى سهول الليل |
سارية |
قوافل من توجع |
فاصلٍ من بوح |
قطفٍ من غمام |
الأرض فارغة |
وسرب الطحلب الليلي غطّى حبّتي عينيه |
يصعد فى اتجاه القلب |
ينقش ماتكدّس من رخام |
أي ريح ٍٍ اطفأت تفاح قلبي |
فاستبد به الحنين |
عشبي الليلي يذبل ين أيديكم |
وأنتم تورقون |
كل خبزٍ لايعمدني بماء الجوع |
..آثم |
كل سنبلة تعرّت للجياع |
خطيئة تمشي |
هذا قميص الرمل ضاق |
عن الصحاري والمدى |
وأنا هنا ..طفل ٌنهاي الملامح |
قد تقوّس عمره |
والقلب جامح |
فافتحوا الأرض العصية باسمنا |
تلك التى لاتستحي أن تنبت الأبناء |
ثم تردهم فى احشائها شهداء |
مثقوبين في أرواحهم |
بدم الغياب |
والأرض عاشقة |
تراودنا |
فنعطيها يواقيت العيون |
فلانخون |
والأرض تابوت ٌلمن لايولدون |
شرانقٌمن صمت |
مرأة ٌ لظل الميتين على التراب |
كل المنافي مغلقة |
كل المداخل تستعد إلى الرحيل |
فاصعد حبال المشنقة |
ياأيها الولد الجميل |
نهضت رقية بعدما |
اكتظت عناصرها |
ومالت نحو عاشقها |
تلملم حلمه الغافي |
تلونه بكحل الليل |
تمزجه بنعناع الحقول |
عيناك أحنى من رصاصة |
ويداك أطهر من قتيل |
والآن سامراء |
فليتحسس النخل القديم |
مداره الأبدي |
وليتراجع الموتى قليلاً |
عند أول حافة للموت |
لتصب كل الأرض في جهة |
إلى حيث الفتى يغفو |
فكأنه ..للأرض ريحانة |
ودماؤه..فى رملها ..قُبَلُ |
إن صاحت النخلات: ظمآنة |
لترقرقت من ريَهَمُقَلُ |
ويعود نحو البدء |
روحاً ترتدي جسدا |
ويرحل |
كان يمعن في التلاشي |
نحوشئٍ ..لانراه |
وخلفه |
يمشي هلالٌ |
ليس ينضجه |
مساء |